الأقباط متحدون - تحية كاريوكا.. اعتقلها ناصر وجمعتها علاقة بالسادات.. قال عنها سعيد: أذكى وأشد انفتاحًا من أن يحتملها أي رجل مصري
أخر تحديث ٠٤:٤٠ | الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٠ | العدد ٤٠٥٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تحية كاريوكا.. اعتقلها ناصر وجمعتها علاقة بالسادات.. قال عنها سعيد: أذكى وأشد انفتاحًا من أن يحتملها أي رجل مصري

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا
كتبت – أماني موسى
من العلامات المؤثرة في تاريخ الفن المصري والرقص الشرقي "تحية كاريوكا" التي يوافق اليوم 20 سبتمبر ذكرى وفاتها.
 
ولدت بدوية محمد علي النيداني، في 22 فبراير 1919 بمدينة الإسماعيلية، وقد بدأت في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة حتى اكتشفتها الراقصة محاسن محمد ثم تعرفت على بديعة مصابني وانضمت إلى فرقتها فاستعانت بها في السينما والمسرح.
 
بدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصه الكاريوكا العالمية في أحد عروض سليمان نجيب وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها.
 
توفيت في 20 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز الـ 80 عامًا اثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة، وقد تبنت الفنانة الكبيرة بنت صغيره عندما كانت في السبعين من عمرها وكانت دائمًا تمازح أصدقائها بقولها أنها "أنجبت وهي في السبعين" وقد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بان تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.
 
ماذا قالوا عن كاريوكا؟ وكيف رآها محبيها ومنتقديها؟
إدوارد سعيد: هي أعلم وأذكى وأشد انفتاحًا من أن يحتملها أي رجل في مصر المعاصرة
قال عنها المفكر إدوار سعيد، أن هناك توق إلى الانفلات من الواقع يأتي وراء كل نجاح صارخ، فكما يقول فولتير "لا يكون الإنسان حرًا إلا عندما يودُّ أن يكون"، وهذا تمامًا ما ينطبق على الفنانة المصرية تحيّة كاريوكا التي دون شك لم تكن مجرد راقصة شرقيّة مصريّة عادية أو ممثلةً عبرت تاريخ السينما المصرية؛ بل هي "نَصٌ كامل ومنجزٌ".
 
ويضيف سعيد في مقال له بعنوان "تحية إلى تحية"، اعتُبرت من رائدات الحركة الليبرالية النسائية في مصر، وواحدة من صاحبات الأصوات العالية في المطالبة بتحرر المرأة، إذ كانت تنتمي إلى عالم النساء التقدميّات اللواتي يتفاديَن الحواجز الاجتماعية أو يُزلنها".
 
ووصفها سعيد بأنها أعلم وأذكى وأشد انفتاحًا من أن يحتملها أي رجل في مصر المعاصرة
كاريوكا مع بديعة مصابني وسامية جمال
 
محمد عبد الوهاب: تحية رمز الاستقلال الفني
وصفها الموسيقار محمد عبد الوهاب بـ «رمز الاستقلال الفني».
 
اعتقلها ناصر.. وماذا عن علاقتها بالسادات؟
كان لها دورها الوطني، ويقال أنها انتمت لعدد من التنظيمات الشيوعية السرية، أحدها كان «حدتو – الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني»، وقد اعتقلت بسبب نشاطها السياسي أكثر من مرة، وفي إحدى المرات صرخت لحظة إلقاء القبض عليها وإلقائها في إحدى الزنازين قائلةً: "قولوا لجمال عبد الناصر مش تحية اللي تترمي في زنزانة".
 
كان لها نشاط مع الفدائيين المصريين في الخمسينيات عرفت خلاله أنور السادات، وقد ظل مختبئًا بمعرفة الفدائيين لفترة طويلة، وكانت تحية من ضمن من ساعده على الهرب.
 
وفي لقاء لها به عام ١٩٧٨ وهو رئيس جمهورية، قال لها: «إني كنت أعمل مع شقيقك»، يقصد في العمل الفدائي، هنا وقفت تحية وقالت: «لا يا ريّس. أنت كنت هربان». فضحك السادات!
 
الشعراوي وتحية كاريوكا
أثناء تواجد الشيخ "الشعراوي" في فندق الحرم بالمدينة المنورة في الحج إذ بالفنانة "تحية كاريوكا" تنادي على الشيخ عن بعد واتجهت إلى الشيخ حتى اقتربت منه ونادت عليه فلم ينظر إلى وجهها، فقالت له بصوت مرتفع: يا سيدنا الشيخ  انظر إلى وجهي تعرفني! فقال لها: أنا لا أعرفك، فردت: أنا الفنانة  "تحية كاريوكا"، أريد أن أسلم عليك، وتدعو لي، فقال لها: لو عرفت أنك أنت التي تنادين عليّ كل هذه النداءات لاتجهت إليكِ "رأسا" لا "رقصًا"!، وأخذ يطيّب خاطرها ويدعو لها من قلبه.
 
كتاب ومفكرين يقعون في غرام كاريوكا
يقول عنها الكاتب سليمان الحكيم "لم يكن المفكر إدوارد سعيد، وحده من وقع في غواية كاريوكا وشخصيتها الطاغية، حيث سبقه إلى ذلك عدد من المفكرين والكتاب منهم سلامة موسى، مصطفى أمين وصالح مرسي الذي ألف كتابًا عنها، كذلك محمد عبد الوهاب الذي كتب مقالا عنها يقول فيه "إن كاريوكا حررت الرقص الشرقي من تأثير الأجنبيات، ومثلها في ذلك مثل سيد درويش الذي حرر الموسيقى الشرقية من تأثير الأتراك".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter