محمد حسين يونس
1- ماذا لو كتبت كلمة السيد الرئيس أمام الامم المتحدة .؟
في مثل هذا الشهر من كل عام نقف علي شواطيء قارتنا الشمالية نستقبل أفواج من الطيور المهاجرة القادمة هربا من برد أوروبا ..للحياة في دفء إفريقيا .. البعض ينصب لها الشباك علي الشاطيء ليصطادها بعد رحلة طويلة مرهقة .. و البعض يعالج المصاب منها و يتركها لتكمل رحلتها .. لكن في الاغلب لا نلتفت لوجودها .. فلقد أصبحت جزء من روتين حياتنا .
هذا يحدث أيضا للاسماك في المحيطات .. و للرياح التي تعبر الحدود دون إعتراض و تسقط مياهها حيث تشاء .. وربما تطلق أعاصيرها و دواماتها .. ونراها جزءا من اسلوب حياتنا .. و إرادة الطبيعة التي لا غالب لها .
الانسان لا يمثل شذوذا علي هذا الكوكب .. فهو (قبل وجود الحدود و الباسبورت ) كان ينعم بالحركة و الهجرة حيث توجد ظروف حياة أفضل .. و كان في ذلك يماثل الهواء و الماء إما يصل علي هيئة لاجئين أو تجار كنسيم لطيف منعش و أمطار منتظره تحي الارض الجافة العطشي ، اوفي غزوات و حروب ضارية كرياح عاتية و تسونامي يطيح بالموجودات علي الارض و يغرقها .
منطقتنا عانت من العواصف عدة مرات علي مدى تاريخها..عواصف تأتي دائما من بؤر طاردة للبشر .. لتغرق بؤر أخرى مرحبة بهم .. لقد مرت من هنا .. عواصف الفرس .. ورياح الاسكندر .. و سيزر . . و الامبراطورية الرومانية الشرقية .. و رياح عرب الجزيرة .. والتتار و المغول و العثمانيون .. ورياح أوروبية مختلفة .. حتي نهاية الحرب العالمية الثانية عندما تغيرت المسارات .. و إختلفت بؤر الطرد و الجذب .. لتصبح في النهاية ما هي علية اليوم السادة الاعضاء .
إذا كانت هناك تدفقات كبيرة للهجرة غير الشرعية و اللجوء قادمة من منطقتنا .. فذلك لان بلادنا أصبحت بؤر طاردة .. و في بعض الاحيان غير صالحة لحياتهم .. ولانه عبر البحر توجد بؤر أخرى جاذبة ..إنه أمر طبيعي .. يقوم به البشر منذ أن إنتصب الاريكتوس في إفريقيا وسعي في الارض بحثا عن الطعام و الشراب و الامان .
و إني أود أن ألفت نظر حضراتكم إلي أن الانتقال من البيئة غير المواتية يتم علي مراحل تشهدون اليوم أوسطها .. فهي تفتح بفرق أستطلاع .. ثم بهجمات متفرقة .. ثم بهجوم كاسح .. لم يبدأ بعد و لكنه في الطريق طالما جعلتم من بلادنا جحيما للبشر
ولكن كيف وصلت منطقتنا لهذا السوء هذا هو السؤال الذى لو أجبنا علية بصدق وصراحة .. سنعرف كيف نواجه هذة الحقيقة الازمة .
إن بلادنا كانت و منذ بدايات القرن التاسع عشر عرضة لنهب مستمر و تهميش لاهلها .. و إستنزاف من إستعمار أوروبي .. لم يتوقف ابدا ..و كان المحتلون .. يضعونها ضمن مجالهم الحيوى الذى يستخلص ثرواتهم بسعر رخيص و يحولهم لسوق إستهلاكي لمنتجات مصانعهم بأعلي الاسعار ..إن مجد أوروبا قام علي عرق أهلنا ولم يتوقف .. وحتي بعد أن تغيرت الرياح و بدأت شمس الاستقلال .. فإن القوى المسيطرة علي العالم الجديدة .. تلاعبت بنا كما لو كنا إرثا أو غنيمة للمنتصرين . لقد قسمونا .. و كونوا منا ممالك و إمارات و جمهوريات خاضعة لهم .. و إستخرجوا البترول .. ثم إستولوا علي عوائده بشتي الطرق و منها شراء الملوك و الامراء و الرؤساء و جعلهم مطيه يتحركون بها حيثما يريدون .
اوروبا خلقت تناقضات .. لا تتوقف بين الفرس و العرب .. السنة و الشيعة .. الاكراد و الاتراك و غيرهم .. و شجعت وجود وطن قومي إسرائيلي لازالت تحرص علي أن يكون قوة معادلة لجميع قوى المنطقة كان السبب في حروب مهلكة أضاعت كل الفرص التي أتيحت للتنمية .
في بلدنا الحروب لا تتوقف بسلاح اوروبي أمريكي .. و جميع دول العالم تتنافس في بيعة للمليشيات .. و في بلدنا توقف العلم و المنطق و الفلسفة و الفن .. و حل محلها نظرة ضيقة سلفية محدودة للحياة تفضل الماضي عن الحاضر .. و تعمل لاخرتها بدلا من دنياها .
السادة الاعضاء
للاسف أن المنطق لا يجعلني أستطيع تحميلكم أسباب بلاوينا .. فنحن الذين صنعناها بأيدينا .. ولكن أنتم الذين خلقتم الميديا التي تنمو فيها عيوبنا .. إنها مصيبتنا .. و مشكلتنا .. وعلينا مواجهتها بشجاعة .
السادة الاعضاء
نحن في مصر لا نملك أن نفرض رؤيتنا علي الاخرين .. خصوصا الجيران .. ولكن نستطيع أن نكون جيرانا طيبين .. نسعي لسلام دائم بين الامم و الشعوب .. و لتنمية إيجابية لقوانا نرجو أن نجد عندكم النصيحة و العون .. حتي تتحول بلادنا من بؤر طاردة للبشر إلي بؤر جاذبة .
اولي الخطوات ستكون إبعاد الاديان عن السياسة .. و تحويل الازهر لاشراف وزارة التربية و التعليم .. و وقف كل الاذاعات و المحطات التلفزيونية المخصصة لنشر دين ما مع منع إرتداء النقاب .. أو إطلاق اللحي الشعثاء .. لنصبح جميعا مواطنون غير مميزون دينيا.. و لسنا أغلبية و أقلية .
بلدنا سوف تعيد النظر في مواد الدستور و القوانين لتصبح علمانية و تنقيها من كل شوائب التعصب و الانحياز.. خصوصا ما يتصل بعلاقة قوى الامن بالمواطنين.
في خلال ثلاثة أشهر قادمة ستقوم مؤسساتنا التخطيطية بعمل خطة تنمية لخمس سنوات مع تحديد أولويات الانفاق بحيث تركز علي طرح فرص عمل واسعة و إنتاج الطعام و الشراب و الدواء .. و الملبس .. و التكفل بعلاج وتعليم وتدريب لجميع المواطنين حتي مستوى القدرة علي المساهمة في مجمل الانتاج الاجتماعي . مع فرض نظام ضرائبي للتكافل .. يوجه إيراداته للمشاريع العاجلة يسهم فية الاغنياء بصور ة أساسيه .
نحن نعرف أن بؤر الجذب لديكم سببها الشفافية و الديموقراطيه والعدالة و الحرية .. و هي ما سيعمل شعبنا علي إمتلاكها خلال السنوات الخمس القادمة .. فتحملونا
2- ماذا قال السيد الرئيس أمام وفود الامم المتحدة ؟.
أولا :( تحويل الهجرة إلي بزينس عالمي و الكل ياخد له قضمة )
((إن الإدارة الجيدة للهجرة تعود بالنفع على دول المصدر والمعبر والمقصد، فهي تسهم في تلبية احتياجات أسواق العمل ودعم جهود التنمية وخلق فرص استثمارية وفتح أسواق جديدة.))
ثانيا :( ربوا ولادكم علي المحبة و إستقبال الدواعش و أنتحارييهم بالاحضان خليكم متحضرين )
((غير أننا نرصد بمزيد من القلق ظاهرة كراهية الأجانب والتمييز العنصري ضد اللاجئين والمهاجرين التي تتصاعد وتيرتها في العديد من مناطق العالم، وبدأت تظهر في شكل ممارسات سلبية وعنيفة، تتخذها بعض الحكومات مثل مصادرة الأملاك، أو على المستويات الشعبية مثل استهداف الجماعات المتطرفة للأطفال والقصر من اللاجئين،))
ثالثا:( عموما ..حتخدوهم و جزمتهم فوق رقبتكم و حتخلوا الفسيخ شربات )
((وكذا تزايد الرفض المجتمعي لاستقبال اللاجئين وإدماجهم في المجتمعات المستقبلة والتقاعس عن تقديم سبل الرعاية والخدمات الأساسية)).
رابعا :( التدفقات الكبيرة للهجرة غير الشرعية و اللجوء .. حتستمر..إلا إذا .... ، إلا إذا....شخشختم جيوبكم )
((وأدعوكم جميعا لتعزيز التعاون لدعم جهود التنمية والتوصل إلى حل للصراعات السياسية في المنطقة، حتى لا يضطر البشر إلى النزوح من أوطانهم بحثا عن الأمان أو لنيل حقهم فى الحياة)).
يا خسارة فلوسك يا مصر!!