رانا زيدان | الاثنين ١٩ سبتمبر ٢٠١٦ -
١٧:
٠١ م +02:00 EET
رانا زيدان
أشتهي مدينة فاضلة للعيش بها، مدينة تخلو من الأحقاد والكراهية البشرية، مدينة تخلو من كل تلوث بشري وأدمي أضفناه على هذا الكوكب، أشعر دائمًا أنني جئت في حقبه زمنيه خاطئة، ليس هذا زماني، ولا هذا وقتي، ولا هذا عالمي، ولا هذا مكاني.
أحلم بمكان يكون أعلى صوت فيه هو العصافير، مكان خالي من كل شيء ومجرد من كل البشر، أشتهي هذا الهدوء الساحر الذي يعبث بقلبي وعقلي ويجعلني أشعر أنني ولدت من جديد.
في مدينتنا سوف يسير الذئب بجوار الخراف، لن تخاف الكائنات من بعضها، من قال أن الحيوانات مضرة، بل هي وفية أكثر من كل البشر، أذهب وأذهب لا أعلم أين أنا الآن سأستسلم، أسترخي علي هذه الرمال من حولي، أتفحص كل شيء حولي بكل مابقي داخلي من قوة، نعم هناك شئ يجذبني لا أعلم ماهو، أسمع صوت موج البحر المتصارع وهو يصطدم بالرمال بقوة شديدة ويداعبها بنعومة انسحابه، أسمع صوت العصافير التي تمر كل دقيقه على ما أظن.
أشعر بماء البحر علي جسدي مع الشمس التي تعكس الرؤية في عيني، تنسحب الرمال بطريقه ناعمة من حولي، تداعب المياه أطراف قدمي، لا شيء في السماء سوى الشمس التي تحجب رؤيتي عن بعض التفاصيل من شدة سطوعها، أشعر بأنفاسي تهدأ، بعيني تستريح بعض الشيء، نعم هذه هي المدينة التي أحلم بها، أنا وكل شيء طبيعي من حولي، هواء يداعب طيات شعري المتطاير ليخبرني أنني علي قيد الحياة، روحي متطايرة ناسية فيما مضى زاهدة فيما سيأتي راغبة في اللاشيء، هذا أنا، هذه مدينتي الفاضلة، هذه روحي تحيا من جديد، هذه حقبتي الزمنية، وكفى.
نقلا عن مصريات
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع