بقلم منير بشاى
لم تعرف مصر فى تاريخها الحديث الحكم المدنى الخالص. كان الحكم لا يخرج عن ان يكون مزيجا بين المدنى والعسكرى والدينى. حتى فى ايام الفترة الليبرالية حاول الملك ان ينسب نفسه لسلالة النبى لكى يكسب رضى وثقة الشارع. وبعد ثورة 1952 وحتى مبارك كان كل حكام مصر عسكريين خلعوا الكاب ليظهروا فى شكل المدنيين. ولكن محاولات الكاب مغازلة العمامة لم تخف عن احد. فوجدنا الرئيس يحاول احيانا ان يجمع فى نفسه بين الاثنين عندما أطلق على نفسه لقب الرئيس المؤمن. ثم حكمت العمامة مصر عن طريق الاخوان ولكن الكاب عاد فاسقطها. وعندما اصبح السيسى رئيسا للبلاد كان يحتاج الى ظهير دينى فوجده فى السلفيين. علاقة السيسى بالسلفيين هى زواج مصلحة، كل طرف غير راضى بالطرف الآحر، ولكن لا يستطيع ان يعيش بدونه. لا اعلم ان كانت مصر ستحكم يوما حكما مدنيا ولكن سأظل احلم بهذا اليوم. وفى هذه الاثناء ان كان يتحتم على ان اختار بين العمامة والكاب فالكاب اقل خطرا.
Mounir.bishay@sbcglobal.net