الأقباط متحدون - مفيش مأساة ممكن تكون حصلت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية زي اللي حصل للسيدات الألمانيات
أخر تحديث ٢٣:٤٥ | الاربعاء ١٤ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٤ | العدد ٤٠٥١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مفيش مأساة ممكن تكون حصلت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية زي اللي حصل للسيدات الألمانيات

مفيش مأساة ممكن تكون حصلت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية زي اللي حصل للسيدات الألمانيات
مفيش مأساة ممكن تكون حصلت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية زي اللي حصل للسيدات الألمانيات

في ابريل 1945 وقبل النهاية الرسمية للحرب بشهور وبعد انتحار هتلر، دخلت قوات من كل شكل ولون ألمانيا لتقسيمها.الأمريكان والفرنساويين والانجليز والسوفييت.الهدف الرئيسي للكل قبل ما يكون تقسيم ألمانيا وضمان عدم عودتها كقوة عظمي،كان اهانة شعبها ومرمرغة أنفه العالي في التراب انتقامًا مما فعله هتلر..وأسهل طريقة تكسر بها عين مجموعة من البشر..كرامة ستاتهم..

وبالفعل..بدأت حملة بشعة من اغتصاب السيدات والقاصرات الألمانيات من الجميع.

الروس كان لهم النصيب الأكبر..كانوا بيتنافسوا فيما بينهم علي عدد السيدات المغتصبات.كل واحدة تغتصبها زيادة،شرف عسكري علي بدلتك،وتعويض عما جري لأهلك في حصار ستالبنجراد.الجندي السوفيتي اللي كان بيتخلف عن أوامر الاغتصاب رأفة بحال النسوة الغلابة كان بيتم تصفيته في مكانه أو اعادته لبلاده ليلقي مصير مجهول من التعذيب والقهر في سجون سيبريا..

واخرة التنافس الجنوني علي تدمير كرامة المراة الألمانية كان اغتصاب مليون ونصف المليون سيدة وطفلة ألمانية في الفترة من ابريل - سبتمبر 1945 في الشوارع والبيوت من قبل جنود الحلفاء.

150 الف سيدة منهن تم قتلها بدم بارد وتُركت جثثهن في الشوارع عفنة تلتهمها كلاب خاوية البطون من أسابيع.

و 70 ألف تم تشويه أجسادهن بالسكاكين وتُركت اصابات بالغة في أجسادهن عشان تفضل جروحهن شاهدة علي ثأر الحلفاء لأنفسهم وعبرة لكل من تسول له نفسه اعادة انتاج النظام النازي أو حتي التفكير به..

تدمير المرأة الألمانية كان حلقة في مسلسل طويل من تدمير ألمانيا.9,5 مليون قتيل مدني في القصف الجوي الانجليزي والأميركي.تدمير 70% من القاعدة الصناعية والعليمة واغتيال ألفي عالم وتهجير 4000 اخرين يعملوا بالسخرة في معامل الغرب.40% من مباني ألمانيا تم تدميرها 18 مليون بيت ومصنع ومؤسسة،و 90% من العاصمة برلين تحولت لأنقاض..المشهد في سبتمبر 1945 كان خراب بكل ما تحويه الكلمة من معني..

فكروا انهم اهانوا ألمانيا لما أهانوا نسائها واستباحوا كرامتهن،وانهم قضوا علي كل امل لاعادة بنائها من جديد.

ومكنوش يعرفوا أن نفس الستات اللي شافوا امهاتهم واخواتهم وبناتهم بيغتصبوا ويُذبحوا ويأكل العفن اجسادهن،هما اللي هيبنوا كل ما تهدم من جديد.قوات الاحتلال مجتمعة أصدرت أمر عسكري في يوليو 1945 بمنع عمل الرجال تحت سن ال 50 وانهم يلزموا بيوتهم،كانوا خايفين منهم ليكون خروجهم في الشوارع بداية مقاومة مسلحة..ومكنش في حد مسموح له بالعمل غير الستات.و الستات كرامتهم متبعترة ونفوسهم مليئة بجروح تحتاج عشرات السنين لتطييبها لأنه من المستحيل إزالتها..فمفيش لا عمل ولا بناء ولا تجاوز لآثار الكارثة..

حصل العكس..ستات ألمانيا جمعوا نفسهم بمبادرات فردية بهدف واحد بس..ينضفوا ألمانيا من دمار الحرب ويرفعوا الأنقاض.سياسية في الحزب الاشتراكي في متوسط العمر اسمها لويزا شرودر من الناجيات من القتل بعد الاغتصاب كانت أول واحدة نظمت النشاط في برلين ومن بعده انتقلت الموجة لكل مدن ألمانيا.كانت جنرال المعركة وتولت بنفسها جمع وتوزيع السلاح علي الستات..فأس يكسروا به الحطام..جاروف حديدي، ومقطف يحطوا فيه الكسر والتراب ويشيلوه علي رأسهم لمسافات لتجميعه علي هيئة جبال..

انتشرت 80 الف سيدة ألمانية باسلحة التنظيف في كل رقعة دمار في ألمانيا بداية من سبتمبر 1945.مش كلهم كانوا بيعرفوا يكسروا،ده مجهود بدني خارق انك تكسر خرسانة مسلحة بالنسبة لراجل فواعلي محترف.ما بالك بسيدة؟.بس ما يجيبها الا ستاتها...

نجحوا باجسادهن النحيلة في ظرف 9 شهور في تكسير حطام 18مليون بيت وتحويلها ل 750 الف متر مكعب من التراب،جمعوها علي هيئة جبال في كل أنحاء ألمانيا.واللي مكنتش منهم بتقدر أو ظروفها الصحية لا تسمح بالتكسير الشاق،كانت بتجيب ولادها وتعمل حاجة زي نصباية الشاي،تقدم فيها مشروبات ساخنة وشوربة للعاملات كانت هي وجبتهم الوحيدة لشهور..

انتهي رفع الركام وتحطيم الانقاض بعد 9 شهور،و ال 80 الف اللي بدأوا انتهوا ب 60 الف.20 الف امرأة وشابة المانية لقوا حتفهم اما لأنهم مقدروش يستحملوا الشغل القاتل،او لانهم دفنوا احياء تحت الانقاض.وبعد 4 سنين من انتهاء دورهم اتكرموا سنة 1952 ومنحت عائلات المتوفيات تعويضات مالية،و تم تكريم 32 من الرموز والقياديات بارفع اوسمة الدولة الالمانية..

ولما وقفت لويزه شرودر امام البرلمان وهي بتحكي عن مأساتها الشخصية وما حدث لها علي يد الجنود السوفييت،وازاي قدرت تتجاوز اثر الكارثة هي و عشرات الاف من السيدات ويبنوا المانيا مرة اخري..جاوبت ببساطة..ده دورنا،و دي بلدنا..مكنش ينفع نقعد في بيوتنا والمانيا متدمرة..

سيدات الأنقاض أو Trümmerfrauen زي ما بيطلق عليهم في المانيا..اغُتصبوا،واغُتصبت بناتهم وجيرانهم ومعارفهم،وقُتل رجالهم،واولادهم وهُدمت بيوتهم..وكل ده مأثرش فيهم وقاموا بما يعجز عنه اي رجل مفتول العضلات يمتلك من الرفاهية اقصاها،وقلبوا الطاولة علي رأس كل من اعتقد انه كسرهم، وحطم ارادتهم ،وامتهن كرامتهم ،وحقهم في الامل والحياة،وبنوا المانيا من الصفر..بجاروف ومقشة وفاس..

في كل حتة في المانيا هتلاقي تمثال يخلد ذكري سيدات الانقاض في برلين، بريمين، دريسدن، فرانكفورت،هامبورج،كولن،كاسل لايبزج..350 تمثال ونصب تذكاري يخلد ذكراهم ودورهم في بناء المانيا من الصفر في وقت كان الرجالة فيه محبوسوين في بيوتهم..

وأكثر من 400 مكان علي أسماء ضحايا رفع الانقاض ومن ساهمن بدور التوعية وحفز الهمم من السيدات.و بقي لهم ادب يدرس في كل الجامعات الألمانية بعنوان ادب الانقاض يخلد كفاحهم،أغنيهم،مآثرهم،وصمودهم،والاهم بقي لهم مكان محفور في قلب كل الماني وعلامة ثابته في الذاكرة الالمانية..
هم دول اللي بنو ألمانيا..

#سبتمبر_1945



 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع