عرض/ سامية عياد
لقد استحقت العذراء شهادة السماء عنها أنها "ممتلئة نعمة" ، استحقاق انفردت به وحدها ، استحقاق نابع من فضائل روحية عديدة كانت تتصف بها ففاقت جميع العذارى فوقع الاختيار عليها لحلول الكلمة فى أحشائها...
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "العذراء الممتلئة نعمة" أكد لنا أن النعمة عطية وهبة إلهية ، ينعم بها الله على مستحقيها ، وقد استحقت العذراء مريم النعمة إذ قال الملاك لها "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك" ، وفى صلوات الكنيسة تلقب العذراء بالممتلئة نعمة مثل ثيؤطوكية السبت نصلى "تفرح معك كل الخليقة صارخة قائلة : السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك" ، وفى الشيرات الأولى والثانية "افرحى يا ممتلئة نعمة.." ، وفى صلوات الأجبية "نسألك أيتها الممتلئة نعمة مع الرسل" ، "السموات تطوبك أيتها الممتلئة نعمة" ..الخ.
والنعمة لا تعمل فى الإنسان بمفردها "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" ، فالله يعمل بنعمته فينا ، بالإرادة الإنسانية ، لذلك نالت العذراء النعمة لأنها كانت مستحقة هذا الإنعام وكانت ممتلئة من التقوى والفضيلة ، لذلك استحقت وحدها تحية "ممتلئة نعمة" ، فقد كانت العذراء ممتلئة بالفضائل الروحية الوداعة والاتضاع والنقاوة والعفاف والصمت وحياة التسبيح والتأمل والصبر والاحتمال ، لذلك استحقت أن يختارها الله من نساء العالم لتحمل فى أحشائها ابنه المتجسد "بنات كثيرات عملن فضلا أما أنت ففقت عليهن جميعا".
ولكن تعبير ممتلئة نعمة لا يعفى العذراء من حاجتها للخلاص كسائر البشر ، فقد قالت "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى" وهذا يؤكد حاجتها للخلاص ، حل الروح القدس عليها "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك" ، وحملت ينبوع الخلاص ابن الله الكلمة إذ استحقت هذه النعمة الفائقة للعقول والكنيسة تمدح العذراء فى ألحانها قائلة "نساء كثيرات نلن كرامات ولم تنل مثلك واحدة منهن".