- النائب العام يأمر بضبط المتهم باختطاف فتاة إهناسيا
- البابا "شنودة" يلتقي الرئيس "مبارك" في اجتماع مغلق
- أسقف نجع حمادي: الشعب طالبني بعدم قبول مُعايدات رسمية في العيد
- الكاتبة "فاطمة ناعوت": التكفيريون الذين خربوا وعي الشعب المصري يجب أن يُعدموا في ميدان عام!
- الشريف يتجاهل مشروعات قوانين تتعلق بـ"الأقباط"، و"نخلة": لا توجد إرادة سياسية لحل مشكلات الأقباط !
كنيسة الدولة.. ودولة الكنيسة
لا أقصد بدولة الكنيسة الشعب الأرثوذكسى والقوانين الكنسية التى أحترم خصوصتها، لكن ما أعنيه هو مصر كدولة تحمل داخلها مؤسسات دينية ضمنها الكنيسة بجوار الأزهر الشريف، وظنى أن تأييد كنيسة الدولة أو الاختلاف معها كلاهما حق لكل مصرى.. كما أن الدفاع عن دولة الكنيسة فريضة على الجميع.
تلقيت على مدار الأيام القليلة الماضية اتصالين، أحدهما تشوبه الطائفية.. والآخر حمل عتاباً على ما كتبت فى تلك الزاوية تحت عنوان "السبع المعينون.. ومطالب الكنيسة"، الأول بدأ صاحبه بقول الله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى"، ودار حول ما سبق لى أن كتبت منذ ما يزيد على عام ونصف العام حول ظهور العدرا، وما قبله.. وأزمة حكم الزواج الثانى وما بعده وأخيراً كامليا شحاتة، وكيف أن من أشادوا هم ذاتهم من شرعوا فى الهجوم عند أول اختلاف، وانتهى المتصل بـ"أمنيات التوفيق" بعد تعديل المسار على حد وصفه، أما اتصال العتاب فدار فى مجمله حول ما اعتبره المتصل تجنياً منى على الحقوق القبطية على أرض مصر.. وبين الاتصالين لم أجد ما هو حاضراً فى ذهنى إلا قوله جل وعلا فى سورة النحل: "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة".. وفى الحالتين أزعم أن لى من الحقوق ما يكفل لى الدفاع عن حقوق الشريك (كنيسة الدولة)، ومن الواجبات ما يلزمنى بالدفاع عن سلامة الوطن (دولة الكنيسة).
لم أجد حرجاً فى التأكيد على حتمية احترام تعاليم الكنيسة فيما يتعلق بالزواج الثانى.. ولا أجد مبرراً يدفعنى لقبول احتجاز موظفين حكوميين داخل مقار عملهم، لا لذنب اقترفوه سوى الانتماء وظيفياً لجهاز حكومى وتنفيذى لا يرى إلا بعين واحدة.
لم أتردد فى أن أتهم "سلفيو كاميليا" الذين اتخذوا من التظاهر ضد الكنيسة ورموزها "عادة أسبوعية" بالسعى إلى نسف السلام والأمن الاجتماعى فى مصر، وسيرة خاتم النبيين تذكرنى بأن أول رجل علم بالوحى على وجه الأرض كان مسيحياً، من أبرز مترجمى نصوص الإنجيل فى الجزيرة العربية، وهو ورقة بن نوفل، ابن عم السيدة خديجة رضى الله عنها.. كذلك لا أجد ما يجعلنى أقبل وصف تحرك ما يزيد على 200 قبطى فى السابعة والنصف صباحاً فى أعمال شغب على أنه مجرد رد فعل.. أقدر جيداً ثمن الدماء، لكنى على يقين بأن قانون الطوارئ كافر لا يرحم، وأمى لا يقرأ خانة الديانة.
لا أنزعج من وجود كنيسة أو أكثر بجوار منزلى، وأطالب ككثيرين غيرى بقانون موحد لبناء دور العبادة، لكن سأظل أرى فى أحداث العمرانية انفلاتاً لا يمكننى تقبله كمصرى قبل أن أكون مسلماً.. ولم أشغل نفسى بالتفكير كم قبطياً كانوا ضمن جنود الأمن المركزى، أوموظفى حى العمرانية لأن الجميع فى النهاية مصريون.
أرفض بشدة المساس برمز دينى فى قامة البابا شنودة، له من المواقف المصرية قبل المسيحية الكثير، بداية من كامب ديفيد وصولا إلى إداناته المستمرة للمجازر الإسرائيلية، لكن ذلك لا يدفعنى لتقبل قيادات الكنيسة كافة.. كما لا يرغمنى على عدم الإشادة بقبطى مثل جمال أسعد يتبنى موقف عدم تدويل الملف القبطى.. ربما لديه مواقف فرعية يختلف أو يتفق معها المسلمون والأقباط، وربما يتذرع له أقباط المهجر بالتعاون مع الإخوان المسلمين، لكن فى النهاية لا أرى فى المواءمات السياسية ما يدعو للحرج فواشنطن التى ترعى مايكل منير وأعوانه تجرى اتصالات مستمرة مع قيادات الإخوان فى السر والعلن والسيد منير، وأسامة بن لادن، كلاهما مختوم بـ"صنع فى أمريكا".. ولا أجد تعليقاً واحداً على تلك النعرة "الجديدة" التى يتبناها أقباط المهجر دفاعاً عن البابا، ضد جمال أسعد وزعمهم بأن الرجل تطاول على قداسته سوى قول المسيح عليه السلام: قبل أن تنزع القشة التى فى عين أخيك، انزع الخشبة التى فى عينك.
نقلاً عن اليوم السابع
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :