الأقباط متحدون - في ذكرى 11 سبتمبر.. قصص مؤثرة يرويها الناجين من الهجمات
أخر تحديث ١٣:٣٢ | الاثنين ١٢ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢ | العدد ٤٠٤٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

في ذكرى "11 سبتمبر".. قصص مؤثرة يرويها الناجين من الهجمات

في ذكرى
في ذكرى "11 سبتمبر".. قصص مؤثرة يرويها الناجين من الهجمات
كتب: هشام عواض
 
بعد مرور 15 عامًا على أحداث هجمات 11 سبتمبر 2001، التي تعتبر أكبر حادث إرهابي في العصر الحديث، لا يزال ذكرى الهجمات ذكرى أليمة في نفوس الأمريكيين يحيونها كل عام  ويرثون 3 آلاف شخص فقدوا حياتهم في ذلك اليوم ويشاركوا قصص نجاتهم أو قصص أقارب لهم فقدوهم في الواقعة، ولا تزال الروايات والشهادات تتوالى عن تفاصيل ظلت مجهولة كل هذه المدة الطويلة، ونستعرض في الأسطر التالية قصص مؤثرة من ناجين من أحداث 11 سبتمبر أو من أقارب الضحايا.
 
نجاة موظفتين من البرج الشمالي بأعجوبة 
 
قالت فيكتوريا وهي موظفة في البرج الشمالي: "يصعب على ضحايا 11 سبتمبر استعادة ما حصل قبل 15 عامًا  الأمر سريالي، أنه مؤلم، كانت في البرج الشمالي في التاسعة إلا ربع صباحًا كما الألاف من النيوركيين عندما ارتطمت بوينج 847 بالمبني عند الطابق الـ 30، "سمعت صوت الارتطام وفجاة مال المبنى من جعة إلى أخرى والناس  من حولي بدأو في الصراخ والبكاء، وبعد 15 دقيقة ارتطمت طائرة نيو يوناتيد ايرلاينز بالبرج الشمالي وبدالها 65 مختطف و5  إرهابيين"
وقالت صديقتها نيكول التي لم تطع التعليمات بعدم الخروج وخرجت إلى ردهة المبنى قبل ارتطام الطائرة الثانية لتشاهد مدى فداحة الموقف.
وقالت "بدأ المشهد فوضاويًا وكان هناك طوفان من المياه والزجاج وشاهدات الأجساد تتساقط والأشخاص الذين كانوا في الطوابق في اللأعلى يتساقطون، وفي العاشرة صباحًا انهار البرج الجنوبي بعد اصطدام الطائرة الثانية كأنه بيت من ورق. 
وهربت إلى الشارع وهي مغطاة بالرماد وأضافت "البرج تهاوى أمامي وأنا أنظر كنت أحدق في حالة  من الرعب ولم أكن مدركة أن انهياره كاملًا  من الرماد و الزجاج كان سوف يغطيني بالكامل.
 
 
"توتان": أشتاق لأقداح القهوة ولصديقي
 
"توتان" كان يشغل منصب  المدير الهندسي في أحد شركات البرج الشمالي وهو أكبر الموجودين في الوظيفة وظيفة، قد صمم الصورة على جهاز الكومبيوتر، وعندما ترك المبنى في ذلك الصباح كان يعتقد أنه أخلى زملاءه جميعًا. بعض الناس يضعون الصورة أمامهم مع بعض الصور للبرجين، اما توتان فانه يضع الصورة جانبًا حتى يختار الوقت الذي ينظر اليها. وهو كمهندس يقول انه يحاول ان تكون نظرته تحليلية ومنهجية حتى عندما يتعلق الأمر بالصدمات القاسية.
كل واحد من هؤلاء الناس يحاول التأقلم مع ما حدث بطريقته الخاصة، كانت الملفات والأدراج والكتب وأقداح القهوة والصور العائلية ورسومات الاطفال، قد أحترقت جميعًا. وها هي أدراجهم الآن عارية، ولكنهم استطاعوا أن يحولوا الحاجز الفاصل بين المكاتب الى لوحة للذكرى علقت عليها صور الزملاء وقصائد الرثاء. وقد ظهرت قبل يومين صورتان أخريان، هما صورتا بوب دي أنجليس وفرانك موكيا، وقد أخذت الصورتان قبل ايام من هجمات 11 سبتمبر، يظهر فيهما الصديقان والابتسامات الواسعة على وجهيهما، وهما يصافحان كورت جودارد، المدير العام لمجموعة واشنطن العالمية، بالاقليم الشرقي. وعندما رأى جودارد الصورتين فيما بعد، قال انه شعر بقشعريرة الصدمة. قال جودارد: "هذه الاشياء تجذبك بقوة إلى الوراء، في الوقت الذي تحاول ان تقول فيه لنفسك: «نعم، كان ذلك امرا فظيعا، ونحن فقدنا أصدقاء أعزاء وأشخاصًا لا يعوضون، ولكننا يجب ان نتحرك الى الأمام".
 
"الملاحي".. اليمني الشجاع الذي ذهب في طي النسيان
 
 
 عبد السلام ملاحي، قتل وهو ينقذ سواه لا تتوافر في  موافع الإنترنت معلومات حول المسلم الوحيد بين قتلى 11 سبتمبر من العرب، حتى ولا اسمه المنشور بالإنجليزية باختصار دائمًا، وهو عبدو ملاحي الذي يحمل الجنسية اليمنية، والذي خصته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بقليل  من الذكر في عددها يوم  10 فبراير 2002. 
قتل عبدو ملاحي وهو في عمر 37 عامًا، كان متزوجًا من يمنية مقيمة في بلدها وأب منها لابنين، وكان يعمل لإحضارهم إلى نيويورك للعيش معه هناك، وأنه كان مهندس صوت وصورة في فندق ماريوت الذي كان يعمل فيه، ومقره البرج الشمالي من مبنى التجارة العالمي، حيث قتل 2752 شخصًا، وحيث كان الفندق يؤجر قاعاته لراغبين بعقد اجتماعات ومؤتمرات. 
ووجد باللغة الإنجليزي تعازي وإطراءات كتبها 21 شخصًا، بينهم 3 عرب فقط،  عن الملاحي في كتاب للزوار بموقع "فليكر" على الإنترنت مرفقًا بصورته، ومعظمهم كتب عن شجاعته وإنسانيته كشاب واجه الموت لينقذ غيره. مع ذلك لا يتذكره أحد مع ذكرى الهجمات، لا اليمن ولا المنطقة العربية ولا الولايات المتحدة التي لم تضعه ضمن "أبطال".
وممن دخلوا "دفتر الزوار" نجد واحدا مميزا كتب فيه يوم 21 سبتمبر من العام الماضي يقول: "أنا مالك عبدو ملاحي.. عبدو هو أبي"، وقبله بعامين كتبت ابنة عم للقتيل، واسمها جميلة ملاحي، كلمات مؤثرة بالإنجليزية عرفنا من بدايتها أن اسمه الكامل عبدالسلام، ومن فقرة ثانية كتبتها أن له شقيقة اسمها الهام.
 
 
"بيتر توتن" نجا من الموت وزملائه الـ13 قضى نحبهم
 
استطاع بيتر توتن أن ينجو بجلده من مكاتب مجموعة واشنطن العالمية، ولكنه اكتشف أن 13 من زملائه لم يجدوا طريقهم الى النجاة، وفوجئ ذات يوم بأنه يعد الكراسي على مائدة في حفل عرس. وعندما وجد ان الكراسي كانت 13 أيضا، اجفل من وقع المماثلة المشؤومة، وقال: "لو انهم اخذوا هؤلاء الجالسين الآن، لكان ذلك شبيها بالضبط بما حدث لنا ذلك الصباح".
صار هؤلاء الناجون يرون العالم بعيون مختلفة، حتى عن اولئك الذين يقفون معهم في نفس المكان. كانت بولا سانديفورد تسير بالقرب من وول ستريت، وعندما ابصرت مئات السائحين وهم يصطفون لمشاهدة ما يسمى بالموقع صفر، ارتجفت واهتزت من أعماقها. بالنسبة لهم ليس الامر سوى تاريخ، أما بالنسبة لها، فانه مقبرة مفتوحة ابتلعت أنطوني واوليه ولويس، زملاءها الذين كانوا يجلسون بالقرب منها في مجموعة واشنطن العالمية ذلك الصباح. اقتربت منها امرأتان وقالتا لها: "هل يمكن ان تصورينا": صعقت وهي تقول لهما: "لا. لا استطيع".
صار هؤلاء اشخاصا مختلفين تماما عن كل اولئك الذين لم يكونوا هناك. وسواء كان هؤلاء الناجون من مجموعة واشنطن العالمية او من غيرها من مئات المكاتب، فانهم اصبحوا كأنما ينتمون الى بلد آخر، لم يزره احد من قبل. وبعد ستة أشهر من 11 سبتمبر يحاول هؤلاء بكل طاقاتهم ان يتحركوا الى الامام، مخلفين الماضي وراءهم. ولكن الامر ليس بهذه البساطة. أنهم يعيشون في برزخ يتوسط الفضاء بين الأحياء والأموات، ولكنه لا ينتمي الى هؤلاء ولا الى اولئك. تختلف التقديرات حول عدد الذين كانوا في مبنى مركز التجارة عندما وقعت الهجمات، وتتراوح بين 15 الفا و40 الفا. هذا يعني ان عدد الناجين يتراوح بين خمس وعشر مرات عدد الذين قضوا نحبهم. وفي خضم الدفق الفياض من التعاطف القومي مع الموتى، تجاهل الناس مصير هؤلاء الناجين. وذلك باعتبارهم محظوظين، مع ان الواقع انهم ليسوا محظوظين الا في ميزان المقارنات التي تتمخض عنها الكوارث الكبرى. لقد فقدوا اصدقاء كانوا يجلسون بجوارهم، يحتسون القهوة معهم، كانوا يتبادلون معهم الاحاديث والضحكات في نفس ذلك الصباح. وكانت أسرهم تشاهد اللهب الذي التهم المباني، ويعدونهم دون ريب في عداد المفقودين. ثم ظهر هؤلاء، اما من خلال المكالمات الهاتفية او مباشرة عندما طرقوا ابواب منازلهم. وقد نظر اليهم الاهل والاصدقاء حينها وتساءلوا في قرارة النفوس: اشباح هؤلاء ام هبة من السماء؟
والآن ماذا يفعلون بما سماه بانوكومار فينافيا، مستندا الى معتقداته الهندية: «هذا الامتداد الجديد للحياة الذي وهبناه؟».
 
بطرس الهاشم.. مهاجر لبناني هاجر من بوسطن للمصير المحتوم
 
اللبناني بطرس الهاشم، والذي تحدث  حوله القنصل اللبناني الأسبق في نيويورك، حسن نجم،  بعد 13 يومًا من الهجمات واستعرض بعد المعلومات عن بطرس ودون ما قال في أرشيف ما زال بحوزتي، تعرفنا إلى 4 قتلى لبنانيين مهاجرين في الولايات المتحدة. 
ومن أرشيف الهجمات نجد راكبين لا يعرفان بعضهما على متن الطائرة التي أقلعت من بوسطن إلى لوس أنجلس، وجعلها الانتحاريون قذيفة إلى البرج الشمالي من مبنى التجارة العالمي في نيويورك، فارتطمت فيه بما كان عليها من ركاب، فقضى بالارتطام كل ضحايا عرب 11 سبتمبر، ومنهم الراكبين، وأولهما هو بطرس الهاشم، المعروف باسم بيتر في الولايات المتحدة التي هاجر إليها في 1969 من لبنان مع والديه، نمرة وجرجس، وأشقائه السبعة وهو طفل عمره 5 سنوات. 
وكان بطرس الهاشم الذي ولد في بلدة العاقورة البعيدة في الشمال اللبناني 70 كيلومترًا عن بيروت، حجز تذكرتي سفر إلى لوس أنجلوس، له ولشقيقته روز، في رحلة من بوسطن حيث كان يعمل مديرا للإنتاج بشركة "تيرادين" للإلكترونيات ويقيم مع زوجته وابنة خالته، ريتا الهاشم.  
وتأخرت روز عليه  وأخبرته في اللحظة الأخيرة بأنها لن تسافر معه، فمضى وحيدًا على الطائرة إلى مصيره المحتوم، تاركًا أرملة وابنين: باتريك وكريستوفر، البالغين 19 و21 سنة الآن.
 
مسنة ناجية من الموت: حقًا لا نعرف لماذا نحن أحياء
 
قالت كاتي آلاشينسكي  البالغ من العمر 71 سنة، المعمارية، التي  نجت من الموت في البرج، والتي ظلت تعمل بالشركة لمدة 35 سنة: "حقًا لا نعرف لماذا نحن أحياء".
فما تزال في ذهنها صورة أنطوني بورتيلو، المعماري العزيز على القلوب وأبو الطفلين، وهو يستغل مصعدًا ذلك الصباح بينما تهرع هي إلى مصعد آخر. ولكنها لم تره بعد تلك اللحظة. قالت الاشنيسكي معلقة على سؤالها: "نحن لا نملك الاجوبة. من يملكها يا ترى؟".
بعضهم يحاول أن يجد الأجوبة، في علاقته بالآخرين الذين نجوا معه، خاصة اذا استقلوا مصعدًا واحدًا أو نزلوا على نفس الدرج. بعضهم يجد عزاءه في العمل، ولكن الامر ليس سهلًا على أولئك الذين يضطلعون بتنفيذ مشاريع صاغها عمالقة مثل مخطط المواصلات بيتر غيالافاري، الذي توفي وعمره 44 سنة، أو أولف ـريكسون 79 سنة، وهو ـكبر الموتى سنًا في الهجمات.
بعض هؤلاء يقيمون عملهم على الاسس التالية: "ولو كان اولف موجودا لنفذه على هذه الشاكلة. او السيد جيالافاري يحب هذه الطريقة". وقال احدهم: "نقول لأنفسنا اننا في عصر اولف او عصر بيتر".
 
المصري "الألفي" رحل قبل أن يرى طفلته تبصر النور
 
ألبرت الألفي، شاب مصري قادته حالة عاطفية عاشها بين القارات إلى مصيره، فقد كان مقيمًا في تورونتو بكندا التي يحمل جنسيتها، أما الشابة التي تعلق بها فكانت مقيمة في القاهرة التي سافر إليها في 1998 لحضور زواج شقيقه، وكانت ايريني جرجس بين المدعوات، وسريعًا مال إليها، وبعد أسبوعين خطبها.
ولم يمض عام إلا وتزوجها، فعاشا فترة قصيرة في تورونتو، وفيها تلقى الألفي عرضًا للعمل كتقني كومبيوتر بشركة "كانتور فيتزجيرالد" البائسة في نيويورك، فقبله وعاش الزوجان في المدينة، حيث حملت غرغيس بجنينها الأول.
لكن الأقدار لم تسمح للألفي بأن يرى طفلته تبصر النور، فقد قضى وعمره 30 سنة داخل مكاتب الشركة حين ارتطت الطائرة بمقرها في برج التجارة العالمي، فترك مع أرملته ابنة وحيدة عمرها الآن 9 سنوات.
 
أمريكية تعثر على أصحاب صورة وجدها في أنقاض البرج بعد 13 عامًا
 
من بين البقايا والأنقاض التي خلفتها هجمات 11 سبتمبر الشهيرة في برج التجارة العالمي في مدينة نيويورك، عثرت سيدة أمريكية على صورة فوتوغرافية لمجموعة من الشباب في حفل زفاف؛ لتتأكد من أن جميع الأفراد الموجودين في الصورة ما زالوا أحياء، بعد أكثر من 13 عامًا من البحث المستمر عنهم. واحتفظت الأمريكية إليزابيث ستينجر كييف، بصورة فوتوغرافية، عُثر عليها بين أنقاض هجمات 11 سبتمبر، أعطاها إياها أحد أصدقائها، مطالبًا إياها بأن تحتفظ بها أو أن تفعل بها شيئًا ذا معنى.
 والصورة تضم مجموعة من ستة أشخاص تبدو علامات البهجة والسعادة والحب على وجوههم، الأمر الذي ولّد من تلك الصورة بالنسبة لها إحساسًا بالمسئولية تجاه أولئك الأشخاص ورغبة جامحة في الاطمئنان عليهم، كما لو كانوا من أفراد عائلتها.
وبحثت السيدة إليزابيث باستمرار طوال 13 عامًا، دون أن تصاب باليأس أو الملل، بل كان يحدوها أمل متعاظم بأن تجد الأشخاص الموجودين في تلك الصورة على قيد الحياة، ومن هذا المنطلق دأبت على نشر الصورة على شبكات التواصل الاجتماعي كل عام، أملًا منها بأن يدلي أحدهم بأية معلومات يعرفونها عنهم، ولكن دون جدوى.
وحدثت المعجزة، التي طالما حلمت بها تلك السيدة الأمريكية وأثمرت جهودها عن التواصل مع صاحب الصورة وهو الزوج "ماهي" الذي كان يحتفظ بالصورة على مكتبه في الطابق الــ 77 في برج التجارة العالمي قبل انهياره، وتأكدة إليزابيث أنه ما زال على قيد الحياة ويعيش سعيدًا مع زوجته التي تظهر في الصورة السيدة كيري.
 
"جون" نجا مع زوجته الحامل
 
حكى جون عن قصته يوم التفجير، حيث كان يعمل في البرج الأول بينما زوجته الحامل في شهرها الرابع ماري كانت ذاهبة لمكتبها في البرج الثاني.
قال "جون" إنه كان بمكتبه الواقع بالدور الـ81 في تمام الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت نيويورك وبدأ في إرسال بعض الرسائل الإلكترونية والانشغال بعمله، إلا أن وصلت الساعة 8:46 دقيقة وسمع أول تفجير الذي هز البرج بالكامل وهرع كل من كان بالمبنى إلى السلالم المؤدية إلى الطابق الأرضي، على أمل أن ينجو من الموت المحتم.
وأضاف : "بعد سماع التفجير بدأت النيران تلتهم المكاتب في الطابق الذي كنت فيه، وركضت برفقة الآلاف من الزملاء إلى السلالم، ففي البداية كنت أظن أن قائد الطائرة فقد مساره بسبب إصابته بسكتة قلبية وأدت إلى ارتطام الطائرة بالبرج، ولم أكن أظن أنها عملية إرهابية، وفي قرابة الساعة 9:03 دقائق، سمعت انفجار ثان وظننته انفجار قنبلة، ولكنه كان ارتطام طائرة ثانية أدت إلى انفجار البرج الثاني ومن ثم دماره بالكامل".
 وكان قلقًا جدًا على زوجته طوال تلك المدة، وحاول الاتصال بها على هاتفها المحمول ليطمئن عليها وعلى الجنين، لكنه لم ينجح في ذلك، وبعد مدة من الزمن تلقى اتصالًا من هاتفها، معتقدًا في البداية أن أحداً أخذ هاتفها ليخبره عن وفاتها في المبنى المجاور.
وتابع  جون أن المتصل كانت زوجته ماري، حيث كانت خارج المبنى عند انفجاره بسبب تأخر وصولها إلى مقر عملها، وتم منعها من دخوله من قِبَل الشرطة بعد حدوث الانفجار الأول، وسعد جداً بمعرفة أن زوجته وطفله بخير وأنها كانت لحظة لا توصف، وتقول ماري إنها رأت البرج ينهار أمام عينيها وشعرت بالحرارة القادمة من النيران.
ويكمل جون حديثه قائلًا: "بعد وصولي إلى الطابق الأرضي الذي استغرق قرابة الساعة، بقينا ندعو الله أن ينجينا من الموت، ورأيتهم يبكون، حيث كنا محبوسين تحت الأنقاض في الظلام، وشعرت كأنني دُفِنت حيًا، ولكني حاولت أن أسحب نفسي فرأيت أن الأشخاص الذين كانوا معي قد لقوا حتفهم".
وبينما كان جون ممددًا على الأرض ومختنقا بالرماد ومغطى بالحطام، مرَّ شرطي ومعه ضوء إنارة متنقل، الأمر الذي لفت انتباه جون فنادى شرطي الـ"إف بي آي" ليتمكن من إخراجه من أسفل المبنى المتحطم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter