عرض/ سامية عياد
التفكير عطية عظيمة من الله ، به يسير الإنسان طريق البر والصلاح ، وبه قد ينجرف الى طريق الشر والظلم وهنا تكمن خطورة الأفكار الرديئة التى تدخل ضمن قائمة من سبع خطايا يبغضها الرب كما جاء فى سفر الأمثال ..
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "قلب ينشىء أفكارا رديئة" حدثنا عن خطورة الأفكار الرديئة وكيف تأتى ، وكيف نتخلص منها ، أكد قداسته أن القلب هو مركز للفكر والعقل والمشاعر والإرادة والإحساسات ، وهنا نذكر عبارة جميلة للقديس مكاريوس الكبير "القلب هو معمل للحق ومعمل للظلم" ، أى قلب الإنسان قد يمتلىء حقا أو ظلما ، قد يصبح مأوى للشياطين وكذلك يمكن أن يصبح مسكنا لله والملائكة ونقرأ فى الكتاب عن أنواع من القلب قلب شرير ، قلب متمرد ، قلب ماكر ، قلب متكبر ، قلب مظلم ، قلب غير تائب .. الخ ، وهناك مشاهد ظهر فيها القلب الذى ينشىء الأفكار الرديئة منها إخوة يوسف الصديق الذين تولد ليهم أفكارا رديئة لكى يقتلوه حيث باعوه كعبد وكذبوا على أبيهم ، ايضا نذكر أخبتوفل صاحب المشورة الشريرة ، والذى أشار على أبشالوم لكى ما يتمرد على أبيه ويسرق الملك وبسبب هذه المشورة ضاع أبشالوم وهلك .
والأفكار الرديئة تأتى من الإنسان نفسه عبر المشاهدات والقراءات التى تنشىء أفكارا رديئة مثل أفلام العنف والجريمة ، الناس الذين حولك لهم دور فى طريقة تفكير الإنسان "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" ، الشيطان زارع أفكار شريرة فى العالم فهو الذى ألقى فى قلب يهوذا الإسخريطى أن يسلم السيد المسيح .
وعن كيفية التخلص من الأفكار الرديئة ذكر قداسته أولا : الاجتهاد فى تنقية القلب وطرد منه كل ما هو شرير وردىء "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح ، و الإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر، فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه" ، ويكون ذلك من خلال محاسبة النفس والدموع والأصوام التى رتبتها الكنيسة ، ثانيا: امتلاء القلب بأفكار صالحة من خلال الكتاب المقدس والكتب الروحية وسير القديسين والتأملات الروحية ، ثالثا: عدم السماح لأى فكرة رديئة الدخول الى القلب من قراءة أو مشاهدة أو زيارة "امنحنا يا رب عقلا مستيقظا" .
القلب كالإناء تأخذ مما فيه ، فلو كان ما فى الإناء صالح سيخرج منك صلاح ، ولو كان شرا سيخرج شر ..