نبيل المقدس
قرر حزب النور السلفي تجنب خوض معركة الإنتخابات المحلية  .. لكن اتصور أن هذا القرار هو حيلة من حيل السلفيين .. فهم يتخذون مبدأ التقية السياسية مسلكا لهم  , لكي ينفذون ما يريدونه الإخوان منهم ..  فعلى الرغم من تأكيد قيادات حزب النور السلفي ، بأنها لن تخوض انتخابات المحليات، إلا أن هناك مصادر بالهيئة العليا للحزب، تؤكد أن الحزب سيدخل انتخابات المحليات المقبلة، لكن سوف يخوضها بالنظام الفردي فقط دون المشاركة بالقوائم ، كما فعل من قبل في انتخابات مجلس النواب التي خاضها الحزب بقائمتين من أصل أربع قوائم ، ولم يحصل من خلالهما أي مقعد في البرلمان .. " مع العلم حتي الأن لم يصدر بنود قرار إنتخابات المجالس المحلية " ,  وللمرة الثانية يؤكد عضو المجلس الرئاسي لحزب النور , الدكتور شعبان عبد العليم، إن الحزب سيخوض انتخابات المحليات بنسبة تقترب من الـ 50% ليحقق مبدأ المشاركة لا المغالبة ( حسب قوله) ، لافتاً إلى أن الحزب لديه كوادر قادرة على خوض المحليات في جميع المحافظات.

 

     تنص المادة 180 من الدستور على أن تنتخب كل وحدة محلية مجلساً بالاقتراع العام السري المباشر لمدة 4 سنوات، ويشترط في المرشح ألا يقل سنه عن 21 سنة، وينظم القانون شروط الترشح الأخرى وإجراءات الانتخاب. فقد أعلن رئيس الوزراء شريف إسماعيل،  في 27 مارس الماضي، أمام مجلس النواب: إن حكومته تستعد لإجراء الانتخابات المحلية في الربع الأول من عام 2017، دون أن يحدد تاريخًا محددًا، فيما قال الرئيس  عبدالفتاح السيسي من قبل ، في منتصف أبريل الماضي , أن إنتخابات المحليات قبل نهاية العام الجاري 2016 . 

 

      عموما أيا كان ميعاد يوم إنتخابات المحليات , أحب أوجه إلي إخوتي مسيحي مصر بجانب إخوتي من المسلمين في الوطن , أن يتحدوا ويستيقظوا , ويكونوا علي أهبة الإستعداد .. أمام عدو جبار مستعد أن يقتل إخوته لكي يحقق أجندة معينة نحن  نعلمها , وهي إسقاط الهوية المدنية المصرية , وإحلالها بهوية إسلامية بدوية لا ترحم , ولا تعرف وطنا , فلغتها هي قطع الرقاب , وربما الطرد والتهجير القصري  لأقباط مصر , إنتقاما لوقوفهم بجوار الحق , يوم 23 – 6 - 2013 ..!! 

 

      من المؤكد أن الجماعات الإرهابية الإخوانية سوف تتستر وراء السلفيين , في ترشيح أنفسهم كأعضاء في مجالس المحليات .. فقد كشفت تقارير ، عن محاولات سرية تقودها جماعة الإخوان فى القرى والكفور بالمحافظات لترتيب أوراقها لانتخابات المحليات المقبلة، فقد إتضح أن الجماعة بدأت فعلا الآن فى ترتيب وإعداد كوادر لها لخوض الانتخابات المقبلة والسيطرة على المحليات فى معظم المحافظات خاصة الملتهبة ...عن طريق تقديم أنفسهم للشارع، من خلال المشاركات فى المناسبات الاجتماعية المختلفة، وحضور جلسات الصلح بين العائلات فى القرى والنجوع خاصة بالصعيد,  كذلك  يعملون علي التودد و التقرب للمواطنين ..  وكسب ود الشارع المصرى وإطلاق الإشاعات بالحديث عن فشل الحكومة فى تلبية احتياجات المواطنين، و التضخيم والتكرار في الحديث عن غلاء الأسعار وسوء الخدمات الصحية والتعليمية , وإستغلال أزمة الثانوية العامة , وانقطاع مياه الشرب باستمرار فى معظم المناطق ووجود مياه غير صالحة للشرب فى مناطق أخرى وانقطاع التيار الكهربائى باستمرار عن بعض القرى، ويحملون وعوداً للمواطنين بحل هذه الأزمات بعد انتخابات المحليات فى ظل اختيار بعض الأشخاص الذين ترعاهم الجماعة .. 

 

     كما علينا أن ننتبه  أنهم يستقطبون المواطنين بالعمل علي ترهيب الشعب من هؤلاء الذين ينتمون إلي نظام مبارك ( فلول الحزب الوطني ) حتي يضطر الشعب أن يبحث عن البديل لهم فلم يجدوا إلا هؤلاء العناصر التي تنتمي خفية إلي الإخوان والسلفيين . ولا ننسي أن المحليات هي القاعدة الأساسية، التى تحاول الجماعة إستغلالها من خلالها العودة للسياسة مرة أخرى وإعادة بناء التنظيم الديني من جديد. 

 

      لذلك اناشد جميع المصريين وخصوصا الأقباط منهم أن يتحلوا بروح وحماس ثورة 23 – 6 – 2013 .. وان لا يترددوا أو يتكاسلوا في الخروج إلي صناديق الإنتخابات لإنتقاء خير الأعضاء له انتماء لهويته المصرية .. وان نتحقق مَنْ هم هؤلاء الذين قدموا انفسهم لترشيخ انفسهم في تبوأ كراسي المجالس المحلية .. فهم في أيديهم وقف المراكب السائرة .. كما إن كان من اعضاء المجلس المحلي أحد السلفيين او الإخوان يتعمد في تجاهل طلبات الأقباط .. منها نظافة وإزالة أكوام الزبالة التي يتم إلقائها عمدا امام او بجوار الكنائس . كما يتم التساهل وتسيير الأمور للمحلات والمكاتب أصحابها من غير المسلمين .. فهذا يحدث الأن , فكم بالحري عندما يكون منهم  اعضاء في مجلس الحي . 

 

     إخوتي الأحباء ما زالت الحرب بيننا وبين اهل الشر تدور رحاها .. فهم يستخدمون جميع السبل والطرق لكي تهدم هذا الصرح العظيم ......  وتشتيت كل شعب عظيم له تاريخ عميق  ... وتقسيم مصر إلي دويلات حسب الديانة . فلنعود إلي  حالة ثورة  23 - 6..  فالثورة ماتزال قائمة إلي ما لانهاية .. فقد كُنب علي مصر وشعبها أن بعيشوا حياة الكفاح الدائم ضد فاشية الإسلام .. لكن سوف لا نستسلم لهم .. سنتحلي بثياب القوة التي يعطيها الله لنا لكي يتحقق عهده معنا .. مبارك شعبي مصــر. و لتحيا مصر وتصير قد الدنيــا .