حصد الجيش التركي النتائج الأولى لعملية درع الفرات في شمال سوريا، التي تنوعت أهدافها بين تطهير الشريط الحدودي من تنظيم داعش المتشدد ووقف تمدد المقاتلين الأكراد وتحقيق المزيد من المكتسبات الإقليمية.
ومنذ اليوم الأول على توغل قوة من الجيش التركي بمشاركة فصائل من المعارضة السورية إلى شمال سوريا في 24 أغسطس الماضي، باتت "درع الفرات" مصدر فخر للأتراك بجيشهم الذي كان قد تعرض لضربة معنوية.
واهتزت صورة القوات التركية إثر إقدام مجموعة صغيرة من الجيش، ليل 14 يوليو 2016، على تنفيذ محاولة انقلاب عسكري على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتهت بالفشل بعد ساعات قليلة على انطلاقها.
ونجحت "درع الفرات"، التي حققت في ساعاتها الأولى نجاحا خاطفا تمثل في طرد داعش من مدينة جرابلس، في شد العصب الشعبي وإعادة التفاف الأتراك حول المؤسسة العسكرية حسب ما تحدث الإعلام التركي.
ويبدو أن العملية سرعان ما تمكنت من محو الخيبة التي أصيب بها الأتراك بعد محاولة الانقلاب التي أسفرت عن سقوط نحو 270 قتيلا، بينهم مدنيون، سقط بعضهم برصاص جنود، يحتم عليهم واجبهم حماية البلاد والمواطنين.
وبالإضافة إلى إعادة بناء الثقة بين المدنيين والجيش، ساهمت "درع الفرات" في تلميع صورة الجيش التركي الذي بدا وفق لقطات انتشرت على نطاق واسع بعد فشل الانقلاب، بعيدا عن تصنيفه كأحد أقوى جيوش العالم.
وظهر في الصور التي شاهدها الأتراك والعالم غداة 14 يوليو 2016 دبابات في الشوارع وقد تخلت عنها طواقمها، وجنود رموا بأسلحتهم وتكدسوا فوق بعضهم ويحيط بهم مدنيون يكيلون لهم الشتائم، وآخرون قيد التوقيف.
وجاءت العملية في سوريا بعد أكثر من شهر لتحمل لقطات مغايرة، ظهر فيها مواطنون أتراك وهم يحيون أرتال الدبابات والآليات خلال توجهها إلى الأراضي السورية، وجنودا مدججين بالسلاح مستعدين لخوض المعركة.
ومعظم الإعلام التركي لعب دورا في عملية تلميع صورة الجيش، وبدأ حملة تجييش لتسويق حملة "درع الفرات" التي قالت عنها القيادة العسكرية إنها تهدف إلى حماية الأمن القومي عبر ضربة استباقية للإرهاب.
رد التحية
ولم يغب عن تصريحات القيادة العسكرية الجانب المعنوي للحملة، فقائد هيئة الأركان العامة، الجنرال خلوصي آكار، أكد أن العملية أظهرت أن القوات المسلحة "لم تفقد شيئا من قوتها"، في إشارة إلى تداعيات الانقلاب.
و"درع الفرات" التي جاءت قبل احتفالات بالذكرى الـ94 لعيد النصر والقوات المسلحة في 30 أغسطس الماضي، نجحت، علي ما يبدو، في تحقيق الهدف المعنوي حتى قبل دخول الدبابات الأراضي السورية وتحرير جرابلس.
ونجحت أيضا الحكومة التركية، ولو مرحليا، من خلال العملية المستمرة في الأراضي السورية، في احتواء تداعيات آلية تعاطيها مع الجيش بعد الانقلاب، خاصة على صعيد فصل وتوقيف المئات، بينهم جنرالات وأدميرالات.
في الطريق إلى شمال سوريا