بقلم : شارل فؤاد المصري | الثلاثاء ٦ سبتمبر ٢٠١٦ -
١٧:
١٠ م +02:00 EET
شارل فؤاد المصري
تواجه مصر حاليا حربين في منتهى الخطورة، الأولى هي الحرب على الإرهاب التي لا يكاد ينطفئ لهيبها إلا وتستعر مرة أخرى، ولكن تم السيطرة على أكثر من 90 في المائة من أسبابها، وخاصة في الفترة الأخيرة وتحديدا في سيناء رغم فداحة الثمن المدفوع من أرواح الشهداء من الجيش والشرطة والشعب.
أما الحرب الثانية حرب طويلة الأمد ممتدة المفعول قديمة متجددة في وقت واحد ألا وهي حرب الشائعات التي ما إن فشلت جميع القوى التي تآمرت على مصر في الست سنوات الأخيرة لهدم الدولة وجعلها مثل كثير من دول المنطقة مفتتة متناحرة بلا جيش أو مؤسسات إلا وما لبثت أن عاودت المحاولة مرة أخرى.
هذه المرة طرقت بابا مختلفا وهو بوابة إطلاق الشائعات في إطار مؤامرة محبوكة وممولة لحصار مصر اقتصاديا.
وعلي سبيل المثال لا الحصر الشائعات التي تم نشرها علي وسائل التواصل الاجتماعي لضرب الاقتصاد المصري ما نشر ضد الفراولة المصرية وأنها تسببت في أمراض كذا وكذا وأنه تم منع استيرادها في أميركا رغم أن هذا الأمر إذا فكرنا فيه ببساطة سنجد أن الإجراءات الصحية في الدول التي تستورد من مصر الفاكهة عموما لابد أن يتحقق فيها عدة شروط حسب المواصفات سواء الأوربية أو الأمريكية وإلا لن يتم السماح بدخولها أصلا فكيف إذا كانت غير مطابقة لمواصفاتهم سمحوا بدخولها وما جرى للفراولة المصرية حدث للبطاطس أيضا في إطار محاصرة مصر اقتصاديا.
أيضا ما حدث في أزمة حليب الأطفال المفتعلة وانتشار شائعة أنه تم رفع أسعار العلبة الواحدة إلى 60 جنيها وأنه لا يوجد أيا من أنواع الألبان في الصيدليات أو منافذ الوزارة بغرض أحداث نوع من البلبلة وضرب الأمن الاجتماعي لمصر والمجتمع المصري.
وكذلك شائعة أنه تم فرض ضريبة علي العاملين في الخارج وانتشار العديد من الصفحات التي تروج لذلك بغرض استعداء المصريين العاملين في الخارج ضد وطنهم.
ولا أستطيع نسيان شائعة المواطن التي قيل إنه انتحر بسبب الفقر والغلاء والضرائب وتم نشر الخبر مع صورة لرجل معلق من رقبته في "عمود نور" والحقيقة أن الصورة تعود لعام 2015 وان انتحار الرجل كان لخلاف مع زوجته.
كثير من الشائعات التي طالت أيضا وزير الخارجية سامح شكري وأيضا نقل تبعية جزيرة تشيوس لليونان و حقن مزارع الفراخ بمواد من شانها تقليل خصوبة الرجال للحد من الانجاب.
كل تلك الشائعات كما يقول المثل الشعبي "كوم "والشائعات التي تستهدف القوات المسلحة المصرية "كوم تاني " وهو الهدف الأهم لمطلقي تلك الشائعات سواء كانوا دولا أو أجهزة أو جماعات كل غرضها هو القضاء علي الجيش المصري الذي افشل لهم مخططهم وأعاد رسم المنطقة من جديد سواء على المستوى السياسي أو الجغرافي.
ولابد أن ننتبه إلى أن الهدف من حرب الشائعات التي تواجهها مصر حاليا هو إفشال المشروع الوطني المصري الذي يقوده الرئيس والقضاء على أي صوت للدولة المصرية والقرار المصري وأيضا هو إحدى المحاولات لتركيع القيادة المصرية لتعود مرة أخرى إلى حالة الانبطاح السياسي والاقتصادي للدول العظمي التي عاشتها مصر في فترات سابقة .
حرب الشائعات التي تواجهها مصر حاليا هي احدي الحروب النفسية المخططة بشكل دقيق ويتم تمويلها ببذخ شديد سواء من الخارج او الداخل ويستخدمون لها عناصر اعتقد انه تم تدريبهم بشكل علمي وممنهج ومختلف للتأثير على اراء ومشاعر وسلوكيات الشعب المصري الذي تعتبره تلك الجهات عدوا لها وتحاول القضاء عليه ولكن طالما ان هناك جيش قوي ووطني فهو سيف ودرع وطالما ان هناك قيادة واعية وطنية تحب بلدها فلا خوف .
وفي النهاية يجب علي الشعب الا يصدق كل ما يقال او يتم نشره او بثه سواء كان مكتوبا او مرئيا او مسموعا او منتشرا علي وسائل التواصل الاجتماعي وان يدقق في كل شي .
أعجبني في الفترة الماضية صفحة علي فيس بوك بعنوان "امسك اشاعة " تعمل بشكل مهني في تفنيد ما يتم نشره وتداوله من شائعات تحاول النيل من الشعب المصري .
حفظ الله مصر لكل المصريين
نقلاعن دوت مصر
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع