كتب: ميرفت عياد
أكَّد التقرير السنوي الثامن الذي أصدرته وزارة العمل حول عمالة الأطفال في مختلف دول العالم، وجود نحو ٢.٧ مليون طفل مصري يعملون في المحاجر والزراعة، خاصة في جني القطن. وأثنت وزيرة العمل الأمريكية "هيلدا سوليس"، وفقًا لما جاء بجريدة "المصرى اليوم" في عددها الصادر أمس، على الجهود المصرية في مجال مكافحة الظاهرة، ووضع استراتيجية جيدة لمكافحة وتجريم عمالة الأطفال، وإدماجهم في التعليم. وقالت: إن وفدًا أمريكيًا من وزارة العمل سيزور "مصر" خلال أسبوعين؛ لحضور حفل توقيع منحة بمبلغ ٩.٥ مليون دولار، تقدِّمها الحكومة الأمريكية لـ"القاهرة"؛ لدعم برامج تعليم الأطفال، ومكافحة جميع أشكال عمل الأطفال في مجال الزراعة.
وأرجع التقرير عمالة الأطفال في "مصر"، إلى ارتفاع مستويات الفقر. مشيرًا إلى تركُّز ٧٥% من الأسر الفقيرة في "المنيا" و"سوهاج" و"أسيوط"، وضعف البنية التحتية والخدمات العامة والتعليم في محافظات الصعيد.
وتعليقًا على هذا الخبر، قال "كرم صابر"- مدير مركز الأرض لحقوق الإنسان: إن الأطفال يتعرضون لانتهاكات كثيرة، خاصةً العاملين منهم في مجال الزراعة؛ والذين يتعرضون لمخاطر المبيدات التي تسبِّب لهم مشاكل صحية عديدة وأمراض مزمنة، وتؤدِّي إلى الوفاة في بعض الأحيان. موضحًا أن هؤلاء الأطفال يُحرمون من التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية.
وأكّد "صابر" أنه لم يتم التوصُّل إلى حلول جذرية لمشكلات أسر هؤلاء الأطفال، مما يجعل مشكلة عمالة الأطفال مستمرة، كما يزيد من حدتها التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وعدم التوزيع العادل للثروة بين الريف والحضر.
وأنهى "صابر" حديثه موضحًا أن مركز الأرض قد أعد عدة ورش عمل، في محاولة للتوصُّل إلى برامج وخطط لتحسين أوضاع الأطفال العاملين في الريف، في خطوة أولى للقضاء على عمالة الأطفال في "مصر"، وكفالة حقوقهم في الرعاية والحماية والأمان.