الأقباط متحدون - هدم الكنائس بين الماضي والحاضر
أخر تحديث ٠١:١٧ | الأحد ٤ سبتمبر ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٩ | العدد ٤٠٤١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هدم الكنائس بين الماضي والحاضر

 هدم الكنائس بين الماضي والحاضر
هدم الكنائس بين الماضي والحاضر
لطيف شاكر
بمناسبة صدور  قانون ببناء الكنائس من مجلس النواب  والذي شابه  كثير من المعوقات  تعطل من بناء الكنائس  او ترميمها اردت  في هذا المقال ان نعود الي  اصل حكاية   هدم  الكنائس وعدم بنائها  في  التاريخ  العربي حتي يعي القارئ مايعانيه الاقباط  منذ الغزو العربي حتي تاريخه  من  الكراهية  والحقد علي المسيحيين  وهدم كنائسهم  واعاقة ترميمها  , وخيرمثل  مايرتكبه حاليا الدولة الاسلامية  "داعش" من قتل  المسيحيين وهدم الكنائس والحضارات اسوة بالسلف(الصالح)  وتاريخهم الهباب .
 
يقول ابن خلدون : العرب امة وحشية  اهل نهب وعبث واذا تغلبوا علي اوطان اسرع اليها الخراب يهدمون الصروح والمباني ويخربون السقوف ليعمروا بها خيامهم وليست لهم عناية بالاحكام وزجر الناس عن المفاسد وانهم ابعد الناس عن العلوم والصناعات 
 
يقول توماس ارنولد المؤرخ  ترجمة د.سعيد عبد الفتاح ان حركة التوسع العربي كان عبارة عن هجرة جماعة دفعها الجوع والحرمان الي ان تهجر صحاريها الجرداء وتجتاح بلاد اكثر خصوية وحضارة كانت ملكا لجيران اسعد حالا وحظا منهم 
يقول احمد الكتاني اهل مكه يأكلون الجيف والكلاب 
 
وعمرو بن العاص يقول نحن العرب اهل الشوك والقرظ ..كنا اشيق الناس ارضا وشره عيشا , تأكل الميته والدم ويغير بعضنا علي بعض ..قلو تعلم ماورائي من العرب ماانتم فيه من العيش لم يبق احد الا جاءكم  (كتاب الدخول )
 
يقول الطبري عن ابن العاص عن المصريين ( وانما هم عبيدنا نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا)
 
يقول الجبرتي : الملاعين العرب الذين هم اقبح الاجناس  واعظم بلاء محيط بالناس
  تقول ستاء المصري قي كتاب  حكاية الدخول : ولنا ان نقيس علي مايذكره المؤرخون عن مدينة طحا في الصعيد التي كان يسكنها في صدر الاسلام خمس عشرة الف نفس وكلهم من المسيحيين وبها خمس وثلاثون كنيسة  اغلبها تهدم في العهد الاموي خاصة في خلافة مروان  وشتت اهلها 
واذا كان نصيب مدينة واحدةتدمير 35 كنيسة وتشتيت اهلها بخلاف تدمير البيوت واراضي الممتنعين عن دفع الخراج فكيف كان نصيب المدن الاخري المتمسكة براية المقاومة
 
يقول ساويرس بن المقفع : من بعد ان  امتلك  عمرو بن العاص بثلاث سنين ملك المسلمون مدينة الاسكندرية وهدموا سورها واحرقوا كنائس كثيرة بالنار وبيعة مارمرقس التي مبنية علي البحر وبها جسد مارمرقس احرقوها بالنار وماحولها من ديارات
ويصف ساويرس الخليفة يزيد بن عبد الملك  بانه سلك طريق الشيطان فاصدر امرا بكسر الصبان والصور والاثار الفرعونية  في جميع بلاد الدول الاسلامية 
 
وفي عهده احرقت مواضع عديدة للاقباط كما احرقت دبارات وادي النطرون (د.سيدة اسماعيل كاشف مصر في عهد الولاة)
يقول النيقوسي  :فانه لم يدخر عمروبن العاص وسعا لتحقيق هدفه واستخدام كل وسائل الحرب في عصره كما يقتضي منطق الغزو لاخضاع البلد المطلوب ربما كان الحرق او التهديد بالحرق اكثروسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن اما تلك التي سلمت سريعا فقد كان يضاعف الضرائب ثلاثة امثال كعلامة من علامات الخضوع
 
رغم ان العرب كانوا يسكنون ارض القبط وينعمون بثروات القبط وياكلون مما يزرع القبط الا ان انهم  ترفعوا  عليهم وكأنه من المسلمات الطبيعية لدي العرب ان يعمل القبط للعرب ويكونون في نفس الوقت عبيدا لهم وفي ادني درجة ذميين لاارادة لهم  
واحيانا اخري كان قتل من يقف في طريق جيوشهم من المدنيين وسيلة لهم في الاستيلاء وعلي قتل كل من وجدوه في الطريق وفي الكنائس رجالا واطفالا ولم يشفقوا علي احد ونهبوا كثيرا من الاسلاب واسروا النساء والاطفال وتقاسموهم فيما بينهم
(كتاب هوامش الفتح العربي )
 
وفي  سنة 235 هجرية أصدر الخليفة المتوكل مرسوماً يهدف إلى تحقير (أهل الذمة)فى كل مكان ، وذلك بإلزامهم بارتداء زى معين ومظهر معين، مع هدم الكنائس الجديدة وتحصيل الضرائب والعشور من منازلهم وأن يجعل على أبواب بيوتهم صوراً للشياطين، ونهى المرسوم عن توظيفهم عند المسلمين، وتسوية قبورهم بالأرض وألا يحملوا الصليب فى أعيادهم وألا يشعلوا المصابيح فى احتفالاتهم وألا يركبوا الخيول.. وقد طبق الولاة ذلك على أقباط مصر وأصبحت سنة متبعة 
 
في يوم سبت الفرح دخل الاصبغ الابن الاكبرلعبد العزيز بن مروان الي كنيسة  بحلوان  فرأي صورة العذراء مريم تحمل السيد المسيح فلما نظر الصورة سأل الاسقف لمن هذه الصورة  فقال له لنها صورة العذراء تحمل المسيح فتكلم بافتراء عليها  وبصق علي الصورة وقال ان وجدت زمانا,  فأنا اسحق النصاري من مصر, ومن هو المسيح لكي تعبدوه الها  .’ وفي نفس الليله ازعجه الله بحلم رأي فيه السيد المسيح جالسا علي عرش عظيم ووجهه يضئ اكثر من الشمس ورأي نفسه ووالده خلف المسيح مربوطين بسلاسل . فلما سأل عن الجالس علي العرش قيل  له انه يسوع المسيح ملك النصاري الذي هزأ به , وبالفعل اصيب بحمي لم تمهله ومات في الليلة التالية , اما والده عبد العزيز بن مروان الذي  كان كالوحش الضاري  حتي انه في اكثر توقاته اذا جلس علي المائدة يقتلون الاقباط امامه  وكان يفرح  اذا طار دمهم في الصحن الذي يأكل منه   مات بعد اربعين يوما حزنا وكمدا عليه .
 
ويذكر تاريخ البطاركة  انه في عام 830  ان امرا وصل من بغداد مركز الخلافة  يقضي بنزع الاعمدة الرخامية والارضيات الرخامية من الكنائس لاساتخدامها في تزيين قصور الخليفة والامراء في بغداد ومعني  هذا  ان تهدم هذه الكنائس 
 
 اخذ الحاكم بأمر الله  في هدم  الكنائس كلها  واباح مافيها  نهبا واقطاعا  فهدمت باسرها ونهب جميع امتعتها وبني في مواضعها المساجد واذن بالصلاة في كنيسة شنودة بمصر القديمة  وكتب الي الولاة في انحاء الخلافة بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والاديرة فعم الهدم فيها من عام 1013 الي 1015 م بمصروالشام و بلغ عددها اكثر من ثلاثين الف بيعة . 
 
وكما يقول يوحنا  النيقوسي   ( نصمت الان فانه لايستطاع الحديث عن الاساءات التي عملها المسلمون ) 
ولنا في موضوع الخانكة مثالا واضحا  للاحتلال العربي   الذي تمثل في الرئيس (المؤمن ) السادات  وما حدث من مجزرة شنيعة راح فيها 82 قتيلا مسيحيا بسبب الشروع في بناء كنيسة , لقد افسد  السادات  مصر  وافشي  فيها  الحقد الدفين تجاه الاقباط والذي نعاني منه حتي تاريخه  ..
اما اصل الحكاية :  فهو عند احتلال العرب مصر عام 642 م سن  الخليفة عمربن الخطاب علي الاقباط  شروطا متجبرة ورديئة وغير آدمية  وتعتبر اسوأ شروط في التاريخ  لخقت الكنائس والاقباط انفسهم و سميت باسمه تيمنا (بعدله) ..
 واذكر  هنا  مايخص الكنائس  فقط ..
 
لا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم علي موتاهم ،
......الخ
 
وصدرت فتاوي  عديدة من الشيوخ  علي هدي  الشروط العمرية   اذكر بعضها:
. في كتاب اقامة الحجة الباهرة علي هدم كنائس مصر والقاهرة لشيخ الاسلام احمد الدمنهوري في القرن 18 وطبعته جامعة كاليفورنيا عام 1975 الذي يورد اراء فقهاء المذاهب الاربعة بوجوب هدم الكنائس ليس المستحدث منها بل حتي ماكان قائما بها من بيوت العبادة لغير المسلمين
ابن تيمية الحمدُ لله ربِّ العالمين: أمَّا دعواهم أنَّ المسلمين ظَلموهم في إغلاقها، فهذا كذبٌ مخالِف لإجماع المسلمين، فإنَّ علماء المسلمين مِن أهل المذاهب الأربعة؛ مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم مِن الأئمَّة؛ كسفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وغيرهم، ومَن قبلهم من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - أجمعين متَّفقون على أنَّ الإمام لو هدَم كلَّ كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسَّواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدًا في ذلك ومتبعًا في ذلك لمَن يرى ذلك؛ لم يكن ذلك ظلمًا منه، بل تجب طاعتُه في ذلك ومساعدته في ذلك ممَّن يرى ذلك، وإن امتَنعوا عن حُكم المسلمين لهم كانوا ناقِضين العهدَ وحلَّت بذلك دماؤُهم وأموالُهم
 
وقال الشيخ السبكي: فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها، وكذلك قال الفقهاء: لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية -مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً- هذا شرع النبي .  
ومن جوهر الشروط العمرية  سنت الشروط العشرة الصادر بها امر اداري من العزبي باشا وكيل وزارة الداخلية عام 1934 بناء علي اتفاق بين حسن البنا وصدقي باشا رئيس الوزراء آنذاك حتي يصعب ومن المحال بناء كنيسة الا فيما ندر وتستغرق عشرات السنوات .واول من عمل بها السادات وسارت حتي تاريخه .
 
واذا ذهبنا الي مناهج الازهر نجد في كتاب «الإقناع في حل ألفاظ أبى شجاع» المقرر على الصف الثالث الثانوي الأزهري ورد بصفحة 235 ما نصه "وألا تبنى كنيسة في الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز في دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات في مصر.
 
والسؤال لماذا يخشون الكنائس و الصلبان  ؟ واترك الرد لكم ...
نسئ / سبتمبر 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter