الأقباط متحدون - البشارة.الميلاد.القيامة
أخر تحديث ٠١:١٣ | الأحد ٤ سبتمبر ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٩ | العدد ٤٠٤١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

البشارة.الميلاد.القيامة


بقلم نسيم عبيد عوض
تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بتذكار البشارة والميلاد والقيامة فى كل يوم 29 من الشهر القبطى ‘ ولسبب أن عيد البشارة يوم 29 برمهات‘ وعيد الميلاد يوم 29 كيهك  ‘وأيضا عيد القيامة يوم 29 برمهات ‘ وهذه أعياد خالدة لدى قلوب الشعوب المسيحية ‘ وإذا جاء تاريخ 29 القبطى  يوم أحد يقرأ فى القداس الإلهى فصل البشارة  من إنجيل القديس لوقا البشير 1: 26- 38 ‘ وهو الخاص ببشارة جبرائيل رئيس الملائكة للسيدة العذراء مريم بقوله لها " سلام لك أيتها المنعم عليها.الرب معك. مباركة أنت فى النساء. لاتخافى يامريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وهاأنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع."لو1: 28-31‘ وهذه آيات يعشقها الشعب المؤمن المسيحى ‘لأن هذا يوم إنتظرته البشرية كلها منذ سقوط آدم وحواءفى خطية معصية الله ‘ ومنذ وعد الله لفداء الإنسان ‘فهى البشارة بتحقيق وعد الله بالخلاص" أن نسل المرأة يسحق رأس الحية" تك3: 15‘ لأنه على حد قول سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على ذراعية " لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجد لشعبك اسرائيل."لو2: 30-32 ‘ وكذلك يوم ميلاد المخلص ‘فالتجسد الإلهى كان محبة من الرب الإله للبشرية ليصنع الفداء والخلاص بدمه الكريم ‘ فحتمية التجسد كانت ضرورة لصنع الفداء ‘ وكذلك القيامة المجيدة التى بها نقض الرب يسوع الموت بموته وقيامته ‘ وأعطانا الإستحقاق بالحياة الأبدية  وبقيامة  الأجساد المائته يوم القيامة العامة ‘ وأصبح هذا هو رجاء كل مسيحى مات على إيمانه بقيامته من الأموات والدخول للأمجاد السمائية.
عمل الروح القدس فى العذراء مريم
ومن أجمل الآيات التى وردت فى هذا الفصل من الإنجيل ‘عندما سألت القديسة مريم الملاك المبشر بولادة إبن الله منها " كيف يكون هذا وانا لست أعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله . "لو1: 34و35‘ فعمل الروح القدس فى العذراء هو:   1- طهر مستودعها حتى لا تورث منها خطية أصلية. 2- وكقول الكتاب " وجدت حبلى من الروح القدس."مت1: 18‘ وكما قال الملاك ليوسف " لان الذى حبل به فيها هو من الروح القدس."مت1: 20‘ وحسب قانون الإيمان " من الروح القدس ومن مريم العذراء تجسد. وتأنس."  ومع القارق فى التشبيه هو نفس عمل الروح القدس فينا: 1- ولدنا من الماء والروح "فغسلنا من خطايانا ‘وولدنا طبيعة جديدة وخليقة جديدة ‘ كقول الرب" الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح ."يو3: 5و6‘  2- وكقول معلمنا بولس الرسول " إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذى هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده.أف 1: 13و14‘ وأيضا "..إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح."أف 1: 5.
عمل الروح القدس فى أولاد الله
بالميلاد الثانى من الروح القدس يقول معلمنا بولس الرسول" أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم‘ الذى لكم من الله‘ وأنكم لستم لأنفسكم .لأنكم أشتريتم بثمن. فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هي لله."1كو6: 19و20‘ وإذا عمل الروح القدس فينا يعطينا النعم التالية : محبة ‘فرح ‘ سلام ‘ طول أناة ‘ لطف ‘صلاح ‘ إيمان ‘ وداعة ‘ تعفف."غل 5: 22 و 23‘ والسلبيات التى تحرمنا من ثمار عمل الروح القدس داخلنا :        1- إطفاء الروح 2- إحزان الروح 3- مقاومة الروح 4- التجديف على الروح القدس ‘ وهو ماحذرنا منه القديس بولس الرسول عندما طلب منا - لا تطفئوا الروح ولا تحزنوا الروح و لا تقاوموا الروح ‘ ولماذا القول " لا تطفئوا الروح." لأسباب كثيرة منها: 1- روحنا نفخة من الله الذى هو نور ونار فأصبحنا نفسا حية يلتهب فيها نور ونار الله. 2- وإذا إنطفأ النور والنار إنطفئ الروح وأبعدنا عن نعم وثمار الروح فينا.3- مع ملاحظة أن الروح فينا لا يلغى حرية إراتنا ‘ فأنا الذى يطفئها وأنا الذى ينيرها ويشعلها‘ وكقول الكتاب بعيدا عنكم " إذا كان النور الذى فيكم ظلاما فالظلام كيف يكون؟".  و إنطفاء الروح داخلنا له معنيين : 1- إنطفاء الشعلة المقدسة التى فى روحنا البشرى التى خلقت على صورةالله ومثاله.  2- إنطفاء عمل الروح القدس فى القلب اللحمى نتيجة لرفض إرادتنا له بالإشتراك معه فى العمل. والمعنى هنا أن الروح داخلنا يحثنا على عمل الخير كقول الكتاب " لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق فأعدها لكي نسلك فيها ‘ فهو يرشدنا للخير ‘ ويعمل معنا فى عمل الخير ‘ لا يرغمنا كما قلت ولكنه ينخس قلوبنا فإذا عملنا الخير فمعناه أن نور الله مشتعل داخلنا والعكس صحيح ‘ وايضا بالإستفادة من ثمار الروح القدس فينا تزداد حرارته فى قلوبنا إشتعالا‘ ويزداد نوره إشراقا فى الفكر والعقل والإرادة‘ وبهذا تلتهب فينا محبة الله‘ التى بدونها لا نحب الآخرين‘ كذلك على الجانب الآخر فالفتور الروحى ينقص الحرارة الروحية ‘ والبرودة الروحية تطفئ الحرارة‘ ومن هنا الخطورة لأنها تكون بداية السقوط فى الخطية ‘ وتفتح الباب للشيطان ليجد مكانا مظلما يتسلل اليه.
كيف ننير ونفرح روح الله داخلنا ؟
1- الحياة بصفة دائمة فى طاعة وصايا الله ‘ وهذا يتمشى مع نور الله داخلنا ‘ ولأنه هو عالم وصاياه ‘ وبفعلها فى تسليم كامل يفرح بنا الله ويزداد نوره فى القلب ‘ فنكون نورا للعالم.
2- بالتمثل بالمسيح فى كل شيئ ونقول مع القديس بولس الرسول" أما نحن فلنا فكر المسيح ‘ والمثل على ذلك إستفانوس أول الشهداء الذى وهو يرجم تمثل بسيده على الصليب ‘ فصرخ وطلب من الرب" لا تقم لهم هذه الخطية" فرأى السموات مفتوحه ورأى المسيح أمامه .
3- الأمانة فى الحياة الروحية والهرب الدائم من الخطية كقول الكتاب " كن أمينا الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" وأيضا قول يوسف العفيف الهارب من الخطية" كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطأ الى الله.
4- حياة التوبة اليومية الصادقة التى هى ميلاد جديد مثل المعمودية  تماما.
5-  لنعطى كل الكرامة والمجد لله فى أعمالنا وخدمتنا ..ولنتذكر قول الرب لتلاميذه" إفرحوا أن اسماؤكم مكتوبة فى السماء".
6- الخروج من الذات والأنانية ومن الأنا .. وليكن إيماننا دائما " مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ‘ وأن لا نحب بالكلام بل بالعمل والحق‘ ومن يقدر ان يعمل حسنا ولا يعمل فهذا خطية له ‘ نكون نورا للعالم وملحا للأرض ‘ فيمجدوا أباكم الذى فى السموات ‘ ولتكن بيوتنا بيوت صلاة بيوت طهارة وسنسمع قول الرسول" سلم على الكنيسة التى فى بيتك."
نعمة الروح القدس فلتكن مع جميعكم. ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد.أمين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع