عرض/ سامية عياد
تعتبر العذراء مريم مثالا حيا لقبول الألم بإيمان دون تذمر ، حيث قبلت الدعوة الإلهية ولم تندم على قبول بشارة الملاك لها رغم ما تعرضت له من فقدان البركات التى كانت عليها .. فكيف نتقوى ونتشدد رغم الآلام لنكمل الطريق؟
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وتوابعها وشمال افريقيا فى مقاله "العذراء والألم" ، حدثنا قائلا : يواجه الإنسان الكثير من الآلام فى طريق الرب ، ومن لم يختبر محبة الله قد ييأس ويتراجع عن الطريق ، عكس من اختبر وتذوق بإيمان محبة الله يسير فى الطريق بصمود رغم الآلام ، والكتاب المقدس به العديد من الشخصيات الذين عانوا الألم دون تذمر أو تراجع بل ثبات وإصرار مثال أمنا العذراء مريم التى فقدت الكثير من البركات إذ كانت تقضى أيامها فى الهيكل فرحة سعيدة بهدوء الهيكل وبحياة التسبيح وبمحبة الجميع لها ، وبعد دعوة الله لها صارت موضع شك يوسف وربما فقدت النعمة التى وجدتها فى أعين الكثيرين ، قبلت أن تحتمل الآلام لكى ينال العالم الخلاص ، وثبتت فى دعوتها رغم الضيق .
لقد استسلمت أمنا العذراء للآلام بإيمان ولم تندم على قبول البشارة ، وبسبب صبرها على الآلام صارت مثالا لقبول الآلام ، نتعلم منها أن اجتياز الألم يكون من خلال الإيمان بعمل الرب فى المستقبل فقد كانت العذراء تتأمل الخلاص الذى يصنعه الرب للبشرية ، علينا أن نطرح كل ندم ولا ننظر الى الوراء فمن ينظر الى الوراء يفقد كل شىء ، أيضا لابد من فحص القلب وهل نحتفظ بنقاوته لئلا تكون ضيقاتنا بسبب خطايانا ، كما لابد من التحلى بالصبر فقد احتملت العذراء مريم الآلام طوال حياتها والتهبت أحشاؤها لرؤية ابنها مصلوبا مهانا بل وميتا ولكن صبرها كلل بفرح القيامة المجيدة .
علينا التحلى بالصبر عندما نجتاز طريق الآلام ، نجتهد أن نتمتع بهدوء القلب الداخلى ، نجتهد أن نعيش فوق الحاضر حتى نستمع ببركات المستقبل ..