د. مينا ملاك عازر
بعيداً عن إن كانت الكنيسة تخاذلت بقبولها القانون أو أن القانون قاسي ويدعو لفناء الكنائس، لكن تمرير القانون بهذه الشاكلة يؤكد على أن هناك من يعرف كيف يلعب سياسة ويدير البلد من وراء الستار؟ وحاموت وأعرف مين هو؟

في اجتماع جمع الشخص إياه أو الجهاز إياه مع السلفيين وعرض عليهم القانون بشكله الذي وقع عليه راضياً الأنبا بولا، فهاج وماج السلفيين الذين يتحكمون في الشارع في رد فعل كان يتوقعه الشخص أوالجهاز إياه، فهدأ من روعهم وقال لهم المسودة بين أيديكم اعملوا فيها اللي أنتم عايزينه فطلعوا المسودة السوداء إللي رفضتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وسائر الطوائف المسيحية، وهاج الكل عليها  وتوترت الأوضاع، ودعى البابا المجمع المقدس للانعقاد في جلسة  طارئة.

ومع الضغوط التي كان يتوقعها نفس الشخص ونفس الجهاز إياه كما كان يتوقع ضغوط السلفيين فاجتمع مع ممثلي الكنيسة وعرض عليهم التهديدات السلفية وقال لهم إحنا نوصل لصيغة توافقية، بدأت الكنيسةتتراجع وهو يتراجع عن بعض ما أملاه السلفيون إلى أن وصلوا للصيغة الوسطى التي وافق عليها مجلس النواب عدا السلفيين لأنهم لم يجدوا المسودة التي عدلوها مقدمة.

ما يلزم التنويه أن ما سبق ليس معلومات مؤكدة لكن معلومات تستطيع الوصول لها من خلال تحليلك لمجريات الأمور، طب حاتسألني الجهاز إياه استفاد إيه؟ سأقول لك إنه مسك العصا من المنتصف، أرضى الكنيسة وأفهمهم أنه ضحى لأجلهم بعد أن أراهم تشدد السلفيين، وأرضى السلفيين بعد أن أراهم كم كانت الكنيسة طامعة، فوصل للصيغة الوسطى بأنتقبل الكنيسة وأن يجمد السلفيون الأحد عشر عضوموقفهم بألا يصوتوا بالموافقة لكن في نفس الوقت لا يهيجوا الرأي العام في الشارع، بحيث يصبح القانون ممكن التنفيذ بما يرضى الشارع المصري المتحكم في غالبيته بسبب الأمية الفكرية وليس التعلمية من قبل السلفيينممولي الجهل في مصر.

وبذلك يكون قانون بناء الكنائس قدخرج للنور بسياسة داهية، أرضت طرفين على الضد من بعضهما، فالسلفيون وجدوا بعضاً مما أرادوه في القانون والكنيسة أزاحت بعضاً مما لم ترده منه، ليخرج القانون في الآخر يرسخ لسلطة الجهاز الذي أسعر فتن المنيا وبنيسويف ليهدد بها، والذي أيضاً تلاعب بالسلفيين والكنيسة ليبق على سلطته متحكماً في بناء الكنائسكما هي وباسم القانون، وسلم لي على الدستور المكتوب بالنوايا الحسنة.

المختصر المفيد اللعب على الحبال أخرته كسر الرقاب، واذكروا ما جرى في ثورة يناير.