الأقباط متحدون - شموع أمي
أخر تحديث ٠٤:٠١ | السبت ١٨ ديسمبر ٢٠١٠ | ٩ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٠ السنة السادسة
إغلاق تصغير

شموع أمي


بقلم: تريزة سمير
وقفت في الشرفة في ليلة قاسية البرودة، كانت ليلة رأس العام، وقفت تتحدث إلى نفسها.. في هذه الليلة نبدأ عامًا جديدًا ونودع عامًا قد مضي... ماذا تشعرين الآن.. بسعادة.. بأي فرحة.. أي شي يكون غير مألوف لديك.. ولما لا حاولي أن تُسعدي نفسك... لا اقول لكِ اسعدي من حولك، لأنك بمفردك ولا يوجد أحد معك..
هل تتذكرين العام الماضي؟؟ الأعوام الماضية؟؟ نعم أتذكرها وأتذكر كل شيء، فذاكرتي تأخذني إلى مكان واحد، وإلى إنسانة واحدة.. إلى بلدتي وإلى أمي... نعم أمي.. الآن أراها.. أسمع صوتها.. أضمها وتحتويني.. لم أنس ذلك مطلقًا.. أعيش بكل هذه الذكريات في أوردتي.. أقف الآن علي طرف الكرة الأرضية وأراها.. نعم.. أرى شموعها التي تشعلها بيديها ليلة الكريسماس.. الليلة المليئة بالشموع والصلاة والأمل والوعود الكثيرة.. الآن أتعهد لك يا أمي إنني سأحاول أن أشعل الشموع معك في العام القادم إذا أراد الله..

الآن أتعهد لكي يا أمي أن أكون كالشمعة التي تضيء من أجل الآخرين حتى المنتهى.. أرى الآن شموعك أقوم بإحصائها.. فهي دائمًا تضع كل شمعة باسم اخوتي.. أرى الشموع تحترق لتضيء.. كل عام كنت أراقب سير كل شمعة.. أرى حياتها تمر إلى الانتهاء.. تطفأ الواحدة تلو الأخرى، أراقب شمعتي بين شموع أخوتي؟؟ تذوب.. وتذوب كما يذوب الجميع.. أحاول أن أقوم بتشجيعها على الإضاءة، وعدم الإذابة، ولكنها تذوب بعد أن تحاول مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى!! هذا عمرها.. أراكم الآن.. أشتاق إلى وجودي معكم.. وبجانب شمعتي.. أصبحت الشموع ليست مجرد عادة تقوم بها أمي، ولكنها أصبحت شيئًا محببًا وضروريًا لاستقبال عامًا جديدًا.. أصبحنا ننتظر انتهاء العام، ونرى شموعنا وننتظر نهايتها.. فنحن كالشمعة حقًا، نعيش ويمضي عمرنا، ولكن هل نضيء كالشمعة ونحترق لأجل الآخرين؟ هذا هو الاختلاف..

وفي النهاية كلنا نقاوم.. الآن أقف هنا في شرفتي؛ أراقب سير الحياة والشموع، الآن أقف أرتعش من اشتياقي إليهم جميعًا.
الآن أسمع صوت أمي يناديني.. الآن أرى شمعتي وأراقبها.. لأحاول أن أستقبل العام بين أحضان أمي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter