الخميس ١ سبتمبر ٢٠١٦ -
١٢:
١٠ ص +02:00 EET
في مثل هذا اليوم..رحيل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
في مثل هذا اليوم1 سبتمبر 870 م..
سامح جميل
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي أبو عبد الله البخاري من مدينة بخارى في إقليم خراسان وهو من أصل بلخي وهي إحدى ولايات أفغانستان اليوم، وهو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه والمقتدى به في أوانه والمقدّم على سائر أضرابه وأقرانه وكتابه الجامع الصحيح أجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه.
توجّه إلى حفظ الحديث وهو في المكتب وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديثاً سندًا ومتنًا.
أصيب بصره وهو صغير فرأت أمه في منامها إبراهيم الخليل يقول: "يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصره بكثرة دعائك (أو قال: بكائك) فأصبح بصيرًا".
تمتع الإمام البخاري بصفات عذبة وشمائل كريمة لا تتوافر إلا في العلماء المخلصين وهذه الصفات هي التي صنعت الإمام البخاري.
الإقبال على العلم حيث قام البخاري بأداء فريضة الحج وعمره ثماني عشرة سنة فأقام بمكة يطلب بها الحديث ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرُحلة إليها وكتب عن أكثر من ألف شيخ.
الجد في تحصيل العلم فقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطرة ثم يطفئ سراجه ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة.
ظهر نبوغ البخاري مبكرًا فتفوق على أقرانه وصاروا يتتلمذون على يديه ويحتفون به في البلدان.
فقد رُويَ أن أهل المعرفة من البصريين يعدّون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يُغلّبوه على نفسه ويُجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وكان شابًا لم يخرج وجهه.
رُويَ عن يوسف بن موسى المروروذي قال: كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديًا ينادي: يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري. فقاموا في طلبه وكنت معهم فرأينا رجلًا شابًا يصلّي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم. فلما كان الغد اجتمع قريبٌ من كذا كذا ألف فجلس للإملاء وقال: يا أهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدّثكم وسأحدّثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.
من كلمات البخاري.."لا أعلم شيئا يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة"
"ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي"..!!