- أهالي شهداء "العمرانية": قتل الأمن لأبنائنا كان صدمة كبيرة أسقطتنا في الحزن والبكاء
- بسبب سيجارة.. انفجار محدود في خط غاز طبيعي بسوهاج
- إجراءت أمنية مشددة لحراسة كنائس وأديرة سوهاج أثناء الاحتفال بعيد الغطاس
- مطران "البلينا": لم نجد أي عقاب لمسلم قتل مسيحيًا حتى هذه اللحظة
- الفن القبطي يعود إلى الدير الأحمر من جديد
الطريق إلى البرلمان مفروش بأحلام البسطاء.. وجثثهم أحيانًا
تحقيق: أبوالعز توفيق
"الشعب لابد ن يكون فقيرًا.. الفقراء يدخلون الجنة!" هذه الجملة من إحدى المسرحيات الكوميدية، ربما تعكس حالة درامية تعيشها مصر الآن، ولكنها من نوعية "الكوميديا السوداء".
فبينما يتنامى معدل الفقر، يرتفع بالمقابل معدلات استغلال الفقراء.. وهو ما ظهر في انتخابات البرلمان الأخيرة، حيث تلاعب بعض المرشحين بأحلام البسطاء، واحتياجاتهم.
قوانين للفقراء
يقول "نادي عاطف" -رئيس مركز العدل والتنمية لحقوق الإنسان بملوي- أن جفاف النفس من العواطف الإنسانية، وخلوها من المشاعر السامية، إضافة لتنامي الأنانية والنرجسية والطمع وقساوة القلب، يؤدي إلى الفساد الذي يجور على الفقراء.
ويرى "عاطف" أن الدولة تشجع على ذلك، من خلال تطبيق القوانين على الفقراء فقط، أما الأغنياء فتساعدهم الدولة على مص دم الفقراء، كما تساعد أولاد الأغنياء على سلب حق الفقراء في التعليم، والعمل، والعلاج، وتولي المناصب العليا.. إلخ.
ويعتبر "عاطف" كل هذا إهانة للمواطن الفقير، الذي ربما لا يجد قوت يومه.
واسطة العدالة
وعن تجربتها الشخصية تحكي "نوال أبو غالي" -عضو جمعية الرجاء الخيرية بقنا: نلت نصيبًا كبيرًا من هذا الظلم، وعانيت الكثير منه، فأنا رشحت نفسي في انتخابات 2010، فتعرضت لتهديدات، وقطع الطريق عليَّ، وكل هذا لأجل خاطر مرشحة "الحزب الوطني" لتفوز بالمقعد! لكنني أكملت للنهاية ووصلت للإعادة أمامها، وفي اليوم التاللي جاء إلينا تهديدات بقتل المسيحيين وهم ذاهبين إلى صناديق الاقتراع، إذا لم أنسحب، فقررت الانسحاب وعدم التضحية بأقباط قنا.
وتقول "أبو غالي" في تحدٍ: لو كنت تابعة للحزب الحاكم، وغنية، وصاحبة نفوذ لما حدث هذا لي، فنحن في وطن يساعد على ظلم الفقراء، والقوانين تطبق علينا فقط، القضاء لم يفصل في مجزرة نجع حمادي حتى الآن لأن الجناة لديهم "واسطة" و"محسوبية"، بعكس ما حدث لأقباط العمرانية، وسرعة اعتقالهم.. يقولون أن في مصر ديمقراطية! فأين هي؟!
الفقراء يدفعون
الحل من وجهة نظر المهندس "سامح فهيم" -رئيس قسم الحسابات في وزارة الاتصالات- يتلخص في محاربة الوساطة، والاعتماد على الكفاءة وليس المحسوبيات، وترك التحزبات والمنفعة الشخصية، لأن السلطة والنفوذ يسهلان على الفاسدين مص دم الفقراء.
ويرى "فهيم" ضرورة وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، لأن الفقراء يمتكلون الملكات الإبداعية والبراعة في الأداء والفكر المطور، ولكن عاجزين عن الظهور على الساحة بسبب الفساد، والوساطة، والتمييز الطائفي، فممكن تجد شخصًا ذو نفوذ يأخذ اختراعات الفقراء وينسبها لنفسه، ويصعد هذا الشخص على حساب هذا الفقير.
والأصعب -حسب "فهيم"- أن تجد فقراءً يعدون رسائل الدكتوراة والماجيستير لأبناء الأغنياء، الذين يصعدون للمراكز الكبيرة على جهد الفقراء.
فشل إداري
وتُحمل "سحر موسى" –مدرسة- الفشل الإداري مسئولية اختفاء النجاح على كافة الأصعدة في مصر، فبرأيها لا يتم اتباع علم الإدارة في مصر، ولكن الأهواء الشخصية والمصالح، فأغلب التعيينات مجاملة لأصحاب النفوذ، فلابد من تعيين أتباع العلم والاختراعات في إدارة مصر، أي الحكومة المصرية، بدلاً من تعيين رجال الأعمال في الوزارات، لأننا نحتاج إلى رجال العلم، فبالعلم نتقدم، ويجب أن نمنع كل الامتهانات التي يتعرض لها الفقراء، ومجاملة الأغنياء على حساب الفقراء، حتى تعلو مكانتنا بين دول العالم.
حصانة على عجلات!
ويرى "علاء نور الدين" –طبيب- أن الفقراء دائمًا ضحايا الأغنياء، وبالكثير في الانتخابات البرلمانية تجد نواب صعدوا إلى مراكزهم المرموقة بأصوات الفقراء، وبعد أن يعلو هذا النائب المحترم منصبه، لا يتذكر أن الفقراء كان لهم الفضل في صعوده إلى كرسي البرلمان، فبدلاً من أن يخدمهم ويرد لهم الجميل، تجده يتخلى عنهم، بل يهرب من خدمتهم، وهناك نائب محترم سابق -نحمد الله على سقوطه في هذه الدورة- كان لا يملك غير دراجة يلف به على الناس في انتخابات 2005، فقالوا هذا الشخص فقير مثلنا، ولابد أن نتعاون معه حتى يفوز بكرسي البرلمان، ولكن بعدما فاز لم يقدم لأحد من أهل الدائرة أي خدمة، بل خدم نفسه هو عائلته، وامتلكوا أراضٍ في أملاك الدولة، غير السيارات الفارهة، والأموال.
وهناك ابن نائب قتل طفلة فقيرة بسيارة أبيه، فلم يحاكم بسبب أن السيارة عندها حصانة!.. فأين العدالة؟!
مثل جديد
ويقول "عبد السيد عازر": النخبة الثرية تحصل على شهادات نتيجة داراستها عن الشرائح الفقيرة، عنى طريق جمعيات ومنظمات المجتمع الدولي، وتستفيد هذه الجمعيات والمنظمات من دعم وقروض المجتمع الدولي، بحجة تمويل تلك الدراسات عن الفقراء، كما أن هناك جانب يتعلق بالوجاهة الاجتماعية، والمكانة للأثرياء، من خلال استخدامهم للفقراء، للعمل كسائقين، وبودي جاردات، ومنافقين، يصلوا بهم إلى عضوية البرلمان، وغيره، فالأثرياء لديهم مصلحة في استمرار الفقر، حتى صار الواقع يفرض مثل شائع جديد وهو: "اللي مالهوش فقير يشتري له فقير"!.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :