الأقباط متحدون - عام جديد فى ألتاريخ ألقبطى ألمجيد
أخر تحديث ٠١:٣٣ | الاثنين ٢٩ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٣ | العدد ٤٠٣٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عام جديد فى ألتاريخ ألقبطى ألمجيد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 بقلم : د. مجدى شحاته
يحتفل أقباط ألعالم بعد أيام معدودة وبالتحديد يوم الاول من شهر توت والذى يوافق عادة الحادى عشر من سبتمبر برأس السنة القبطية  ، وهو عام جديد فى تاريخ استشهاد الآلاف من ابناء الكنيسة القبطية، وقد جعل الاقباط هذا اليوم عيدا كسائر الاعياد . من هذا المنطلق قال مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث : " ان الكنيسة هى كنيسة روحية لا تعيد بميلاد انسان دخل العالم انما نعيد بنياحة انسان خرج من هذا العالم ودخل الى العالم الآخر فى احضان القديسين " .

لقد احتل الرومان مصر سنة 30 ق . م . وانتشرت المسيحية خلال القرن الميلادى الاول فى كل ربوع مصر بكرازةالقديس العظيم مرقس الرسول التى بدأت من مدينة ألاسكندرية ومنها الى كل أرض مصر ليقضى على عبادة الاوثان فى أرجاء مصر وازدهار الايمان المسيحى وعبادة  الاله الواحد . وتعرضت مصر لموجات متلاحقة منالاضطهاد كان أشدها وآخرهافىعصر الامبراطور الرومانى دقلديانوس (284 م – 305 م ) . لقد اختار أقباط مصر أن يبدأوا سنتهم القبطية بتاريخ اعتلاء دقليديانوس عرش الامبراطورية ألرومانية ليكون هذا التقويم هو التسجيل ألتاريخى لابطال الشهداء الذين ارتقوا الى القمة، ليس فى العدد فحسب ، وانما فى الشجاعة وقوة الايمان بكل الثبات والصمود بصورةلم تشهدها  البشرية مثلها من قبل . ومن هنا جاء رمز البلحة الحمراء وعيد النيروز ، فالنخيل لايطرح ألبلح ألاحمر الا فى أيام النيروز، واللون ألاحمرللبلح يشير الى دم الشهداءوقلب البلحة الابيض يشير الى القلب النقى للشهيد ألمؤمن والنواة الصلبة الثابتة تشير الى ثبات الايمان وقوته .

ان رأس السنة القبطية ذكرى تستحق أن تكون بداية جديدة لفترة مهمة من تاريخ المسيحية فى مصر  وليتذكر أقباط العالم عام ( 284 بعد ميلاد السيد المسيح ) وليبقى علامة فارقة ونقطة تحول واضحة فى تاريخهم المجيد الذى يروى بكل الاعتزاز والفخر، بل وبكل التقديس ، قصة أعظم حضارة فى تاريخ الانسانية ، ويقدم تقويما  يعد أقدم تقويم فلكى دقيق فى عالم البشر . لقد قصد أقباط مصر بهذا التقويم ان يسجلوا على الامبراطور دقليديانوس أعماله ألوحشية والتى ستظل دائما مرتبطة باسمه وحكمه وعهده  ، وليكون عبرة لكل من يحاول أنيستغل سلطته فى البطش والتنكيل بمن يختلفون عنه بدون وجه حق .

ان حياة كل مسيحى فى أى مكان فى العالم، هى فى الحقيقة شهادة للسيدالمسيح  ، لذلك فان كلمة شهيد مشتقة من الشهادة للسيد المسيح له كل المجد ، واطلق على التقويم القبطى تقويم الشهداء حيث ارتوت أرض مصربدماء الشهداءمن أجل الايمان بالله ووحدانيته، وبدل ان يفرحوا بثمار الارض ، فرحت الكنيسة بثمار الايمان .لقد أراد دقلديانوسأن يبيد المسيحية وأمر بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد المسيحيين من جميع الوظائف ... ومات الطاغية ... وفقد عرشه بعد ان اصيب بالجنون فى آخر أيامه ... وبقيت ألمسيحية ... وبقيت ألكنائس ... وبقيت ألكتب ألمقدسة ...وستبقى الى المنتهى  بمشيئة رب المجد .   


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع