الأقصر – هدي إبراهيم
تعد محافظة الأقصرمنطقة متحفية فرعونية قديمة، حيث إنها كانت مركز إهتمام من جانب المصريين القدماء ، الذين جعلوا منها مركزاً لعبادة رع واهتم أغلب فراعنة مصر وعلى الأخص خلال الدولة الحديثة ببناء المعابد فيها لمختلف آلهة قدما المصريين، وبالرغم من القيمة الآثرية الفريدة التي تتمتع بها معابد الأقصر بأعتبارها معجزة بفن المعمار تمكنت من إظهار براعة المهندس المصري القديم وقدرته علي بناء صروح تقاوم مرور الزمن، إلإ إن الأهمال عرف طريقه إلي إرث الأجداد وتمكن من أن يلقي بظله الأسود عليها، ويعد معبد الملك رمسيس الثاني، أحد معابد الكرنك شاهداً علي ذلك.
وقال أحد خبراء الآثار بمحافظة الأقصر- رفض ذكر أسمه- أن معبد الملك رمسيس الثاني يقع في مؤخرة معبد الاله امون الرئيسي وسط معابد الكرنك بجوار البوابة الشرقية لمعبد الكرنك ، وقد كانت البوابة الشرقية التي شيدها الملك نختنبو الاول هي المدخل الرئيسي لمعبد الملك رمسيس الثاني ، وكان يطلق علي هذا المعبد معبد الـ( hearing ear )وتعني معبد استجابة الصلوات، او سماع الدعوات.
وأوضح أن ذلك المعبد كان يعتبر معبداً لعامة الشعب يقومون فيه باقامة الصلوات والدعاء للاله الشهير امون رع، مشيراً إلي إنتشار هذه المعابد في الفترة المتأخرة من التاريخ المصري وان كان اقدم مثال لها من عهد الملك تختمس الثالث في الدولة الحديثة، وكانت في البداية عبارة عن مجموعة من المقاصير التي يوجد فيه تمثال للاله الذي يتم اقامة الصلوات امامه ودعاؤه من قبل العوام.
وتابع : أن معبد الملك رمسيس الثاني بالكرنك يعد معبد صغير الحجم ولكنه يلتزم بتخطيط المعبد في مصر القديمة الي حد كبيرفي تلك الحقبة الزمنة، حيث يبدأ بالمدخل ثم فناء تحيطه الاعمدة البردية ثم بهو صغير للاعمدة ثم ممر يؤدي الي المقصورة الرئيسية والتي كان يوجد بها تمثال جماعي من حجر الجيري المتكلس للاله امون وشخص اخر بجواره، ويتم اقامة الصلوات والدعوات امامه.
ولفت إلي تعرض المعبد للاهمال الشديد بسبب موقعه في مؤخرة المعبد ولم يشهد اعمال ترميم جادة منذ ما يقرب من 50 سنة، ذلك الامر الذي ادي الي تدهوره بشدة وحدوث هبوط وميول بالارضيات والجدران والاعمدة بالمعبد، بل وصل الامر لحدوث نخر وتاكل في بعض جدران المعبد الامر الذي ممكن ان يؤدي لحدوث اندثار وتدمير لبعض اجزاء المعبد.
ولفت إلي قيام الدكتور مصطفي وزيري، مدير عام اثار الاقصر،بوضع خطة شاملة لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه من المعبد خاصة في ظل اهمال هذه الاعمال الهامة من قبل المركز الفرنسي بالكرنك وهو المنوط به الحفاظ علي مثل هذه الاعمال.
وقد تمحورت الخطة في عدة خطوات منها ، اجراء اعمال صيانة وترميم شاملة لجدران وقواعد واعمدة المعبد المهددة بالاندثار والتدهور الشديد في حبيبات واجزاء الحجر الرملي، واستبدال كافة المونة القديمة من الاسمنت الاسود والطوب الاحمر بقواعد وابدان هذه الاعمدة والجدران، و اجراء اعمال الترميم الهندسي الشاملة لاجزاء المعبد المختلفة، و عمل ارضيات حديثة بالمعبد واستبدال الارضيات المتاكلة والمتهالكة والتي تم تلفها بارضيات حديثة تمهيدا لاعمال افتتاح المعبد للزيارة في شهر سبتمبر لعام 2016.