الأقباط متحدون - ما بعد السواد!
أخر تحديث ٠٣:٢٧ | الأحد ٢٨ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٢ | العدد ٤٠٣٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ما بعد السواد!

بقلم: عـادل عطيـة
 
   كنت لا أزال أواصل قراءة أحد كتب التراجم، عندما رأت عيني هذه الكلمات: "ليس بعد السواد سواد"!
   ربما كانت هذه الكلمات المكوّنة لمثل فارسي، إجابة عن سؤال افتراضي: "وهل بعد السواد سواد"؟
   هذا السؤال، انتابني كاللعنة؛ وكأنه يجبرني على البحث، والتأمل، والتأكيد، على أنه: "بعد السواد سواد"!
   مررت بعبارة: يا خبر أسود"، و "يا نهار أسود"، التي يطلقها من أتاه نبأ سيء!
   وبعبارة: "سأجعل نهارك أسّود من قرن الخروب"، التي يصرخ بها كل غاضب موتور!
   وإذ بدأت أفكر في كيف يرى هؤلاء: الخبر أسوداً، والنهار أسوداً، بل وكيف يصنعون نهاراً أسّود من لون الخروب، حتى ألحّ على السؤال، مجدداً: "وهل بعد السواد سواد"؟
   لم أكن محتاجاً للقبعة السوداء، احدى قبعات التفكير الست، التي ابتكرها الطبيب إدوارد دي بونو، والتي تمثل نمط التفكير المتشائم!
   ولا أن أضع على عيني نظارة السلبية؛ لكي أرى بها الأشياء سوداء، ومعتمة، وكئيبة!
   كما انني ـ والحمد لله ـ، لست مصاباً بداء: "العوامات"، أو: "الذباب الطائر"، الذي يجعل نقاط سوداء ترقص في عيني، تزداد وضوحاً كلما نظرت إلى شيء مضيء!
   لم أكن محتاجاً لشيء من هذا؛ لكي أجد الإجابة..
   .. فقد قرأت عن الثقوب السوداء، المنتشرة في جميع انحاء الكون، والقادرة على ابتلاع الكثير من النجوم والكواكب، تأكيداً على أننا زائلون، والكون زائل!
   .. ورأيت على الفضائيات، كيف ترفرف رايات داعش السوداء، على الدمار المؤلم، والموتي المذبوحين، والمحروقين، والمتناثرين أشلاء على الخراب!
   .. وسمعت عن التناحر الدموي، المستمر في بعض البلدان العربية، التي جعلت  في مكوّنات علمها الوطني، جزءاً أسوداً؛ للتذكير بما وصفوه بالعهود البائدة السيئة؛ فإذا بهذا السواد، يعقبه سواداً أعمق من كل سواد أنقضى!
   .. واختبرت، شخصياً، السواد الذي بعده سواد، في ذلك الكيس الأسود، الذي يستخدمه التاجر، بصنعة وحرفيّة، فيضع فيه الكثير من الثمر الرديء مع القليل من الثمر الجيّد؛ فيسّودّ وجهي أمام أهل بيتي!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع