الأقباط متحدون - وغلاوتك : أحنا أصحاب حق .. ولسنا صُناع فتن ..!!!
أخر تحديث ٠٧:٠٤ | السبت ٢٧ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢١ | العدد ٤٠٣٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وغلاوتك : أحنا أصحاب حق .. ولسنا صُناع فتن ..!!!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مهندس نبيل المقدس
أكتب هذا المقال بعد سماعي خبر أعتقد أنه صحيح , بإتفاق الكنيسة والحكومة علي قانون بناء الكنيسة , وفيها تم تلبية طلبات الكنائس متمثلة في الكنيسة الأرثوذكسية الأم ...!!

      ربما الكثير من إخوتنا في الوطن ظن أن عدم موافقتنا علي قانون بناء الكنائس  كان  لإصطناع فتنة في البلاد .. وقبل ما استرسل في المقال أحب أن أسأل اخي المسلم , هل كنت تقبل ان يكون هناك شروط معينة في تحديد مساحة المسجد ؟.. أو علي كل مسجد أن يتم تطويقه بسور ؟.. أو هل كنت تقبل أن لا يتم ذِكر وجود هلال الذي هو لكم رمز الدين الإسلامي  علي مأذنة لها إرتفاع محدد لا تزيد عنه , في قانون بناء المساجد إن كان موجودا له قانون اصلا ؟ .. هل كنت تقبل أن بناء مسجد يحتاج إلي موافقة الأمن مع العلم أن بناء المساجد يحتاج بشدة وبدقة موافقة الأمن , لأن هناك بعض المساجد تستقبل الكثير من الشباب ليس للتعبد والتأمل .. بل لتعليم الكراهية والحقد ضد الأخرين حتي يصلوا إلي حالة وجوب خروج هؤلاء الشباب المضحوك عليهم  عن الدين الصحيح في نظر شيوخهم , فيتركون عائلاتهم إلي ساحات الجهاد لإنقاذ دينهم من الكفارطبقا لما تلقونه من تعاليم يقول عنها شيوخ الأزهر أنها تعاليم باطلة ؟؟.

       نحن كنا لا نسعي إلي قيام فتنة لأننا لدينا إله حي .. نثق فيه , لدرجة أننا لا ننظر إلي اي عقيدة أخري كمنافسة لعقيدتنا ..  نحن لا نرد الضرر بالسيف  بالسيف  من اجل حماية الصليب الذي تم عليه أعظم عمل فدائي لم يحدث من قبل ولا من بعد .. هذا الفداء لجميع الشعوب بأنواعهم المتباينة والمختلفة في جنسياتهم وتوجهاتهم نحو الهتهم . الله وعدنا  بقوله في الكتاب المقدس "الله  يقاتل عنكم وانتم تصمتون " خروج14 : 14 !! ليس معني هذا أننا نبرر الصمت علي انه تكاسل أوعدم  إتخاذ موقف ضد من يضرنا , في إنتظار الله بأن يأخذ حقنا ، فنحن لا نستخدم آيات الكتاب حرفيا أو خارج سياقها، لأن الله قدير و كُليّ المعرفة . نحن لا نعبد رب يدعونا للسلبية والقنوط , بل يحثنا علي  العمل والبحث عن الطرق السلمية التي لا تؤذي ، بل نعبد ربا أعطانا شجاعة النبي إيليا في مواجهة اهل الشر .. وعلمنا حكمة موسي في كيفية التعامل مع الأحداث .  وأخيرا نتعلم كل لحظة من الرب يسوع المسيح الحب الذي يصل إلي التضحية و البذل . 

     ثق تماما يا رايس أننا كمسيحيين إخترناك رئيسا , لأننا ما زلنا نجد فيك الرجل السوي .. ليست لك ميول للتفرقة الدينية .. بل سيادتكم دائما تردد "انا لست إخوانيا ولا سلفيا " .. لكن نحن نري أن السلفية تتغلغل تدريجيا حتي وصلت البجاحة منهم أن يحيدوا عن الدستور الأخير , ويحولون قانون بناء دور العبادة و إلي قانون بناء الكنائس مبررين , ان ليس هناك امورا يحتاجونها لبناء المساجد بلسان شيخ الأزهر .. أكيد طبعا , فبناء المساجد ليست لها قوانين أو روابط أو قيود تَحِدْ من بناء المساجد ..

    كل ما كنا نريده منكم أن يَسْرِي قانون بناء دور العبادة علينا كلنا .. حيث تتساوي القوانين علي المساجد والكنائس .. هنا نستطيع أن نقول أنك انصفت اقباط مصر . نحن كنا لا نقبل قانون بناء الكنائس فقط  حتي ولو كان مصحوبا بالسماح بوضع صليب وجرس علي برج الكنائس ... أو حتي ولو صدر القانون وخالي من تدخل الأمن .. كل ما كنا نريده قبل موافقة الحكومة علي مسودة القانون الأخير, هو المساواة بين جميع طوائف الشعب , متمثلة في صدور قانون بناء دور العبادة الموحد .. هو طلب دستوري .. هو  حق لنا .. وغلاوتك يا رايس نحن لسنا اصحاب فتن .. بل نحن أصحاب حق.

     لكن ثقتنا فيك تأكدت بعد ما سمعنا خبرا من إحدي القنوات الفضائية موثوق فيه ليلة الخميس الماضي . انه تم إقرار كل ما  يريده  القبطي المسيحي .. لذلك نقدم الشكر للرب اولا , ثم اقدم لكم روح الشكر لك ولحكومتكم لأنكم أظهرتم أنكم مصرييون من الجذور .  الشعب القبطي أحبك لأنك تعطيه حقه في عبادته اولا... وفي نفس الوقت نحن لم نربط علاقتنا المُحبة بك بأن نترك مصر تواجه الصعوبات لوحدها .. نظير موافقة حكومتكم علي طلباتنا , فمصر بالنسبة لنا جزء عظيم من إيماننا .. فنحن مهما يكن الظهير الوفي وراك . فطيلة عمر مصر لا يُوجد قبطي مسيحي خان مصر حتي في أيام الإضطهادات السابقة منذ الفتح وما قبلها .. كنا الصد المنيع مع إخوتنا في الوطن ضد أي عدو يريد تغيير هوية مصر الفرعونية. نحن نصلي لكي يعطيكم الرب روح الصبر علي هذه المشاكل .. متمنيين أن ما تم إذاعته حول قانون بناء الكنائس من إتفاق في الفضائيات صحيحا .. نحن معك يارايس .. نحن مع مصـــــر , ولا يمكن أن نتركها لغيرنا لكي يفتتها ... فهي أمانة في عُنقنا كأقباط .. لأنها جزء من عقيدتنا .. !!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع