الأقباط متحدون - الرد بالدم..
أخر تحديث ٠٧:٠٦ | الخميس ٢٥ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٩ | العدد ٤٠٣١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الرد بالدم..

حمدي رزق
حمدي رزق

ورد الشهيد ملازم أول «محمد محمود الزملوط» بدمه وروحه على المجترئين على خير أجناد الأرض، قضى شهيداً على أرض المعركة فى سيناء، الشهيد النقيب هو (ابن) قائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء محمود الزملوط، ابن القائد فى الشمال فى مقدمة الصفوف فى الشرق، أولاد القادة على الجبهة كتفاً بكتف مع إخوانهم، ويكتبون تاريخ الوطن بدمائهم، عقيدة الجيش المصرى لا تفرق بين أبناء مصر فى الفداء، وكلهم وكلنا جنود.

سبحان الله، الرد على شياطين الأرض جاء من السماء التى اختارت الزملوط (الابن) شهيداً، ويشيعه القائد (الوالد) فى صورة يعجز عن وصفها القلم، وتصفع كل من تسول له نفسه أن يتنطع على أكتاف الشهداء، شهادة الزملوط آية هذا الجيش الوطنى العظيم الذى يصر قادته على أن يكون فلذات أكبادهم هناك على الجبهة فى مقدمة جند الوطن، لا يدخرونهم لقادم الأيام، ولا يعزونهم عن الشهادة، ولا يجنبونهم خطوط النار، بل يهبونهم للوطن فداء، يقول والد الشهيد: «ابنى بيحب البلد، وقال أنا مش همشى وأنا مش جبان».

قف حيث أنت يا هذا وتمعن المعنى الكامن فى مقولة القائد، وتمثل كونك قائداً عظيماً، قائد منطقة بعرض الصحراء الغربية، وابنك فى طريقه إلى الجبهة، أكنت سترسله، أكنت ستحجم وتعمد إلى تجنيبه الشهادة، أكنت ستقف ع الحياد وابنك يطلب الشهادة طوعاً، ويذهب إلى الجبهة، أنا مش همشى وأنا مش جبان، اسأل نفسك صريحاً، يقيناً ستعرف من أى أحجار كريمة تشكلت العقيدة القتالية لقادة يبتعثون أولادهم إلى النصر أو الشهادة.

قبلا، لو أقسمت ع المصحف أن أولاد القادة مثل أولاد العاديين فى الجيش المصرى لكذبك الإخوان والتابعون بتوع طنط الحاجة سامية شنن، ولولا اعتبارات حاكمة للجيش المصرى لثبت للجميع أن توزيعات الضباط والصف والجنود خلوا من الوساطة والمحسوبية، وفى الجيش لا يصنفون هذا ابن قائد وهذا ابن عامل، وذاك ابن البطة السوداء.

قضى ربك أن يبرهن بشهادة النقيب الزملوط على ما يعتقده الحيش بين أبنائه، أمام الواجب كلهم جنود، لا فرق بين صعيدى أو قاهرى، مسيحى أو مسلم، هذا جيش عظيم لم تتسلل إليه أمراض الفئوية والطائفية والجهوية، لا يعرف تمييزاً، ولا تفرقة، والرد هنا بالدم، والشهادة بالدم لا تمحوها الأيام.

الخجل لا يعرف طريقه إليهم، وجوه كالحة ودماء مالحة، يمددون أقدامهم على الرمال رفاهية فى وجوه تسف الرمال فى وجوهها راضين مرضيين وهم يحرسون الحدود، من ظلوا طويلاً يفسفسون ويغردون على الجيش المصرى البطل فى سيناء، ويفترون على الجنود على الحدود، ويكذبون على صدق الشهداء، ويجرمون كذباً بأن من يقاتل فى سيناء أولاد البسطاء، أولاد الغلابة، خرسوا جميعا الآن، ألجمهم الشهيد محمود الزملوط بدمه، صحيح اللى اختشوا ماتوا وهم عرايا، ولكنهم سفلة لا يخجلون.

نباهى بكم، بالشهداء، ونقف إجلالاً واحتراماً عند مرور مواكب الشهداء، لأننا شعب يروم شهادة، وتغبطنا أخبار الشهداء، ونستقبل المشهد المهيب بالزغاريد، وترتدى أم الشهيد الأبيض وكأنها فى موكب الحجيج إلى الله، أما هم فأخزاهم الله، لا يرعوون لشهادة، ويفرقون بألسنتهم بين الشهداء، إخوان كاذبون، أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين.

عجباً لم يمن علينا القائد والد الشهيد مباهياً، احتسبه شهيدا، وودّعه وداع القائد الوالد كما يودع شهداء الوطن، اللواء الزملوط شيع ويشيع كل يوم شهداء كرام، وها هو يودع ابنه شهيداً، ويحمد الله على نيل الشهادة، ويتمناها شخصياً، ولكن ابنه سبقه إلى الجنان.

والد الشهيد يقيناً يعيش لحظات يعلم الله قسوتها على نفسه، وقد ودع زوجته فى حادث سير قبل شهور، وترك الشهيد خلفه طفلا وزوجة حاملا، ولكنه مؤمن راضٍ بقضاء الله وقدره، فخور بلقب والد الشهيد، قلبى معاك وقلوب مصر تتفطر حزناً وألماً، شد حيلك يا قائد، لقد نلت وساماً مستحقاً، اللهم ارزقنا النصر أو الشهادة، هذا دعاء المصريين.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع