الجماهير هتفوا "لا زعيم بعدك يا نحاس".. فأمر عبدالناصر باعتقال المشاركين في جنازته
ترأس الوفد نحو 27 عامًا.. واعتقله "الضباط الأحرار".. ونُفي مع سعد زغلول إلى جزيرة "سيشل"
كتب - نعيم يوسف
اليوم تمر الذكرى الـ51 لرحيل الزعيم الوفدي الكبير مصطفى باشا النحاس، حيث توفى في 23 أغسطس عام 1965، وبهذه المناسبة نعرض في السطور التالية تقريرًا عن السياسي الكبير الذي هتفت الجماهير في جنازته "لا زعيم بعدك يا نحاس".
من سمنود إلى سيشل
ولد مصطفى محمد سالم النحاس سنة 1876 فى قرية سمنود غربية ببني سويف، لأسرة ميسورة الحال حيث كان والده تاجرًا للأخشاب، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج فى مدرسة الحقوق، عين قاضيا بالمحاكم الأهلية وخدم بالسلك القضائي فترة طويلة، واشترك في الحركة الوطنية المصرية عام 1919، ونُفي مع سعد زغلول إلى جزيرة "سيشل"، وتولى وزارة المواصلات في وزارة سعد زغلول عام 1924.
إنجازات النحاس
بعد وفاة الزعيم الكبير سعد زغلول تولى "النحاس" رئاسة حزب الوفد، الذي شارك في تأسيسه، وأصبح زعيمًا له منذ عام 1927، وحتى حل الحزب عام 1952، بعد قيام حركة الضباط الأحرار بحل الأحزاب السياسية، وبصفته زعيمًا للوفد ورئيسًا للحكومة أجرى مفاوضات 1930 مع هندرسون وزير الخارجية البريطانية على عهد وزارته الثانية، وترأس الوفد المصري في المفاوضات التي انتهت بعقد معاهدة 1936، وقد ألقى بعدها كلمة للشعب المصري من لندن هنأه فيها بتوقيع الاتفاقية.
7 وزارات لـ النحاس و4 إقالات
ألف "النحاس" أول وزارة له سنة 1928 بعد وفاة سعد زغلول بعام واحد، وعلى امتداد تاريخ الوزارات المصرية منذ نشأتها في أغسطس سنة 1878 وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 لم يتول رجل رئاسة مجلس الوزراء بالقدر الذي تولاها به النحاس باشا (7) مرات إلا أنه تمت إقالته أربعة مرات. وقد ساهم كذلك في تأسيس جامعة الدول العربية.
النحاس والملك
كان النحاس باشا زعيمًا سياسيًا كبيرًا، ووصف الملك فاروق الأول، في أحد خلافاته مع القصر بأنه "ولد"، وقال للسفير البريطاني الذي حاول الصلح بين الطرفين: "من غير المعقول أن يقوم مجرد "ولد" عديم الخبرة بهذا الدور العدواني".
النحاس والقمصان الزرقاء
ردًا على التنظيم العسكري الذي أقامه حزب مصر الفتاة، وهو تنظيم "القمصان الخضراء"، أسس حزب الوفد في عهد النحاس باشا تنظيم "القمصان الزرقاء" وضم 30 ألف مسلحًا ليحمي حزب الوفد ، وقد قال عنه الأمير محمد علي، إنه "تنظيم يقوده ضباط سابقون وله هيئة مخابرات. ومن الواضح أن النحاس ومكرم يحكمان البلاد بأنفسهما".
الزعيم والضباط الأحرار
بعد قيام حركة الضباط الأحرار في عام 1952 قام مجلس القيادة باعتقال النحاس باشا بطريقه مهينه وبدون علم الرئيس محمد نجيب والذي كان معارضا لذلك حيث قام بشطب اسمه من كشوف الاعتقال، وبعدها اعتزل الحياة السياسية حتى وفاته في منزله بجاردن سيتي 23 أغسطس 1965م وشيعت جنازته من مسجد الحسين بالقاهرة.
جنازة الأولى من نوعها
في سابقة هي الأولى من نوعها قامت الجماهير باختطاف جثمانه وهم يهتفون: "لا زعيم بعدك يا نحاس"، و"اشكى لسعد الظلم يا نحاس"، و"الزعامة ماتت بعدك يا نحاس"، الأمر الذي أغضب الرئيس جمال عبدالناصر فأصدر قرارًا باعتقال وحبس كبار الوفديين الذين شاركوا في جنازة النحاس.