- حكمة أم غباء؟!
- "ورود لا تذبل".. كتاب يؤرخ لسبعين شخصية من رموز الإبداع
- أحوال الأقباط أواخر القرن السابع عشر.. شهادة لرحالة دومينيكاني
- د. الشوبكى: الديمقراطية والحوار مع القوى الأصولية يؤدي لاحترام الشرعية الدولية
- "جمال الدين": يجب إعادة السلطة للشعب وطليعته الفكرية التي تنادي بالحريات ودولة المواطنة
أقرع ونزهي
بقلم: ميرفت عياد
إحنا شعب أصابه الهذيان.. بل الهوس والجنان.. أقل ما يُقال عنه "أقرع ونزهي".. لابس مقطَّع وجعان.. ولا يهمك يا غلبان.. المهم إنك معاك المحمول.. هو ده سلاحك.. لا علمك ولا نجاحك.. وعلى رأى المثل "العلم في الراس مش في الكراس".. المهم من أول ما تفتح عينيك على الدنيا.. وتتفطم.. وتبطل تاخذ البزازة.. تطلب على طول الموبايل.. علشان تعاكس بنات الجيران.. وتحب وتعمل هيمان.. دي نصيحة ليك يا ابن الناس.. أحسن ينضحك عليك، وتنداس!
وهنا أسمع أحد القراء يقول لي بغيظ وانفعال: هو إنتي عايزة نجيب للعيال كمان موبايل أول ما ينفطموا؟.. لا دانت كده بجد زودتيها.. هانكفِّي على العيال منين ولا منين؟.. أكل ولا شرب ولا تعليم؟ شكلك مش من البلد دي.. ونازلة علينا ببراشوت.. لو كنتِ من هنا ما كنتيش قلت كده.. لإنك أكيد كنتِ عرفتي إن كل حاجة في بلادنا.. أسعارها بقت نار.. وأصابها داء السعار.. ومش ناقصنا المحمول.. وبدل منه نجيب أكلة عدلة للعيال بدل الفول..
عفوًا عزيزي القارئ المتغاظ.. والحقيقة، لك الحق بل كل الحق.. في هذا الغيظ.. لإنني شخصيًا "هاطق من جنابي".. بعد ما قريت تقرير بيرصد إن عدد المشتركين في شركات المحمول بلغ (65) مليون مواطن. وبعبارة أوضح إن (75) في المائة من سكان "مصر" يحملون موبايل! أليست هذه نسبة مستفزة، ونحن شعب النسبة الكبيرة منه تقع تحت خط الفقر؟ والحقيقة لا أعلم أي فقر.. وأنا أرى أصحاب المهن البسيطة جدًا يمسكون موبايل هم ليسوا في حاجة حقيقيه له.. لمجرد المنظرة أمام الاخرين..
أليس هذا السلوك إنما يدل على نظرة سطحية جدًا للأمور، ويدل على أننا شعب استهلاكي، وغير منتج، وسلبي، وقانع بما هو فيه دون محاولة لتعديل ظروفه التي يلعنها ليل نهار؟! ما الذي أصاب المصريين بهذا الهوس الذي استغلته الشركات المختلفة لتقدِّم لمستهلكيها العديد من العروض البراقة.. والتي تكون فيها كسبانة مائة بالمائة؟!
والسؤال الهام: إلى متى سيضيِّع المصريون أوقاتهم؟ في التحدُّث في المحمول.. أو البحث عن رنات أو العاب أو أغاني لتحميلها.. إلى متي سيهدر ماله في شرائه من الأساس، دون احتياج حقيقي له؟.. وإلى متى أيضًا سيضيِّع عشرات الجنيهات في البحث عن كيف يجعل منظره "روش طحن" كما يقول الشباب؟ إلى متى سنتسكع على المحلات نبحث عن الأحدث في تلك الموبايلات؟ إلى متى نُهدر أوقاتنا فيما لا يفيد؟ إلى متى سنستغل أوقات العمل في التحدث في الموبايل؟.. أسئلة كثيرة لا أعرف لها إجابة.. ولكن السؤال الوحيد الذى أعرف إجابته جيدًا.. إننا سوف نظل هكذا نستهلك منجزات الحضارة الغربية.. سنظل عالة على العالم.. دون أن نقدِّم أي منجزات من أجل تقدُّم البشرية!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :