أثارت المطاردات المستمرة لأصحاب الحناطير من قبل المسئولين فى الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادى بقنا، تنفيذًا لقرار محافظ قنا بمنع تسيير عربات الحنطور فى مدينة نجع حمادى، ردود أفعال غاضبة، واحتج أصحاب الحناطير على القرار الصادر فى نهاية العام الماضى، ونظموا وقفة بالخيول أمام ديوان الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادى.
ويقول إبراهيم محمود مرسى، صاحب حنطور، إنه يعول أسرة مكونة من 5 أشخاص، ويدفع 500 جنيه إيجارًا شهريًا، موضحًا أنه معاق ولا يستطيع العمل إلا على الحنطور لأنها مهنته الوحيدة.
ويوضح صلاح يوسف الصغير، صاحب حنطور، أن لديه 6 أطفال، ويعمل على الحنطور منذ أكثر منذ 43 عامًا، ويقوم بسداد من 50 إلى 60 جنيهًا سنويًا لمجلس المدينة و25 جنيهًا كعوائد، ويملك رخصة للحنطور. ويضيف أن ثمن الحصان 3 آلاف جنيه، والحنطور 6 آلاف جنيه، ويحقق عمله يوميًا دخلًا على حسب الزبائن.
ويبلغ عدد عربات الحنطور التى تعمل فى المدينة منذ أوائل القرن الماضى نحو 75 عربة، وتعمل بترخيص من الوحدة المحلية، وصدر قرار محافظ قنا، بمنع تسييرها، بعد إنشاء الكوبرى العلوى ومعها عربات الكارو، لإيجاد سيولة مرورية فى المدينة.
وطالب الدبلوماسى أحمد حسن عبد اللاه، سفير مصر فى ألبانيا، من المسئولين الإبقاء وتجميد قرار منع تسييرها داخل المدينة، وقال عبد اللاه: تابعت ما نشُر مؤخرًا عن منع تسيير عربات الحنطور داخل مسقط رأسى مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا.
وأضاف أعتقد أنه من الضرورى قيام نواب الشعب عن دائرة نجع حمادى، بالتحدث مع الجهة الإدارية التى أصدرت هذا القرار لتوضيح ما يمثله من أضرار على حياة وأرزاق الأسر التى يعولها أصحاب هذه العربات والعاملون عليها أولا، وثانيا لكن هذه العربات تمثل تراثًا مهمًا فى صعيد مصر كلها وليس نجع حمادى، ومن الممكن أن يتم وضع ضوابط لتنظيم حركتها وعملها من ناحية النظافة والمرور، وبما لا يضر بالمظهر الحضارى للمدينة.
وأوضح السفير أنه خلال عمله خارج مصر لعشرات السنين، كان يجد عربات الحنطور موجودة فى كافة المدن السياحية العالمية وهى أحد مظاهر الجذب السياحى.
وفى السياق ذاته، انتقدت حملة «افتحوا متحف الأمير يوسف كمال فى نجع حمادى»، قرار محافظ قنا 1658 الصادر فى نهاية العام الماضى بمنع تسيير عربات الحنطور داخل المدينة، واعتبرت أن القرار غير موفق ويوضح أن هناك قصورا شديدا فى الرؤية المستقبلية لإمكانية استغلال وسيلة المواصلات التراثية الأولى، فى المدينة.
وأوردت الحملة فى بيانها أن عربات الحنطور هى أحد مكملات قطاع السياحة فى كل المدن التاريخية والحضارية، وأن مدينة نجع حمادى تنتظر بترقب شديد الاعتمادات المالية من وزارة الآثار، لافتتاح متحف نجع حمادى الإقليمى، المقرر إنشاؤه فى المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال المطلة على النيل، وسط المدينة، وأن الإبقاء على «الحنطور» سيخدم الأفواج السياحية، ويقدم خدمة التنقل للسياح فى أحياء المدينة وأسواقها التاريخية.