الأقباط متحدون - بين روسيا وامريكا
أخر تحديث ١٣:٠٧ | الخميس ١٨ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٢ | العدد ٤٠٢٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بين روسيا وامريكا

روسيا وامريكا
روسيا وامريكا

د. رأفت فهيم جندى 
اثارت زيارة اردوغان الأخيرة لروسيا كثير من التساؤل هل أمريكا وراء الانقلاب التركى الفاشل؟ ام أنها مصالح اقتصادية تركية تأثرت بسبب الحجر الروسي على المعاملات الاقتصادية؟ أم انها للضغط على على الاتحاد الأوربي لكى مالا ينتقد قرارات اردوغان الديكتاتورية الأخيرة في اقالة الغير مواليين له من القضاة وغيرهم؟

أي كانت الأسباب ولكن الواضح ان انفراد القوة الامريكية بالعالم والتي اعلنها جورج بوش الاب لم تعد هي المسيطرة بعدما عادت روسيا مرة أخرى للعالم كقوة موازية لأمريكان ولأوروبا الغربية.

وجود قوة واحدة في العالم في أي مجال هي دعوة للغطرسة والتجبر، كما أن احتكار أي سلعة هو زيادة تثمينها.  

ولقد كان بجوار منزلنا فى اسيوط حديقة فواكه كبيرة جدا وعميقة جدا وكان بالحديقة كلاب كثيرة وكانت تخرج للشارع ليس للهو ولكن لعقر ومضايقة سكان المنطقة، وعندما ضج الناس من وجود هذه الكلاب وخروجها للشارع خرجت فرق بوليسية لاصطيادها.

وعندما تنهد السكان من زوال خطر هذه الكلاب الضالة التى سكنت الحديقة بدأت بعض الثعالب بالخروج وسرقة فراخ السكان التى كانوا يقتنونها على اسطح المنازل وفى المناور، ومن وقتها وانا صغير فهمت اهمية وجود توازن القوى فى العالم.

الكثير من الناس وكنت منهم لم يكونوا سعداء بانهيار الاتحاد السوفيتى وانفراد القوة الامريكية بالعالم، بل شعرت بغصة بالرغم من عدم احترامي ومحبتي لممارسات الاتحاد السوفيتى ومنها تكميم الافواه ومحاربة الإيمان.

كانت الدول الفقيرة والصغيرة تجد لها معينا من احد الطرفين، وكان كلا الطرفين يتباريان لكسب ود الصغار لازدياد نفوذ احدهما عن الأخر، وكان الاتحاد السوفيتي يغدق على حلفائه اكثر من انفاقه على اهله من الاتحاد السوفيتى نفسه، فلقد كان الطالب الفلسطيني يذهب للدراسة فى موسكو وفلوس المعونات التي تأتى اليه تجعله يشترى سيارة او يذهب بتاكسى للجامعة، بينما استاذه الروسى الذى يعلمه ويدرسه يأتي بالمواصلات العامة لان مرتبه لا يتيح له غير هذا.

كل قوة وحيدة لا تجد من يقاومها تتحول بتلقائية لقوة غاشمة لا ترى غير نفسها، وجورج بوش فى خطابه فى الامم المتحدة قبل غزوه للعراق هددها بأن من الممكن ان يكون وجود الامم المتحدة نفسها ليس بذات اهمية، والسياسة الامريكية التى تتغنى بمناصرتها للديمقراطية والشرعية رفضت رأى المجتمع الدولى الذى وقف ضدها فى غزو العراق وتصرفت بغشامة الديكتاتور والقادر والمجرم.

مرحبا بروسيا كقوة عالمية مرة أخرى لكى ما تعادل غشامة السيطرة الامريكية ولتعيد التوازن فى العلاقات الدولية، وعندما قضوا على وجود جميع الكلاب من شارعنا خرجت الثعالب من جحورها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع