الأقباط متحدون - سلام على «دمليج» قرية الشهداء
أخر تحديث ٢٠:١٩ | الخميس ١٨ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٢ | العدد ٤٠٢٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سلام على «دمليج» قرية الشهداء

حمدي رزق
حمدي رزق

رغم أنه لا شكر على واجب، يُشكر رئيس مجلس مدينة منوف، المهندس مجدى سعد، على حضوره جنازة شهيد قرية «دمليج»، صف ضابط علاء أبوريشة، الذى ضحى بعمره ودمه علشان نعيش، لقى ربه شهيداً إثر انفجار عبوة ناسفة، ومثله شباب كثير يتمنون النصر أو الشهادة.

ونجيب منين ناس لمعناة الواجب يؤدوه، يغيب المحافظ، يغيب كبار وصغار المسؤولين عن المشهد الجنائزى المهيب، لا حاجة لنا بهؤلاء، الدم دمنا، والحزن حزننا، والشهيد فلذة كبدنا، خامس شهيد من «دمليج» قرية الشهداء، قرية مصرية صابرة تصدر لنا آيات من الشهادة، يا فرحة «دمليج» باللقب الغالى، يا سعد «دمليج» وهناء أهلها بالشهادة.

مواكب الشهداء فى «دمليج» تفطر القلوب، نشيد «دمليج» الذى يصل بين السماء الرحيمة والأرض الطيبة، «يا شهيد نام واتهنى واستنى على باب الجنة»، شباب «دمليج» يوصلون شهداءهم إلى باب الجنة، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله».

عجبا، البعض لم يعد يهتز للشهادة، ولا يغبّر قدميه إلى جنازة الشهيد، ولا ينهض للحاق بالموكب، عندنا فى قرى المنوفية كما فى قرى المحروسة يتنافسون على حمل أو لمس نعش الشهيد، مسك وعنبر، يحملون شهيدا إلى الجنة، وفى مشيتهم ذاهبون إلى باب الجنة، يخفون شيباً وولدانا، قواعد وعجائز، لا يتخلف عن وداع الشهيد حتى مريض، وترتسم أم الشهيد أيقونة فى عيون الناس، أم البطل، ويسندون ظهر والد الشهيد، ويباركون عمره، خلف شهيد.

البطل الشهيد «أبوريشة» ذاق حلاوة الشهادة قبل أن يدخل دنيا، أجّل فرحته حتى يزوج إخوته الأربعة، وخطفت الديابة فرحته قبل عرسه، وقدمت «دمليج» شهيداً جديداً، قرى المنوفية السعيدة تهب الجيش خيرة شبابها، وما فيه أسرة فى المنوفية إلا وفيها بطل، منهم مَن قضى نحبه صار شهيداً، أو ينتظر الشهادة، هناك على الحدود، أبطال فى ثياب فرسان، المنوفية تتصدر سباق الشهادة، هنيئاً لكم أهلى وعشيرتى الطيبين.

لا أنعى الشهيد، يا بخته تحصّل على الشهادة فى الأرض والسماء، ونال الجائزة، ولكن أنعى البلادة، حزين على تراجع الحفاوة، متألم من مرور مواكب الشهداء دون التحية الواجبة من كبار المسؤولين فى محافظة المنوفية، ومثلها فى بقية المحافظات.

الشهداء يتسابقون ونحن متلهون، غافلون، عابثون، آيات من الفداء تمر أمام ناظرينا ونحن غائبو الوعى عن معركة التحرير الثانية التى تخوضها قواتنا الباسلة فى سيناء، هناك فى سيناء شباب يتطوع بدمائه، ويتكفن فى ثياب المعركة، ويتعطر بمسك الشهادة، ونحن ماسكين فى الدنيا بإيدينا وأسنانا، ونحترب، وننهزم، وهم منتصرون.

أخشى نسيناهم فى ملهاة القرض والصندوق، وفواتير الكهرباء، وأسعار الدولار، ناس تتاجر فى الأخضر، وشباب يفسفس ويغرّد، وأقسى من غياب المسؤولين، غياب آيات الشهادة عن الصحف والفضائيات والصفحات، أخبار شحيحة، نادرة، توارت قصص الشهداء فى ركن منزوٍ من صفحة داخلية، أو ذكر على طريقة ذر الرماد فى العيون ولا يخجلون!.

ولولا بيانات المتحدث العسكرى المخضبة بالدماء يومياً، لما بلغنا خبر الشهداء، ولولا نفر من أصحاب الضمائر الحية الذين تهزهم آيات الشهادة فى سيناء ويشيّرون صور الأبطال الشهداء، ويترحمون عليهم، ويدوسون لايك، أو يتعطفون بالرحمة، لنسيناهم، لنسينا المعركة الظافرة فى سيناء، لنسينا الشهداء، إذا قوم نسوا الشهادة نسوا أنفسهم، ونحن قوم نروم شهادة، طوبى للشهداء، وعزاء خالص للأحبة فى «دمليج»، سلام على قرية الشهداء فى محافظة الشهداء.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع