رسم لوحة لمنزل يحترق ، ثم استدعي رجال المطافي لاطفاء الحريق ( 1-10 )
قصة طريفة جدا
للأديب والشاعر فايز البهجورى
زيكو رسام عجيب . اعتاد أن يرسم لوحاته التشكيلية ويتعامل ويتحاور مع شخوصها وكأنها حقيقية لها وجود فى حياته .
وفى يوم من الأيام لاحظ أن أحد جيرانه ، في المنزل المجاور لمنزله ، يضايقه ويسبب له بعض المشاكل .
وحاول زيكو عدة مرات أن يوقف هذه المضايقات ولكنه لم ينجح في ذلك .
هذا الوضع كان يسبب له ازعاجا كبيرا .
و فكر كثيرا في كيف يتخلص من هذا الجار المشاكس .
خطرت بباله فكرة لم يتردد في تنفيذها .
أحضر قطعة كبيرة من الورق ومجموعة من علب الألوان وفرشات الرسم ، وبدأ يرسم منزل جاره مع ما يحيط به من منازل ، ومنهم منزله .
وبعد أن انتهى من الرسم غمس فرشته في علبة اللون الأحمر ورسم حريقا كبيرا في رسم منزل جاره .
و ذهب بعد ذلك الى المطبخ ليعد لنفسه كوبا من الشاي وجلس ليشربه .
وبعد أن فرغ من شرب كوب الشاى جلس ليستريح قليلا .
فجأة سمع صوت " خبطة عالية" في احدى غرف منزله فقام ليتفقد الأمر .
لاحظ أن ريحا قوية هبت ودفعت شباك الغرفة بشدة وأغلقته .
تذكر زيكو النار التي رسمها في منزل جاره ، وتخيل أن الريح ستدفع ألسنة النيران الى المنازل الأخرى المحاورة لمنزل جاره ومنها منزله ايضا وتشعل النيران فيها وتحرقها .
أسرع زيكو الى التليفون واستدعى رجال المطافي لإخماد النار فى منزل جاره قبل أن تمتد الى منزله .
***
في دقائق هرعت الى المكان أربع عربات مطافي ، ولكنها لم تجد حريقا في المكان .
وتوجه أحد رجال المطافي إلى زيكو الذي قام بابلاغهم بوجود حريق في المنزل المجاور لمنزله .
وسأله رجل المطافي: هل انت الذي استدعيتنا ؟
قال زيكو: نعم أنا استدعيتكم .
سأله رجل المطافي مرة اخرى: ولماذا استدعيتنا ؟
قال زيكو: لإطفاء الحريق .
قال رجل المطافي: ولكن أين الحريق ؟ نحن لم نجد حريقا في المكان !
قال زيكو: كيف ذلك ؟ تعالى وأنا أريك الحريق .
***
وقاد زيكو رجل المطافي إلى مرسمه . وأراه لوحته التي قام برسمها . وأشار إلى رسم منزل جاره ، ورسم الحريق الذي أضافه إليه قائلا:
هذا هو الحريق في المنزل الذي ذكرت لكم عنوانه . ولقد خشيت أن الريح التي هبت الآن تدفع بالنيران في اتجاه المنازل المجاورة له ومنها منزلي .
ألست تشاهد الريح وتحس بها ؟
قال رجل المطافي: نعم أنا أشاهد الريح وأحس بها ، ولكنّي لا أشاهد الحريق ؟
***
أشار زيكو إلى اللون الأحمر الذي أضافه إلى منزل جاره وقال لرجل المطافي: أليست هذه نار؟
قال رجل المطافي : هذه نار الرسامين ، ولايدخل في دائرة اختصاصنا اطفاء النيران التي يرسمها الرسامون .
ثم أمسك رجل المطافي بتليفونه المحمول وأبلغ رجال مستشفى الأمراض العقلية .. للتعامل مع زيكو.