كتبت – أماني موسى
على مر التاريخ كانت المرأة هي الحياة، وكثيرين من النساء أثرن ليس فقط على مستوى أسرتهم الصغيرة لكن على مستوى أسرتهم الكبيرة "الوطن".. نرصد بالسطور المقبلة أبرز 5 شخصيات نسائية أثرن في مجتمعاتنا العربية.
زها حديد
هي مهندسة معمارية عراقية، تفردت بمجموعة من الإنشاءات المعمارية الغريبة والمتميزة حول العالم، صممت العديد من البنايات في أوروبا وآسيا وأمريكا، وتركت عدد من المشاريع المعمارية التي لا تزال تحت التنفيذ، مثل جسر أبو ظبي بالإمارات ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا.
ورحلت عن عالمنا في مارس الماضي عن عمر يناهز الـ 65 عام.
نوال السعداوي
طبيبة مصرية، وناقدة وكاتبة وروائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص.
شغلت الرأي العام بآرائها التنويرية المتحررة، عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فُصلت بسبب آراءها وكتاباتها وذلك ب6 قرارات من وزير الصحة.
ترى السعداوي أن الشرف يحمل مفهوم مختلف عن اقتصاره في "غشاء البكارة"، كما أنها ترى أن الحجاب عادة غرسها تيار الإسلام السياسي في المجتمع المصري ونماها كعامل تمييز، وبالطبع ضد ختان الإناث.
أدرجت نوال السعداوي في قائمة لمجلة فوربس ضمن النساء الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم.
صدر لها حوالي أربعون كتابًا، أُعيد نشرها وترجمتها لأكثر من خمسة وثلاثين لغة حول العالم، وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى في مجالات ثقافية واجتماعية وسياسية.
أم كلثوم
في الخميس الأول من كل شهر كان ميعاد يجتمع فيه أفراد الطبقة الأرستقراطية في قصورهم وفيلاتهم الفخمة في جاردن سيتى والزمالك حول جهاز الراديو، وكذلك الحال بالنسبة للأسرة المصرية البسيطة من القاهرة لأسوان، كما الرجال يلتفون حول الراديو بالمقاهي.
مثلت أم كلثوم ظاهرة فريدة لم تتكرر، ولم يقتصر دورها على الغناء وإمتاع الشعوب بفنها، ولكن كان لها دور وطني كبير أثناء النكسة وحرب الاستنزاف وغيرها، حيث جالت مسارح العالم للتبرع بقيمتها إلى الجيش المصري سندًا ودعمًا في الحرب التي خاضها آنذاك.
هدى شعراوي
ولدت هدى في المنيا العام 1879م، وهي ابنة محمد سلطان باشا، تلقت التعليم في منزل أهلها، وتزوجت مبكرًا في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "علي الشعراوي" الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عامًا، وغيرت لقبها بعد الزواج من هدى سلطان إلى هدى "شعراوي" تقليدًا للغرب، وكان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى.
كانت من أبرز الشخصيات التي تبنت القضايا النسائية وتحرير المرأة، وسعت إلى محاولة حصول المرأة على حقوقها وخلع الحجاب، وعمل المرأة والمساواة بينها وبين الرجل.
سميرة موسى أول عالمة ذرّة
ولدت سميرة في بلدة صغيرة في الغربية وعندما أتمت دراستها بالكتّاب شجعها والدها على الاستمرار في الدراسة، فألحقها بمدرسة بنات الأشراف الثانوية التي أسستها نبوية موسى واستطاعت سميرة أن تحتل المركز الأول على القطر المصري في امتحان البكالوريا سنة 1935، فاستحقت المدرسة منحة التفوق الحكومية واستخدمتها نبوية موسى لإنشاء معمل لسميرة.
تخرجت سميرة موسى بتفوق مع مرتبة الشرف من كلية العلوم، جامعة فؤاد الأول، وساندها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية، فأصبحت أول امرأة تحاضر في الجامعة ثم حصلت سميرة على درجة الماجستير وسافرت لإنجلترا حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الإشعاع الذرى.
آمنت سميرة موسى بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية وقالت: "أتمنى أن يصبح استخدام الطاقة الذرية في علاج السرطان في متناول الجميع كقرص الأسبرين".
لقيت مصرعها في 5 أغسطس 1952 أثناء زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية لتفقد عدة مراكز بحثية هناك، وفى طريقها إلى جامعة كاليفورنيا ظهرت إحدى الشاحنات الكبيرة المسرعة فجأة لتطيح بسيارتها لتسقط من أعلى الطريق الجبلي وتلقى حتفها في الحال، بينما استطاع السائق الذي كان بصحبتها القفز من السيارة قبل اصطدامها بلحظات واختفى للأبد، مما أثار الشبهات حول مصرعها الذي ظل لغزًا حتى اليوم.
الأميرة فاطمة إسماعيل
ترجع النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين بشكل كبير لتأسيس أول جامعة بها.
تعود القصة حين حاول المصريين تأسيس جامعة، ففي البداية تم عمل اكتتاب شعبي لجمع التبرعات من أفراد الشعب المصري، بدءًا بالأثرياء والوجهاء وانتهاءً بتلاميذ المدارس إلى جانب بعض الدعم المقدم من خديوي مصر عباس الثاني، وبالفعل تم استئجار مبنى مؤقت ولما عجزوا عن سداد إيجاره تم استبداله بمبنى آخر كمقر مؤقت للجامعة، وظل المشروع يعانى من مصاعب مالية لما يفوق العشر سنوات، إلى أن تلقى دفعة قوية ودعمًا كبيرًا من الأميرة فاطمة إسماعيل التي قررت التبرع بقطعة ارض شاسعة تملكها في الجيزة لبناء مقر دائم للجامعة عليها، وتبرعت أيضًا بمعظم ما تملكه من مجوهرات للإنفاق على إنشاءات الجامعة، ولكي تضمن الأميرة فاطمة استدامة المشروع أوقفت عليه ستمائة فدان من أطيانها لتغطية نفقاته السنوية.
اليوم بعد مرور أكثر من مائة عام على إنشائها، تعتبر جامعة القاهرة (الجامعة المصرية ثم جامعة فؤاد الأول سابقًا) هي اكبر جامعات مصر وأعرقها.