- جبهة شعبية بـ"دمياط" لرفض التزوير وتقديم بلاغات جماعية للنائب العام
- قوانين سيئة السمعة تتحكم في النقابات المهنية، والعمل النقابي مجمد حتى إشعار آخر!
- مواطنون يرفضون قرار وزير الصحة الخاص بمواعيد العلاج المجانى ومواطنون يعتبرونه تهديدا للفقراء فى مصر
- إضراب سائقي النقل بـ"الدقهلية" يدخل يومه الرابع، والسائقون يرشقون بعض السيارات بالحجارة
- "المخزنجي" يفضح وحشية الإنسان ويناقش أزمة "التخلص من الآخر" في مجموعته "فندق الثعالب"
- قوطة البلد.. وشبورة المصريين
- فقهاء الدستور: مجلس الشعب باطل مائة بالمائة وسيسقط قريبًا!
- "المخزنجي" يفضح وحشية الإنسان ويناقش أزمة "التخلص من الآخر" في مجموعته "فندق الثعالب"
- نطرح السؤال: "هل تتحول محافظة دمياط إلى برادعة جديدة؟" ومسئول كبير بالمحافظة يرد "اشربوا مياه معدنية"!
- النائب العام يأمر بالإفراج عن 70 من المتهمين الأقباط في أحداث العمرانية
قوطة البلد.. وشبورة المصريين
بقلم: محمد بربر
أهلاً بكم. أحدثكم من أمام عصائر البرتقال وأدوية البرد وأكواب- لا حصر لها- من الينسون والنعناع الطازج. هذا طبيعي جدًا في هذا التوقيت "المثلج"، والبرلمانات "الكسكسي". للبرد فى بلادنا مذاق آخر؛ برودة قلوبهم لا تُقارن. فلننساهم قليلاً عسى أن نستمتع بحبات الأوكسجين النقي.
في البرد تختفي عوادم السيارات لفترات طويلة. الشبورة تؤذي السائرين نيامًا، والمصريون يتفننون في النوم أثناء السير، أو "بلبعة" المخدرات. أصبح من عرف السائقين تناول المكيفات؛ لهذا يخشى الكثيرون على أنفسهم من شبورة الطرقات. في بلادنا لا تسبب الشبورة الحوادث المرورية وفقط، قد يصل الأمر أحيانًا إلى ضياع ممتلكات بلد بأكمله.
بمنتهى الدقة، نحن نعاني من شبورة ترافقنا طوال العام. الحكومة المصرية تشتكي من ضعف في النظر- أشك في كونه قصر نظر- والشبورة هى السبب، شبورة الفساد قضت على أحلام المصريين الذين طالما تمنَّوا أن يسأل فيهم "واحد من الكبار".. مشغوليات ومسئوليات ومصانع وشركات وقروض الكبار، كل هذا شبورة في حد ذاته تمنعهم من ممارسة دورهم الكبير. ولأننا نفتقد رموز الثورة الذين لو عاشوا ما نعيشه اليوم، وعانوا من نفس المعاناة، لخرج أصغرهم سنًا وصرخ من أعماق حنجرته "يا كبير، إنت أصلاً شغال عندنا".
فلننسى قليلاً- سأنصحكم بدواء للنسيان في المقالة القادمة مريح جدًا- شبورة الكبار.. أنا وأنت وهي وهو وهم، جميعنا نعاني من شبورة قاتمة تخفي النفوس قبل الوجوه.
سرطان "التمييز" الذي بات يحاصرنا وينغص علينا عيشتنا.. إبن المسئول الذي يفتخر بوالده، ليقول بالفم المليان "إنتوا مش عارفين أنا ابن مين في مصر".. التمييز الذي تمارسه علينا الحكومة ونشاركها الجريمة في وضح النهار دون أن ندري؛ فتقدم "وظايف الميري" لأصحاب الوسائط الميري أيضًا وتجار الكرسي.. شبورة الأطباء في المستشفيات الحكومية التى ترفع شعار "المستشفى في خدمة عزرائيل"، والداخل مفقود والخارج مولود، وأمه داعية له وراضية عنه.. الشبورة التي تتحكم في مصائرنا، ونتناسى معها إننا جميعًا "أولاد حوا"؛ فنوزِّع الإتهامات بالعمالة والكفر والخيانة، ونستعجل يوم القيامة؛ لننصب من أنفسنا آلهة تحاسب الناس.. الشبورة سبب في أن ننسى محاسبة أنفسنا أولاً وأخيرًا.
لذا، فإننا حين نلوم برد الشتاء، نقدِّم لأنفسنا "كذبة ونصدِّقها"؛ لأنه برد صريح مريح وشبورتهNOT AT ALL . لكن الواقع الذى يفرض نفسه ويفرض شبورته، يجعلنا نصدِّق أن الحكومة ليست وحدها على خطأ، وإننا نمارس معها جرائم التمييز وإقصاء الآخر بأنانية موحشة ونزوات شيطانية. وفي حين إننا دائمًا ما نتهم القوطة بأنها حمراء، نتناسى أن هناك من القوطة ما استوى، وهناك ما منعته الشبورة من أن يكتسي باللون الأحمر. فيظل جامدًا صلبًا كقلوب الكثيرين الذين لم يشعروا بعد بالشبورة الحقيقية داخل نفوسهم شديدة البرودة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :