مشهد موت ابني وجعني جدًا
ليس هناك تشابه بين "فاطمة" في "الشوق" و"بدرة" في "الرحايا"

كتب: جوزيف فكري
"سوسن بدر" نجمة لها حضور خاص، سواء عبر الشاشة الفضية، أو الشاشة الصغيرة، من خلال أدوارها المميزة، السينمائية مثل أدوارها في "حبيبي دائمًا" و"شمس الزناتي" و"سلام يا صاحبي" و"الحرافيش" و"العملاق" و"لا تسألني من أنا" و"أسرار البنات" و"ابن موت" و خريف آدم"، أو التليفزيونية مثل أدوارها في "أحلام الفتي الطائر" و"زيزينيا" و"دولت فهمي" و"ضمير أبلة حكمت" و"هي والمستحيل" و"إمام الدعاة" و"سارة" و"الدالي" و"الرحايا" و"الحارة" و"عايزة أتجوز". 
وها هي تعود بعد غياب لتؤكد بصمتها السينمائية، من خلال دور مميز وواقعي في فيلم "الشوق" للمخرج "خالد الحجر"، ومعها "روبي" و"أحمد عزمي" و"محمد رمضان" و"مريهان" و"سيد رجب"(المؤلف)، و"سلوى محمد علي"، وتم عرضه ضمن مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام.
شخصية "فاطمة" التي جسدتها "سوسن بدر" في "الشوق" كانت مفاجئة للجمهور، فهي امرأة مقهورة ومهمومة دائمًا لمرض ابنها، وعدم زواج بناتها، فتصاب بحالة نفسية تدفعها في النهاية للموت بعد وفاة ابنها، وضياع بناتها.. هذه الشخصية كان لها تأثير قوي على الجمهور وتفاعل وتعايش معها، وتوقع الجميع فوز "سوسن بدر" بجائزة عن دورها في هذا الفيلم، الذي جسدته بإتقان شديد، وبالفعل حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، مناصفة بينها وبين الممثلة الفرنسية "إيزابيل أوبير" عن دورها في فيلم "كوباكا باتا".

عودة قيمة
من جانبها أكدت الفنانة "سوسن بدر" أنها سعيدة جدًا بحصولها على جائزة أفضل ممثلة، من مهرجان عريق مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأشارت إلى أن دقة اختيارها لأعمالها السينمائية، وعودتها بعد غياب بفيلم ذي قيمة مثل "الشوق" حقق لها هذه الجائزة؛ التي تعتبرها أفضل جائزة بالنسبة لها.. وقالت إن مشاهد الشحاذة في فيلم "الشوق"، لم تكن في البداية سهلة، ولكن مع تكرارها تعودت عليها، وهي مشاهد حقيقية تمت فعلاً في شوارع القاهرة المختلفة.
وعن أكثر المشاهد المؤلمة في فيلم "الشوق" بالنسبة لها قالت الفنانة سوسن بدر: كان أكثر مشهد مؤلم بالنسبة لي مشهد موت ابني، فهذا المشهد وجعني جدًا، وكان مؤلماً بالنسبة لنا كلنا، فقد حدث لنا يوم تصويره حالة صدمة وحزن حقيقي..

"بدرة" و"فاطمة"
ونفت تمامًا تشابه شخصية فاطمة في فيلم "الشوق" مع شخصية "بدرة" في مسلسل "الرحايا"، وقالت أن أول شئ خطر ببالي وأنا أقرأ سيناريو "الشوق" أن كيف أهرب من تقارب الشخصيتين، فبدرة في الجزء الأول من المسلسل كانت شديدة الاعتناء بجمالها، ككل سيدات الصعيد، وأنا على فكرة من الصعيد وأعرف رسمة الكحل عندنا وعملتها كما أعتقد بإتقان، وبدرة في الجزء الثاني من المسلسل عندما تعود مريضة من الجبل، و"بهدلة" الحيوانات المفترسة لها، فنراها في الشكل الأخير عندها غرغرينة، أما "فاطمة" في "الشوق" فكانت "تعبانة" لأن عندها بنات وعاجزة عن زواجهن، وعندها طفل مريض عاجزة أيضًا عن علاجه، وعندها مشكلاتها الخاصة، فيمكن أن تكون عقليًا غير مستقرة، أو أنها فعلاً شخصية ممسوسة بالجن، هذا لم يكن واضحًا جدًا، وأعتقد أن المؤلف "سيد رجب" والمخرج "خالد الحجر"، كانا يريدان أن تبقى فاطمة ما بين "كده وكده"، فلا أعتقد أن فاطمة في "الشوق" كانت قريبة من "بدرة" في "الرحايا".
وأضافت سوسن بدر: كلمة "هتموتوهم يا ولاد الكلب" التي كنت أنطقها عندما تأتي لي الحالة النفسية وأغضب، كانت مكتوبة في السيناريو، وأنا على فكرة من حي شعبي "باب الشعرية"، وكان في الحي شخصية يقال عنها أنها كانت ممسوسة من الجن، وتتصرف بنفس شكل شخصية "فاطمة" لذا فهي شخصية واقعية.

شهادة
عندما شاهدت النجمة "سوسن بدر" وهي تجسد شخصية "فاطمة" في فيلم "الشوق"، أيدت قول ناقدنا الكبير د. "رفيق الصبان" بأن أدائها كان خارقًا للعادة، وأن هناك صدق وتفاني في أداء الشخصية، من "سوسن بدر" التي نستطيع أن نقول عنها أنها واحدة من كبار ممثلات جيلها، وأنها فعلاً تقارن بكبار الممثلات في العالم.