منعت بلدية مدينة كان الفرنسية كل أزياء السباحة والاصطياف التي ترمز لأديان معينة على شواطئها، بما في ذلك لباس البوركيني الذي تفضله عدد من المسلمات الراغبات في السباحة، لكونه يغطي كل مناطق الجسم إلّا اليدين والوجه، وبرّرت البلدية القرار بـ"دواعِ أمنية لمحاربة الإرهاب".
ويسري هذا المنع طوال شهر أغسطس/آب الجاري، وهو أكثر الأهشر التي تشهد توافدًا للسياح على هذا شواطئ هذه المدينة المشهورة بمهرجانها السينمائي، وحدّدت البلدية مبلغ 42 دولار غرامة لكل من تخرق هذا القانون وتصرّ على ارتداء ما يشير إلى ديانتها على الشواطئ.
وبرّر عمدة المدينة اتخاذ هذا القرار بالهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا وعدد من البلدان الأوروبية، ويقول نص القانون إن "فرنسا ومناطق التعبد أضحيا اليوم هدفًا للهجمات الإرهابية، ولأجل تفادي أي تهديد على الأمن العام، فإن أزياء الشاطئ التي تدّل على انتماء ديني سيتم منعها".
غير أن هذا المنع أثار انتقادات جمعيات حقوقية، فقد قال هيرفي لافيس، رئيس جمعية كان-غراس إن هذا القرار قد يأتي بمفعول عكسي، بما أنه سيزيد في التوتر الحاصل حاليًا، مشيرًا في تصريحات لـCNN إلى أن هذا القرار قد تبطله المحكمة الإدارية في نيس، خاصة وأنه قرار مؤقت تم تقديمه كعملية إشهارية.
وقالت فايزة بن محمد، المتحدثة باسم الفيدرالية الفرنسية لمسلمي الجنوب، إن عددًا من النساء لا زلن يرتدين البوركيني في شواطئ المدينة ولم يتم تغريمهن أو توقيفهن من طرف الشرطة، لافتة إلى أن هذا الحظر يمس كذلك الحجاب الإسلامي والكبة اليهودية ولباس الراهبات المسيحيات.
وسبق لفرنسا أن منعت في أبريل/نيسان 2011 البرقع في الأماكن العمومية، لتكون بذلك أول بلد أوروبي يسن هذا القانون، وبرّرت ذلك لأسباب أمنية بما أن البرقع يغطي جسد المرأة بشكل كامل، وهو المنع الذي أيدته الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، كما منعت فرنسا سابقًا ارتداء الرموز الدينية في المدارس العمومية.