د. مينا ملاك عازر
أكتب هذه السطور وفي جعبة مصر ميداليتين برونزيتين ورغم أن هذا الإنجاز لم يكن ذهبيتان بيد أن الكل متهلل بهذا الإنجاز في رياضة رفع الأثقال، ولهذا الاتحاد الحق في أن يتهلل بهذا الإنجاز الذي حققه رباعيه، ولعل ثمة ميداليات أخرى قادمة ولننتظر المزيد -بإذن الله-
السؤال الأهم هنا، لماذا لم يبرع المصريون للآن في رياضات مثل المبارزة والجري؟ السؤال بسيط وبعيداً عن تحليلات حضرتك المنطقية والمركزة على عدم قدرة الاتحادات توفير الدعم المالي للأبطال للتدريب،فهذه المبررات وأكثر تمنع كل الاتحادات من تحقيق الحلم الأوليمبي لكن تحت عامود لسعات هناك رأي آخر غير منطقي لكنه ذو زاوية أخرى لعلنا نستفيد منها.
المبارزة رياضة تحتاج المواجهة، ونحن شعب غير مواجه بطبيعته اللهم إلا استثناءات قليلة كمحمد علي رشوان وبعض الملاكمين الذين حققوا انجازات عالمية، فنحن أصحاب ثقافة اربط الحمار مطرح ما يقول صاحبه، وطاطي للريح،وريح الزبون، أما الجري فلا أحد يهتم به، فالحرامية حين جروا جروا للسجون أو للخارج بطيارات لنجدتهم من الشعب حين ثار، كما أننا لسنا أصحاب أنفاس طويلة إلا في شد الشيشة وتعمير الجوزة، فكيف نجري أو نغطس في رياضة الغطس والباليه المائي؟ كما أننا لا نستطيع السباحة في الماء وتحقيق ميداليات لأننا بنغرق في شبر ميه.
أما ما قد ننجح فيه هو رمي القرص، وقذف الجلة والمطرقة، فنحن أساتذة في قذف المعارضين لنا في الرأي بأقزع الألفاظ وأشدها قسوة ودناءة وبعد عن الأدب واحترام الحريات، وإن لم يفعل الآخر ما على مزاجنا فلنتهمه بالتقصير والتهاون وأبشع الصفات، كما أننا نستطيع التميز في رياضات كالوثب فنحن أساتذة في الوثب على إنجازات الغير ونسبها لأنفسنا مع أنني مؤمن بصعوبة التفوق في رياضة الجري لكن يحتمل لأننا طالما جرينا وراء لقمة العيش والرزق.
أما تفوقنا الملحوظ في رفع الأثقال فهو يعود لطول تحملن أثقال الآخرين، وفشل الحكومات والأعباء الاقتصادية وسوء اختياراتنا وفشلهم،وطالما حملنا على كواهلنا الكثير والكثير ونستطيع رفع الأحمال والأثقال والأنيار ولكننا وإن رفعناها عن كواهلنا قليلاً سرعان ما يرزقنا الله بما هو أثقل منها.
المختصر المفيد العقل السليم في الجسم السليم.