الأقباط متحدون - في ذكراها الـ40.. أبرز 10 معلومات حول مذبحة تل الزعتر بلبنان
أخر تحديث ٠٤:٠٧ | الجمعة ١٢ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٦ | العدد ٤٠١٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

في ذكراها الـ40.. أبرز 10 معلومات حول مذبحة تل الزعتر بلبنان

 مذبحة تل الزعتر بلبنان
مذبحة تل الزعتر بلبنان

كتب: هشام عواض
مسألة التنوع الديني والمذهبي لم تكن سببًا أساسيًا للحروب في لبنان على مدار الـ 50 عام الماضية، لكن استخدام الدين والطائفة والهوية والجنسية في الخلافات السياسية واستخدام الفرقاء للطائفة لجذب وحشد أكبر قدر من المؤيدين والأنصار لهم، كما شهدت لبنان حروب وأزمات أهلية طاحنة عبر النصف قرن الماضي، وكانت بداية الأزمات السياسية الأهلية بلبنان هي أحداث عام 1958، والتي عرفت بـ”أزمة عام 58″، وذلك إبان حكم كميل شمعون، وأقحم فيما بعد في الصراع الأطراف الفلسطينية من جانب أخر وإشتراكهم في أتون الصراع اللبناني اللبناني واللبناني السوري.

وكان الفلسطنيون من ضمن ضحابا تلك الصراعات التي شنت على مدار تلك الفترات، وارتكبت العديد من المذابح بحقهم ومنها مذبحة مخيم تل الزعتر التي تمر ذكراها اليوم، ونستعرض أبرز 10 معلومات حول تلك المذبحة.

- تأسس مخيم تل الزعتر عام 1949 بعد عام على النكبة، ويقع في المنطقة الشرقية الشمالية من مدينة بيروت، ومساحته كيلومتر مربع واحد، وكان يعمل سكانه في النشاط الزراعي، وأشتهر بشكل خاص ببساتين الحمضيات والخضروات، وفي ذلك الوقت اشتغل قسم كبير من سكان المخيم بالزراعة، الذي لم يكن يتجاوز عدد سكانه بضع مئات.

 - ارتفع عدد سكان المخيم من 400 نسمة في عام 1950 إلى 3 آلاف نسمة في 1955، ثم حوالي 6600 في 1960/1961، إلى 13100 في 1970/1971، ثم حوالي 14200 في 1971/1972.

- تميز المخيم كغيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان، بتدني الأحوال المعيشية والقمع السياسي من الأطراف اللبنانية المناهضة للحركات الفلسطينية والنظام السوري، بسبب تدخل الجيش السوري في لبنان منذ العام 1975 مع إرسال فرق فلسطينية موالية لدمشق (جيش التحرير الفلسطيني والصاعقة الفلسطينية) تليها فرق عسكرية سورية بليلة 31 مايو عام 1976.

- كان المخيم نقطة من نقاط الصراع على نشر النفوذ ما بين الحركات الفلسطينية والنظام السوري و الحركات اللبنانية المسيحية، ففي البداية كان هناك رضاء من الحركات المسيحية والمعارضة الفلسطينية اليسارية للنفوذ السوري على المخيم ثم إنقلب بعد عام لتصبح تأييد فلسطيني يساري و معارضة من الحركات المسيحية التي شكلت جبهة معادية للفلسطنيين والسوريين.
وذلك لاختلاف التوجهات للكتائب المسيحية لتقاربها مع إسرائيل خاصة في عصر الرئيس اللبناني كميل شمعون، والذي كان يعد خطر على النظام السوري والفلسطنيين المناؤين للإسرائيلين فأرادوا وضع حد للنفوذ المسيحي لعدم تحويل لبنان لكيان موالي لإسرائيل.

- فرض مسلحون منظمة التحرير الفلسطينية حصارًا شاملًا للمناطق المسيحية بعد تأثرهم برؤى كمال جنبلاط الزعيم الدرزي حول إنهاء الوجود المسيحي و نفوذه التاريخي في لبنان، وذلك بالتصفية والحسم عسكري فتمت عمليات حصار مسلح فلسطيني و يساري لأماكن تجمع المسيحيين التابعين للجبهة اللبنانية بوادي البقاع و بالتحديد زحلة و الدكوانة، مما أدى إلى رد عنيف من القوات المسيحية وحصار مناطق ذات أكثرية مسلمة وفلسطنيين ومنها مخيم تل الزعتر وارتكاب المذبحة، ومن قبلها مذبحة صبرا وشاتيلا.

- أحكمت مليشيا الجبهة اللبنانية المارونية في مطلع 1976، حصار متوسط حول تل الزعتر برفقة قوات من الجيش نشرها ميشال عون قائد الجيش بشمال شرق بيروت و كان الحصار دقيقًا للضغط على الفلسطينيين للخروج، وتم ترك مخرج آمن لإخراج المدنيين، ولكن فكرة التفاوض مع الجبهة اللبنانية ومخاطر المرور عبر ثكنات المقاتلين والعداء دفعت ياسر عرفات لرفض الفكرة، مما جعل المدنيين بالمخيم رهائن وسط أي قتال قادم و باتت هذه النقطة إنطلاق للهجوم على موقف ياسر عرفات و إتهامه بالمسئولية.

- في يوم 12 أغسطس بدأت مذبحة تل الزعتر، التي أطول معارك الحرب الأهلية وأكثرها خسائر وضحايا، فبعد أن فرضت القوات اللبنانية المسيحية المارونية الحصار على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين منذ شهر يناير، فشنت هجومًا واسع النطاق على تل الزعتر وعلى مخيم جسر الباشا الفلسطيني وحي التبعة اللبناني المجاورين له، وبدأت القذائف والصواريخ تمطر هناك بلا انقطاع من الفجر إلى المغيب، حيث ساد القتل والذبح داخل المخيم، كان القتل عشوائيًا بلا تدقيق و لا تأكد من هوية المدني من العسكري المقاتل وسادت الفوضى بالمخيم، واستمرت المعارك بين الجبهة والفلسطينيين على المخيمات طوال الفترة من يناير إلى يونيو من نفس العام ، في بداية يونيو و بتأثير الإقتحام العسكري السوري للحدود اللبنانية و بقوة تغاضي النظر الإسرائيلي الأمريكي و بقبول الجبهة اللبنانية تمت عملية حصار بيروت الغربية بالقوات السورية بينما في 22 من يونيو أطبقت قوات النمور والكتائب و فرق من الجيشين السوري المدرع و اللبناني بقيادة ميشيل عون على مخيم تل الزعتر بهدف تصفية الوجود المسلح به نهائياً واستمر الحصار إلى 55 يوم حتى يوم 12 أغسطس وسط ظروف بالغة القسوة سبقت المذبحة.

يروي المؤرخ الراحل ناجي علوش وآخرين من الناجين من المذبحة أن قوات منظمة التحرير استنكفت عن إنقاذ مخيم تل الزعتر وأن ياسرعرفات ترك المخيم يواجه مصيره ولم يرسل قوات للمخيم اعتمادًا على حسابات سياسية كان يأمل من خلالها بالتصالح مع القوات اللبنانية طمعًا بأن يصل لفتح قنوات مع جهات أوروبية من خلالهم.

وأكد تلك الجزئية الصحفي الإنجليزي روبيرت فيسك، في مذكراته أن ياسر عرفات كان قد رفض دعوات للاستسلام وطالب سكان المخيم بالشهادة لكنه لم يدعمهم دعمًا حقيقيًا، وقول "فيسك" إن عرفات كان همه تحقيق مكسب سياسي ولهذا السبب وبعد انتهاء المجزرة رمته النسوة بالحجارة خلال زيارته للناجين من المذبحة في تل الزعتر.

- ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، في احصائياته حلو الجريمة أن استمر حصار مخيم تل الزعتر 52 يومًا، ودكته خلال ذلك أكثر من 55 ألف قذيفة، وكانت حصيلة المذبحة 4280 قتيلًا غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وآلاف الجرحى وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين. وفي احصائيات أخرى تقدرت أعداد الضحايا أثناء الحصار إلى 2000 وبعد إنتهاء الحصار إلى 4000 لتصل الأعداد إجمالًا إلى 6000 وإن كانت تنخفض إلى 3000 إجمالاً في تقديرات أخرى.

- أكثر من ألفي مفقود من أبناء المخيم ما زال مصيرهم مجهولًا حتى اليوم، وبدأ الصليب الأحمر الدولي قبل أربع سنوات تقريبًا ملء استمارات خاصة بهذا الموضوع مع ذوي المفقودين، واعتبر أهالي المفقودين أن الدولة اللبنانية لا ترغب في فتح جراح الحرب الأهلية ومآسي الماضي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter