د. مينا ملاك عازر
تواجه تونس هذه الأيام احتمالات قوية لإفلاسها، فما بخزينتها لا يكفي لدفع الرواتب الشهرية لموظفي دولتها فهو لا يصل لمستوى رصيد شركة وليس دولة لم يصل لمليار دينار تونسي، تحتاج لقروض دولارية من أمريكا ومن صندوق النقد الدولي، تونس عانت من الهجمات الإرهابية على السائحين الإنجليز في الفنادق والإيطاليين في المتاحف مما أثر على حركة السياحة، تونس تعاني من الهجمات الإرهابية بشكل عام القادمة من ليبيا، تونس تعاني من تباطؤ حركة الشاحنات الناقلة للمنتجات المصدرة لليبيا وذلك لإغلاق المعابر الحدودية لمواجهة خطر عبور الإرهاب الليبي مما اثر على الاقتصاد، لذا تونس تعاني من تردي في المستوى الاحتياطي النقدي وتزايد في مستوى الديون حتى وصلت لحوالي تسعة وستين بالمئة من إجمالي الدخل القومي لها، إذ بلغت ديونها الخارجية لسبعة وعشرين مليار دولار، إذن تونس في خطر فبحسب تصريحات محافظ البنك المركزي التونسي أنهم قد لا يجدوا ما يمكنهم دفع رواتب للعاملين بالدولة.

 

ولكون تونس ديمقراطية ناشئة، تم الاتفاق على أن يتوجه أوباما لزيارتها لدعمها ودعم اقتصادها، وستقرضها أمريكا نصف مليار دولار أمريكي وسيقرضها صندوق النقد الدولي عدة مليارات من الدولارات لسد العجز في الميزانية، لعلها ستعاني من حزمة إصلاحات اقتصادية يفرضها عليها صندوق النقد الدولي ما لم يكن لديها برنامج إصلاحي، الإرهاب يزرع وصندوق النقد الدولي يحصد، الإرهاب يبذر والدول الكبرى تأكل ما زرعه تفرض سيطرتها على الأمور في كل الدول التي تعاني من هجمات إرهابية متزامنة مع تردي اقتصادي، صدقوني كل ما سبق كنت أتحدث فيه عن تونس، ولا حق لي في أن أسأل عن مصير الأموال التي رأيناها كلنا على شاشات التلفاز التي عثروا عليها بعد هروب زين العابدين بن علي الرئيس التونسي الأسبق، كلنا رأينا الأكوام المتراصة من الذهب والعملات والتي كانت مقدرة بمبالغ طائلة لأنني لن أجد إجابة وافية وقد أجد رداً مؤلماً مؤسفاً منهم حين يقولون دون مراعاة جمائل الجيش المصري علينا وما عاناه المجلس العسكري بعد ثورة يناير إذ سيقولون ويعني انتم تعرفون راح فين الاحتياطي النقدي المصري الذي كان يبلغ ستة وثلاثين مليار دولار والذي ذهب وأتت بدلاً منه حزمة متزايدة من الديون والمنح والهبات الخليجية والتي لولاها ما كان لديكم احتياطي نقدي.

 

التونسيون لا يعرفون ما قامت به القوات المسلحة المصرية لأجلنا، لذا هم متبجحون يسألون أسئلة سخيفة متبجحة لا يعرفون قدر المجلس العسكري وما قام به لرفعة شأن البلاد، وكيف صرف على مصر من جيبه، يحتاجون رد شافي من اللواء ممدوح شاهين ليعرفهم كيف بذل اللواءات الأموال لنجدة اقتصادنا؟ لكن السؤال التونسي المتبجح سيبقى كما هو لماذا دفع المجلس العسكري من ميزانية القوات المسلحة لنجدة مصر وأين ذهبت الأموال المدفوعة لنجدة الاقتصاد وكيف للواء شاهين يعاير نواب الشعب بما قامت به القوات  المسلحة.

 

هذه هي مشكلة الديمقراطيات الناشئة أنها متبجحة لا تجد غضاضة ولا حرج في أن تسأل وستبقى تنتظر إجابة سؤالها حتى لو سحبت أنا سؤالي عن أين ذهبت الأموال التى عثر عليها في قصر زين العابدين بن علي، ديمقراطية ناشئة بقى وما تاخدوش عليها.

المختصر المفيد فين فلوسي!؟.