كتبت – أماني موسى
المونولوج هي كلمة من أصل يوناني منقسمة إلى مقطعين، الأول مونو أي أحادي ولوجوس تعني خطاب، وفن المونولوج المصري أو حديث النفس هو حوار يكون قائم بين الشخصية وذاتها أي ضميرها.. واشتهرت مصر في فترة الخمسينات والستينيات بفن المونولوج وكان من أبرز من قدموا هذا النوع الخفيف الساخر من الفنون شكوكو وإسماعيل يس، وثريا حلمي وآخرون نسلط عليهم الضوء بالسطور المقبلة.
شكوكو بدأ بالأفراح وانتهى بـ 600 مونولوج للسينما والمسرح
بدأ شكوكو بإلقاء المونولوج في الأفراح الكبيرة، مقابل 20 قرشًا، ثم شارك في المسرحيات بأغنياته ومونولوجاته، من خلال تشكيل فرقة استعراضية مع الفنانتين ثريا حلمي وسعاد مكاوي، وكان يقدم استعراضاته ومونولوجاته على مسرح الأزبكية، ثم دخل إلى عالم السينما على يد مكتشفه المخرج نيازي مصطفى، الذي قدمه في فيلمي "حسن وحسن" و"شارع محمد علي"، وتوالت بعدها مشاركاته السينمائية في العديد من الأفلام.
قدّم الفنان الراحل أكثر من 600 مونولوج، كتب معظمها بتلقائيته، على الرغم من كونه لا يجيد القراءة والكتابة، وقدم لمسرح العرائس شخصية "الأراجوز" المشهورة.
إسماعيل ياسين
لعل من المدهش كون الفنان إسماعيل ياسين نجم الكوميديا بدأ حياته الفنية كمطرب ثم تحول إلى مونولوجست، وله العديد من المونولوجات الشهيرة، حيث استمر يقدم فن المونولوج لمدة تزيد عن الـ 10 أعوام.
بزغ نجم إسماعيل ياسين من خلال فن المونولوج، حتى أصبح يلقي المونولوج في الإذاعة، وكان يؤلف تلك المونولوجات مع أبو السعود الإبياري.
ثريا حسين و300 مونولوج
كانت لها نكهتها الخاصة في فن المونولوج، فهي من أشهر الفنانات اللاتي قدمن هذا الفن في مصر، وكانت العنصر النسائي شبه الوحيد في هذا النوع من الفنون.
الفنانة ثريا حلمي من مواليد محافظة المنيا وغنت ما يقرب من 300 مونولوج ومن أشهرها "أديني عقلك" و"يا سيدي عيب"، كما وقفت علي خشبه المسرح وقدمت العديد من المسرحيات منها "لوكاندة الفردوس" مع عبد المنعم مدبولي و"مع خالص تحياتي".
أحمد غانم مونولوجست مصري تميز بأداء نوع مختلف من المونولوج وسط وجود فطاحلة هذا الفن آنذاك مثل إسماعيل ياسين وشكوكو، وعُرف الفنان أحمد غانم منذ عام 1952 برائد المونولوج الاجتماعي "الفرانكو آراب"، وقدم غانم ما يقرب من 34 عملاً سينمائيًا وتليفزيونيًا بجوار فن المونولوج.
حسن فايق صاحب الضحكة المميزة فنان سينمائي وكاتب وملحن مونولوجات
بدأ حسين فايق مسيرته الفنية في عمر 16 عامًا، مع فرقة "الهواة"، ثم انضم بعدها إلى فرقه "عزيز عيد"، وفي عام 1917، كوّن فرقة مسرحية خاصة به، واشترك معه يوسف وهبي.
واتجه بعد ذلك إلى فن المونولوج، حيث قام بكتابة وتأليف وإلقاء المونولوجات لغيره من الفنانين.
سيد الملاح صاحب المونولوج اللاذع
تربع سيد الملاح على عرش المونولوج، في فترة الستينيات، وامتاز بمونولوجاته اللاذعة التي تنتقد بعض العادات السيئة في المجتمع، وكان أول مونولوج له نتيجته علقة ساخنة من الناظر، وهو: "جئت لا أدري لماذا يا جماعة أنا جيت، إذا وجدت مدرسات مفتوحات فدخلت فوجدت مدرسينا وعلوما فزعلت، كيف جئت؟ كيف ودوني المدارس؟ لست أدري".