الأقباط متحدون - يسقط الحماس، يسقط التغيير
أخر تحديث ٠٠:٥٤ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٣ | العدد ٤٠١٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

يسقط الحماس، يسقط التغيير

محمد حسين يونس
مع افتتاح القرن الحادي و العشرين .. كنت شديد الحماس أن يكون القادم قرن التخلص من كوابيس الطواغيت التي تحكم بلداننا من فارس حتي صحارى الامازيج .

 عام 2003 .. كان بداية الامل عندما أسقط العراقيون بمساعدة أمريكية تمثالا لصدام حسين في بغداد كرمز لنهاية حكم الطاغية.

  في ذلك الزمن كنت متابعا نشطا لكل الاجراءات التي تتم في العراق لتحوله من نظام حكم فاشيستي  ديكتاتورى بغيض إلي رحاب الديموقراطية الواسع الذى يضم كل الاطياف الصغرى و الكبرى تحت مظلة مواطنه متساوية الحقوق و الواجبات .

وفي الحقيقة  كان حماسي يتناقص تدريجياويحل محله الشك، و أنا أرى محتويات المتاحف العراقية تنهب وارى الامريكان و هم ينظرون بذهول و طمع  إلي كنوز النمرود ((عندما وجدوا 650 قطعة ذهبية اثرية تختلف احجامها)).

ثم توالت المصائب و الصراعات و القتلي و الجرحى من الانفجارات .. وسكن التعصب و الصراع بين السنة و الشيعة كل ركن من أركان البلد الذى طالما تاق للتحرر فجاءت أمريكا و إنجلترا ومعهما كل ما هو منحط وقذر ومدمر وقاس.. ليبيع بجوار البترول والاثار،النساء كجوارى و يفتح أسواق النخاسة .. ويكرس لعنة لم تشهد مثلها  بغداد إلا منذ غزوة هولاكو و إسقاط الخلافة العباسية .

 العراق الذى حسدناه لتخلصه من ديكتاتوره مبكرا.. اصبح يحكمه مئات بل الاف الديكتاتوريون بمختلف أنواع العمم و اللحي  الذين لا هدف لهم إلا السرقة و النهب ..وإطالة غفوة العراق 

وبمرور الوقت أصابني اليأس وفقدت حماسي لمتابعة الاحداث  فلم أعد أعرف من الذى بيدة الصولجان و من الذى بيده السكين ليذبح ضحاياه من المسالمين .

 مع ختام العقد الاول من القرن الحادى و العشرين .. حرق (بوعزيزى) نفسة في تونس .. وثار الشعب ضد الطغاة الذين يحكمونه بالمعتقلات و السجون و تضيق سبل الرزق .

و كانت 2011 ..السنة التي إنفجرت فيها جل مراجل المنطقة و أزاحت طغاة من عروش ثابته .. وجعلت جماهير الشعوب المقهورة ترفض و تقاوم .. و تناضل وتحارب .. و تكسر التابوه فتطالب بتغيير النظم .. ليتجدد تدفق الدم الحار في عروق الشيخ المسن .. و يستيقظ  لدى أمل مشوب بالحذر( مما رايته يحدث في العراق) خصوصا عندما أطل أسود البيت الابيض يقول ((الان تعني الان )) مطالبا بإبعاد حليفهم من علي دكة الحكم .

 عندما بدأت جميلة الجميلات زيارتها لميدان التحرير كان الامر قد وضح لقد أصدرت تعليمات مشددة للمجلس العسكرى ..أن يمكن أصحاب اللحي و العقول الخربة من رقاب المصريين .. و بدى أن التجارب التي تمت في العراق ستعمم علي باقي بلدان الربيع العربي .

 و هنا فقدت كل حماس وامل كان من الممكن أن يجعلني أتصور أن حركة (كفاية )كانت كفاية لعبور مرحلة الديكتاتورية الفاشيستية المباركية.

 ثم أنه عندما فتحواحروب الجبهة السورية و توالت الهزائم لجيش الاسد و صعود نجم الدواعش .. و  وتوالت إستعراضات الارهاب و الانحطاط الذى زاولوه .. وسقط الاف الضحايا من كل الفئات و الاعمار و الاجناس .. و  هجر الملايين منازلهم هروبا من الارض المحروقة..توقفت تماما عن متابعة الاحداث إلا تلك التي تتم علي أرض سيناء .

 لقد كفتني (بلوتي) التي جلبها المجلس  الطنطاوى و أسكنها سيناء و الصعيد  عن رؤية (بلاوى) الخلق حولي .

ما تم بعد 2012 لم يحرك لدى أى درجة من درجات الحماس أو الامل حتي و انا أرى الملايين تخرج الي الشوارع تفوض قائد الجيش أن يحارب الارهاب .. فهذا الفيلم سبق أن رأيته في مارس 1954 عندما خرج المصريون  يهتفون تسقط الديموقراطية .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter