المشهد عبثي بين وزير الإدارة المحلية أحمد زكي بدر، والمهندس محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية، وبينما يخوض ملايين المصريين الشرفاء المعارك في كل مكان للدفاع عن الدولة المصرية ضد حرب المعنويات التي تشنها جهات عديدة لإحباط المصريين نجد مسئولين المفترض أنهم كبار يقدمون لإعلام الشر المادة الخام للهجوم والتهجم على كل شيء في البلاد ! والأزمة المؤسفة تطرح عشرات الأسئلة لا تبدأ فقط من كيفية إدارة الإسكندرية في ظل هذا الخلاف ؟ كيف يتبادل الوزير والمحافظ الآراء ؟ وكيف يراقب الوزير أداء المحافظ ؟ وكيف يتحصل المحافظ على موافقات الوزير على أي مشاريع أو قرارات ؟ وما ذنب أهالي الإسكندرية ليدفعوا ثمن كل ذلك ؟ من المؤكد أحدهما مخطئ فكيف يستمر في موقعه ؟!

 

أما العاصمة فالأمر مؤسف للغاية.. فلا نعرف إلى متى ستبقى القاهرة بلا محافظ؟ وما العيب في إصدار قرار بتولي المحافظ بالإنابة أمرها وهو يديرها بالفعل؟ وكيف إن كان غير مؤهل لذلك أن يبقى يديرها كل هذه الفترة ؟ وكيف تتعطل مصالح الناس بسبب هذه المأزق البيروقراطي ؟ وكيف نقبل أن تتأثر حياة مئات أو حتى عشرات الأسر أو حتى أسرة واحدة لذنب لم يرتكبوه ؟!

 

الأسئلة أيضًا وكلها مدهش لا تتوقف.. فكيف اختير عبد الظاهر أصلا للإسكندرية وقد كان محافظًا عاديًا في القليوبية ؟ وكيف يستمر محافظون في محافظاتهم لا نعرف ماذا يفعلون وماذا يقدمون وأغلب التقارير الصحفية والشعبية عنهم سلبية ؟ ولماذا تصر الحكومة على الإبقاء عليهم وتجاهل آراء الناس عند اختيارهم وعند كل تعديل أو تغيير محافظين ؟ لماذا تصر الحكومة على عدم التماهي مع أداء الرئيس بحيويته ونشاطه فتفسد بنفسها مجهود آخر تبذله في ملفات أخرى أو تقبل أن تتحمل ورئيسها أخطاء غيرهم ؟ ولماذا يصر الرئيس على الإبقاء على من لا يتماهى مع أدائه أو حتى يتركهم بلا تقويم فيتحمل العبء معهم ؟

 

في الحقيقة تحتاج محافظات مصر إلى رفع الغطاء عنها لربما كان ذلك كاشفًا لصاحب القرار قبل أي تعديل قادم للمحافظين.. ونعلن من هنا على تلقى أي معلومات ومشكلات وإهمال أو حتى نجاحات وأداء جيد من كل محافظات مصر وعلى وعد بنشرها في سلسلة مقالات بمجرد وصولها مشفوعة بالمصداقية ونكرر.. بالمصداقية