الأقباط متحدون - أبرزهم موقف الأسد وعلاقته بعبد الناصر.. تعرف على 8 مواقف في حياة البابا كيرلس السادس
أخر تحديث ٠٢:٤٥ | الاثنين ٨ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٢ | العدد ٤٠١٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أبرزهم موقف الأسد وعلاقته بعبد الناصر.. تعرف على 8 مواقف في حياة البابا كيرلس السادس

البابا كيرلس السادس
البابا كيرلس السادس

 كتب: هشام عواض 

ولد البابا كيرلس السادس باسم عازر يوسف عطا، بقرية طوخ النصارى بدمنهور في البحيرة يوم الجمعة 2 أغسطس من العام 1902، وكان والده محب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفاني.
 
و عمل على دراسة كتب الآباء وسير الشهداء، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيرًا من كتاباته شعارات لنفسه، وقد اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص صرابامون المتوحد الذي عاصره مدة وجيزة متتلمذًا على يديه، فكان نعم الخادم الأمين، واعتلى كرسي البابوية في يوم 10 مايو 1959 وحتى نياحته في 9 مارس 1971، وللبابا كيرلس مواقف مع أشخاص في حياته منهم رؤساء مصر وكهنة ومن الشعب وغيرهم، ونستعرض في السطور التالية بعضًا من تلك المواقف.
 
علاقة البابا بعد الناصر من التوتر للصداقة
 
تعد أبرز علاقات الباب كيرلس مع الشخصيات العامة هي علاقاته القوية مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،  كانت العلاقة بين الباب كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر، يشوبها نوع من التوتر في بدايتها، وذلك بسبب أن البابا طلب عدة مرات مقابلة الرئيس عبد الناصر بعد توليه كرسي البطريركية بيوم واحدًا، ولكن لأسباب غير معروفة لم تتم المقابلة. كما إن عبد الناصر لم يكن يعرف شخصية البابا كيرلس السادس الهادئة عن قرب، ولم يجد له مبرر في عدم حضور العديد من المناسبات الرسمية للدولة، واكتفاءه بإرسال سكرتيره كنيابة عن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وانكشحت تلك الحالة بينهما بمبادرة من البابا كيرلس السادس الذي زار الرئيس جمال عبد الناصر في منزله في 12 أكتوبر سنة 1959 باقتراح من المحامي ومستشار البابا كيرلس السادس الخاص وعميد معهد الدراسات القبطية فيما بعد، الراحل زكي شنودة، وانتهت المقابلة بشكل حميم جدًا لدرجة الاتفاق على أن يكون الاتصال بينهما مباشر، بحيث أعطى الرئيس جمال عبد الناصر الحق للبابا كيرلس السادس في أن يطرق بابه في أي وقت يشاء، وحتى في الزيارات المنزلية.
 
وحين توفى جمال عبد الناصر، رأس البابا في صباح يوم الثلاثاء 29 سبتمبر، صلاة القداس الإلهي وعمل ترحيم لروح الزعيم عبد الناصر وكان غاية فى التأثر والحزن لفقد هذا الصديق.
 
 
هيلاسلاسي للبابا: الأب لا يذهب لاستقبال ابنه 
 
أشد سعادة الأب عندما يلتقى بابن حبيب وما اكثر فرحة الابن حينما يرى أباه الحنون. وهكذا كان يتم دوماً لقاء البابا كيرلس بالإمبراطور هيلاسلاسى الأول. 
 
كانت العلاقة بي البابا كيرلس السادس و إمبراطور إثيوبيا  هيلاسلاسي، ففي المرات السبع التي حضر فيها هيلاسلاسي إلى مصر،  خلال حبرية البابا كيرلس السادس، وفي كل مرة كان يحرص على حضور القداسات والصلوات بالكاتدرائية.
 
وفي كل مرة يصل فيها الإمبراطور إلى القاهرة كان يجد دائماً فى استقباله وفدًا من الأباء المطارنة والأساقفة.
 
ذات مرة قال البابا لهيلاسلاسي إنه كان يود أن يستقبله فى المطار لولا توعك صحته فصاح جلالته على الفور باللغة العربية قائلًا: "مش ممكن.. مش ممكن"، وعاد ليكمل حديثه بالأمهرية "إن الأب لا يذهب لاستقبال ابنه بل الابن يأتي لأخذ البركة" فرد البابا بقوله: "أن الأب يفرح بقدوم ابنه ويهل لاستقباله عند ملامسته أرض الوطن".
 
وعندما حضر الإمبراطور للقاهرة في عام 1966م، وزار البابا وكانت الزيارة ودية للغاية. ثم قام قداسته برد الزيارة لصاحب الجلالة فى قصر الضيافة بالقاهرة، حيث كان ينزل جلالته. وقد تبرع بمبلغ أربعون ألف دولار أي ما يقارب ستة عشرة ألف جنيه، مساهمة منه في مشاريع الكنيسة. وقال البابا له إنه سيخصص مبلغ ثلاثة آلاف جنيه لمشروعات دير مارمينا والباقي سيستخدم في بناء الكاتدرائية الجديدة، فرد جلالته بأن المبلغ كله في يد الوالد والأب العظيم للكنيسة كلها.
 
البابا يؤيد السادات في موقفه ضد إسرائيل
 
فى يوم الأثنين 8 مارس 1971 م قام قداسة البابا كيرلس بالأتصال تلفونياً بالسيد صلاح الشاهد الأمين الأول برئاسة الجمهورية لتحديد موعد مع الرئيس السادات لتأكيد تأييد الكنيسة القبطية له في موقف الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلي ولكن شكر السادات البابا لمشاعره وترجاه إرجاء الزيارة حتى تتحسن صحته.
 
 ولما لم يكن له قوه في المشاركة أرسل برقية للسادات قال فيها: " سيخلد التاريخ لسيادتكم فى أنصع صفحاته دوركم العظيم في الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط، ولكن اصرار العدو على التوسع، أغلق الأبواب فى وجه محاولات السلام، ولم يكن أمامكم إلا الطريق المشروع".
 
البابا يُخضع الأسد له
 
قام البابا كيرلس السادس بزيارة  إلى إثيوبيا في، وقد استضافه الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا، وكان من عادة ضباط الأمن بالقصر أن يطلقوا أسود في حديقة القصر ليلًا لدواعي الأمن وفي الصباح قبل نزول الإمبراطور أو أحد من أسرته إلى الحديقة يكون الحراس قد أدخلوا الأسود إلى اقفاصها.
وكعادته استيقظ البابا باكرًا واحب أن يصلي صلاة باكر في الحديقة في الهواء الطلق وبالفعل نزل البابا كيرلس إلى الحديقة للصلاة دون أن يعلم أن هناك أسود في الحديقة وعندما شاهد الأسد رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس واستمر في صلاته، وإذ بالأسد يأتي إلى البابا مباشرة ويخضع له بكل خشوع.
 
وعندما استيقظ الإمبراطور ذهب إلى جناح البابا فلم يجده فخاف أن يكون نزل إلى الحديقة والأسود بها وعندما نزل إليه مسرعًا خوفًا على البابا وجد الأسد خاضع تحت أرجل البابا كيرلس فمجد الله.
 
البابا للأنبا اثناسيوس : مين أحسن من مين؟
 
في صفحات كتاب الخدمة والإتضاع في حياة البابا كيرلس السادس، تضمنت موقف لنيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلىي مع البابا كيرلس، ويقول الأنبا مينا: "كان أبونا مينا المتوحد ينظر لكل إنسان على أنه أفضل منه .. "، ويقول نيافة الحبر الجليل الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف : " .. في أحد الأيام قمت بإلقاء عظة في الكاتدرائية المرقسية بكلوت بك في وجود البابا كيرلس .. وبعد إلقاء العظة قال لي البابا : "أنت يا خويا عمال تشخط وتنطر في الناس  كده ليه .. إحنا عارفين مين أحسن من التاني..". 
 
 
أسد عند باب المغارة
 
يقول أبونا القمص صليب سوريال: أنه ذات يوم ذهبت سيدة معروفة الى طاحونة الهواء في جبل مصر القديمة لتنال بركة أبونا القمص مينا المتوحد، وعندما أقتربت من الطاحونة هلعت لرؤيتها أسد واقف عند الباب وارتعبت وضاقت جدًا فأدرك أبونا القمص مينا المتوحد الموقف فربت على ظهر الأسد وقال له: "أدخل.. أدخل.."، وقال للسيدة الفاضلة: تعالي.. لاتخافي .. ده حبيبنا وبيجي يشرب القهوة معانا كل يوم ويمضي إلى حال سبيله لا تخافي أن الذي معنا أقوى من الذي علينا".
 
لقد كان أبونا الطوباي القديس البابا كيرلس منذ أن كان راهبًا له سلطان أن يدوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو.
 
 
البابا يعلم بظهور الشهيد مارمينا لدكتور حنا يوسف
 
روى الدكتور حنا يوسف، أستاذ المحاسبة، أنه لما بدأ البابا كيرلس السادس في إنشاء دير مار مينا بمريوط كانت فس داخلى رغبة مُلحة وحب دفين أن ازور هذا المكان الطاهر، وفي أحد الأيام كلفنى قداسة البابا باصطحاب نيافة الأنبا ثاوفيلس أسقف دير السريان إلى دير مار مينا بعربتي، وكان ربيته "المشرف" الدير أبونا متياس السرياني  "أصبح نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة"، ولم يكن في الدير سوى ثلاث حجرات فقط في ذلك الوقت، وكان هناك بعض الضيوف.
 
 وعندما أقبل الليل لم نجد لي ولا لأبونا متياس مكانًا نبيت فيه، ولم يكن امامنا مكان سوى الكنيسة لننام فيها، ولم يكن ابونا مرتاح للنوم فس الكنيسة , لأن سيدنا البابا كان يمنع ذلك، ولكن ليس لنا حيلة في ذلك.
 
وأثناء الليل قام قداسته ليصلي صلاة نصف الليل خارج الكنيسة حتى لا أراه، كوصية السيد المسيح، حيث أن هناك بعض الشموع المضاءه داخل الكنيسة، وأنا في الحقيقة كنت قلق لأني مغير مكان نومي، وبعد مدة سمعت صوت مفتاح يوضع في كالون الباب وفتح الباب فظننت أنه أبونا متياس، ولكن لما فتحت عيني وكانت الإضاءة كافية جدًا لقيت شخص في مقتبل العمر في ملابس قائد روماني، ويتجه نحوي فإرتعدت فرائضي وإرتجفت كل عضله في جسمي، وأدركت الشخص هو حبيبى الشهيد مارمينا، وحاولت أن اقف لأحييه  فخارت قواي ولم أستطع الوقوف فأتي إلي وربت على كتفى مرارًا، وحاولت أن أتكلم فلم يسعفني لساني ثم خرج من حيث أتى.
 
وبعد مدة قصيرة دخل أبونا متياس إلى البيعة "الكنيسة" فوجدني متيقظًا ورويت له ما حدث، فقمنا وأيقظنا الأنبا ثاوفيلس، وعرفته بما حدث فسر بذلك جدًا , وبعد أقامة القداس في الصباح الباكر عدنا إلى القاهرة وأتجهت فورًا إلى المقر الباباوي، وقابلت قداسة البابا كيرلس السادس.
 
وفاجأني بقوله : "أنت عملت مع مار مينا كده ليه.. جالك حبيبك مارمينا يسلم عليك مش تكلمه .. خفت ليه؟.. أيه اللي خوفك.. ؟ أرشم الصليب وكلمه.. لما يظهر مرة تاني متخفش أرشم الصليب".
 
وهذا ما قمت به فعلاً عندما ظهر لي مرة أخرى.
 
موقف البابا مع كاهن الإسكندرية المتسرع
 
كان أحد كهنة الإسكندرية معتادًا عند مجيئه إلى القاهرة أن يتوجه لمقابلة البابا كيرلس قبل ذهابه إلى أسرته ولكنه في مرة ذهب إلى منزل الاسرة مباشرة وكانوا يتناولون الغداء فجلس معهم و أكل، وفي المساء ذهب لمقابلة البابا كيرلس السادس، ويذهل إذ يسمعه يقول له: "مش الأول تيجي للبابا وبعدين تروح لعائلتك،  يا أبونا" فتأسف الأب الكاهن و قبّل يد البابا معتزرًا، ولكن البابا نظر إليه وقال له: "ولقيتهم طابخين لك..." و عدّد الاصناف التي أكل منها بالضبط،فأجاب الكاهن "أيوه يا سيدنا"، وكان هذا السؤال تمهيدًا لدرس أخر، أذ يسترسل البابا قائلًَا: "الواحد لما يجي يأكل مش يستريح شوية وبعدين يصلي قبل الأكل.. ويأكل بالراحة.. ولا يأكل على طول كده".. وتتملك الدهشة الآب الكاهن، إذ كيف عرف البابا كل هذه التفاصيل وانحنى طالبًا الصفح.. فأبتسم البابا مانحًا إياه البركة وترك الأب الكاهن المقر الباباوي، متعجبًا.. مندهشًا، ممجدًا لله.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter