بقلم منير بشاى
ما ان أعلن عن تظاهرة الأقباط الاخيرة بواشنطن Øتى عادت للظهور مجموعة من التعبيرات الجاهزة. من هذه تعبير "الاستقواء بالخارج" الذى يوصم به كل قبطى يرÙع صوته بالشكوى، مع ان الخارج قد التقى بالداخل ÙÙ‰ عصر ثورة الاتصالات ÙˆØ§ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù… كله قرية صغيرة. وكذلك تعبير "الأرضية المصرية" التى تÙرض على كل قبطى يريد نقاش مشكلات الاقباط، مع ان هذه الارضية لا توÙر Øرية التعبير ولا تضمن ارادة التغيير. ثم تعبير "النسيج الواØد" الذى توص٠به العلاقة بين المسلمين والاقباط، وهو ÙŠÙترض ان الاقباط جزء من الغالبية وينÙÙ‰ Øقيقة أن الاقباط اقلية دينية مضطهدة تØتاج الى الØماية، هذا مع ان ذلك النسيج قد تهرأ وغطته بقع الدماء. هى تعبيرات هدÙها تبرير رÙض انصا٠الاقباط ÙˆÙÙ‰ Ù†Ùس الوقت ابكام أصواتهم عن الشكوى. وهذه التعبيرات لم تأت من Ùراغ، Ùهى نتاج Ù…Ùاهيم مغلوطة اصبØت جزءا من ثقاÙØ© مجتمعية راسخة. من هذه المÙاهيم:
ان الوطن والدولة شىء واØد
بكيÙية او اخرى تم خلط المÙاهيم ÙØ£ØµØ¨Ø Ù…Ù† غير Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الخط الÙاصل بين Ù…Ùهوم الوطن ومÙهوم الدولة. Ùعندما تريد الدولة ترويج مبدأ يخدم مصالØها يتم تغطيته بهالة من الشرعية وتسويقه على انه نداء من الوطن. وبالطبع اذا تردد انسان ÙÙ‰ تنÙيذ هذا المبدأ سيتهم بالخيانة للوطن ويعاقب اشد العقاب. هو نوع من السيطرة على عقول الناس باستمالتهم بكلمات جذابة مثل الوطنية ثم ارهابهم Ø¨Ø§Ù„ØªÙ„ÙˆÙŠØ Ø¨Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¨ لمن يعصى. وهو Ù†Ùس الاسلوب الذى يستخدمه بعض رجال الدين المتطرÙين عندما يقدمون كلامهم للمواطن الواثق على انه كلام الله وان من يعصاه يذهب الى النار، ومن يطيعه يدخل الجنة. للخروج من هذه السيطرة لا Ù…Ùر أمامنا من ÙØص ما يقال لنا وتØكيم عقولنا Ùليس كل ما يقوله الØاكم صواب مطلق ويصب ÙÙ‰ ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù† وليس كل ما يقوله رجل الدين كلام منزل من الله.
ان المطالبة بالØقوق إستقواء
الاستقواء معناه انك تØاول لىّ ذراع الآخر لتأخذ منه ما لا ØÙ‚ لك Ùيه، وليس كذلك المطالبة بالØقوق. عندما تظلمك بلدك وتسعى لاستعادة هذا الØÙ‚ Ùكي٠يعتبر هذا استقواء على بلدك؟ وانه جريمة اخلاقية وسقطة وطنية لا تغتÙر؟ ولماذا يتم توجيه اللوم للمظلوم بانه "يستقوى" بينما لا يلام الظالم لأنه "يستبد"ØŸ واذا كان طلب الØقوق استقواء مرÙوض Ùلماذا نطلب الاستعانة بالشرطة ضد المجرم الذى يريد ان ينهب ممتلكاتنا او يعتدى علينا؟ ولماذا تستعين بلادنا بالدول الكبرى والمنظمات العالمية لكى تأخذ Øقوقها من دولا اخرى؟ ولماذا تضطرنى دولتى أساسا الى الشكوى بظلمها لى؟ وكان يمكنها ان تعطينى Øقوقى تلقائيا وبذلك لا يكون هناك اØتياج للشكوى او الاتهام بالاستقواء؟
ان الØاكم يمتلك الوطن والمواطن
بعض الØكام يظنون انهم يمتلكون الوطن بمن عليه. وقد سمعنا التعبير الÙكاهى الذى يقول على لسان Ø£Øد هؤلاء الØكام "شعبى وانا Øر Ùيه، أغسله أكويه، Ø£Ùرده أتنيه، Ù…Øدش ليه دعوى بيه" ومن الاعتقادات التى تغذى هذا المÙهوم القول ان الشعب ليس على درجة كاÙية من الوعى Øتى ÙŠÙهم مصلØته، وان الØاكم هو من يعر٠مصلØØ© شعبه ويعطيه ما ÙŠÙيده ويمنع عنه ما يضره. ومن هنا جاء Ù…Ùهوم ولى الامر الذى بيده ÙˆØده القرار النهائى Ùيما يتÙضل به للشعب. Øكم الÙرد هو الأقرب الى الÙكر الاسلامى الذى لا يعر٠دولة المؤسسات او الممارسة الديمقراطية بمÙهومها الØديث.
ان Øقوق الانسان شأن داخلى
وهو المÙهوم الذى على اساسه يقولون اننا لن نقبل تدخل الأجنبى ÙÙ‰ "شئوننا الداخلية". وهذا اما جهل او تجاهل لأن Øقوق الانسان لم تعد شأنا داخليا وكل دولة مسئولة امام القانون الدولى بالتدخل ÙÙ‰ شئون اى دولة اخرى تتعدى هذه الØقوق. كل دول العالم التى وقّعت على هذه المواثيق الدولية قد واÙقت مقدما على اشرا٠المجتمع الدولى ومتابعة وضمان Øقوق الانسان داخل اراضيها. Øقوق الانسان اصبØت شأنا عالميا بل ان الانسان Ù†Ùسه Ø§ØµØ¨Ø ÙƒØ§Ø¦Ù†Ø§ عالميا Ùيما يتعلق بقضايا Øقوق الانسان. وهذا ينطبق علينا وعلى غيرنا. Ùكما ان العالم له ان يتدخّل ÙÙ‰ شئوننا ÙÙ‰ هذا المجال ÙÙ†ØÙ† ايضا لنا ان نتدخّل ÙÙ‰ شئون اى دولة نجدها تمارس سياسات قمع ضد مواطنيها.
ان الوطنية تتطلب السكوت على الظلم
كلما تجرأ مواطن قبطى على رÙع شكواه ÙÙ‰ الØال ترتÙع الاصوات التى تطالبه بتغليب مصلØØ© الوطن والك٠عن الشكوى. ولا ادرى لماذا تكون مصلØØ© الوطن دائما ÙÙ‰ ظلم الاقباط؟ وماذا يضير الوطن لو انصÙهم؟ ولكن العواط٠الشرقية البالية تتدخل وتطالبنا بالكلام Ùقط داخل البيت المصرى (الوطن) لوق٠الÙضيØØ© التى يقولون انها ستصيب مصر عندما ننشر غسيلنا المتسخ امام الاجانب. وبذلك ينطبق علينا القول اننا شعب يخشى الÙضيØØ© ولكن لا يعبأ بالرذيلة.
اتمنى ان يأتى اليوم ÙÙ‰ مصر الذى تتوق٠Ùيه التÙرقة ÙÙ‰ التعامل بين المواطنين على اساس الدين. ÙˆÙÙ‰ هذه الØالة لن ينزعج Ø£Øد من مناقشة ما يجرى ÙÙ‰ مصر، ولن نخشى اذا تناقلته وكالات الانباء. اما اذا استمر الغبن على ما عليه Ùلن نستطيع التكتم على ما ÙŠØدث Ùوسائل التواصل الØديثة تستطيع ان تنÙØ° الى الغر٠المغلقة وتنقل كل شىء بالصوت والصورة وتبثه على العالم كله ÙÙ‰ Ù„Ù…Ø Ø§Ù„Ø¨ØµØ±. بل ولن تستطيع قوة ان نوق٠دول العالم من التدخل ÙÙ‰ شئوننا لرÙع الظلم Ùهذا واجبهم ومسئوليتهم، وهو ما ارتضيناه على انÙسنا عندما وقعنا على مواثيق Øقوق الانسان.
Mounir.bishay@sbcglobal.net