على ناصية شارع التل فى منطقة دار السلام وقف «سامح حمدى» يحدق فى المارة للبحث عن شقيقته «نهلة» التى اعتادت التأخر عن منزل زوجها لساعات طويلة، حتى وقع بصره عليها وهى فى طريق عودتها إلى منزلها فى شارع حسن مطر المتفرع من الشارع الذى يقف على ناصيته، فأسرع خلفها وأمسك فى يده السكين وسدد عدة طعنات فى مناطق متفرقة من جسدها أودت بحياتها أمام المارة الذين فشلوا فى تخليص الضحية من يديه.
الجريمة حدثت فى الساعة الثانية فجراً، ووقف شقيقها يصرخ فى جيرانه والمارة بقوله: «يا جماعة محدش له دعوة بالموضوع ده عشان عايز أغسل عارى وأريح ضميرى»، واستمر المتهم فى تسديد الطعنات حتى سقطت المجنى عليها غارقة فى دمائها وفارقت الحياة بعد قرابة 20 دقيقة من حدوث الجريمة.
القاتل منع جيرانه والمارة من الاتصال بسيارة الإسعاف لنقل المجنى عليها إلى المستشفى أثناء فقدانها الوعى بعد أن أثخنتها طعنات السكين وشدة النزيف حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فى الحال أمام شقيقها الممسك بالسكين الملطخ بدمائها، وجلس بجانب جثتها حتى وصلت قوة من قسم شرطة دار السلام على رأسها المقدم أحمد هدية رئيس المباحث، وعندما شاهده المتهم وقف من مكانه وقال: «كنت مستنيك من بدرى يا باشا أنا خلصت على أختى».
حاصرت القوة الأمنية المتهم وتحفظت عليه وسلم القاتل السكين المستخدم فى الجريمة للنقيب أحمد مصلح معاون مباحث قسم شرطة دار السلام، وتم اقتياده إلى سيارة الشرطة فى حراسة عدد من أمناء الشرطة، وأخطرت أجهزة الأمن المستشار حازم اللمعى، رئيس نيابة دار السلام، بالواقعة وتحفظت الشرطة على مسرح الجريمة حتى وصل مدير النيابة وأجرى معاينة ميدانية، أثبت فيها وجود المجنى عليها نهلة حمدى قطب، 23 سنة، جثة هامدة إثر تعرضها لـ5 طعنات فى الظهر وجرح فى الرقبة، وأن الجثة عثر عليها وسط شارع حسن مطر فى دار السلام وآثار الدماء تحيط بها وترتدى ملابسها كاملة، وعقب انتهاء المعاينة قررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريح الجثمان لمعرفة أسباب الوفاة، والتحفظ على السكين المستخدم فى الجريمة وإرساله إلى خبراء الأدلة الجنائية.
وقبل مغادرة أجهزة الأمن مسرح الجريمة استمعت إلى أقوال عدد من شهود العيان على الواقعة، ومنهم الشاهدان حسين محمد منصور وفارس سعد الدين قطب اللذان أقرا أمام المقدم أحمد هدية رئيس المباحث بتفاصيل الجريمة، وأنهما شاهدا المتهم يتحرك بسرعة كبيرة خلف المجنى عليها منذ أن شاهدها تسير ناحية منزلها فى شارع حسن مطر، ووضع يده على كتفها وصرخ فيها بقوله: «كنتى فين لحد دلوقتى يا فاجرة»، فردت عليه بقولها «خليك فى حالك أنا متجوزة ومتعملش عليّا راجل»، عندها غرس المتهم السكين فى صدرها واستمر يسدد لها الطعنات حتى سقطت على الأرض.
«إحنا معرفناش نقرب من المتهم عشان كان فى حالة غليان وأول ما قربنا منه قال مش عايز حد يوصل عندى يا جماعة» بهذه الكلمات واصل شاهدا العيان شرح تفاصيل الجريمة أمام الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء هشام لطفى، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث فى القاهرة، وأنهما أبلغا شرطة النجدة بتفاصيل الجريمة بعد أن تمكن المتهم من قتل شقيقته.
داخل ديوان قسم شرطة دار السلام بدأت عملية استجواب القاتل لمعرفة ملابسات الجريمة ودوافعها، وقبل فتح المحضر قال المتهم موجهاً حديثه لرئيس المباحث «يا باشا أنا هعترف بكل حاجة وأنا مش ندمان على قتلها حتى لو هيكون حبل المشنقة فى انتظارى، اللى حصل إن زوج أختى نهلة اتصل بيّا كتير وقالى شوف لك حل مع أختك عشان دى مشيها بطال وأنا مش عايز أقتلها عشان مادخلش السجن فى واحدة زى دى» بهذه الكلمات بدأ المتهم تبرير جريمته قائلاً إنه تأكد من صحة حديث زوج شقيقته، وعرف أن شقيقته تجمعها علاقة محرمة بعامل فى مطعم كشرى فى المنطقة وأنها تذهب إليه فى شقته، عندها اتخذ قراره الحاسم بقتلها حتى يستريح منها.
«وقفت 5 ساعات على ناصية الشارع لحد ما شفتها راجعة وش الفجر وكانت الساعة 2 بالليل وضربتها بالسكين فى صدرها لما قالت لى انت هتعمل عليّا راجل» بتلك الكلمات واصل المتهم شرح تفاصيل الجريمة أمام الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير الإدارة العامة للمباحث، قائلاً إنه أخذ السكين المستخدم فى الجريمة من منزله بالإضافة إلى أداة من المعدن تستخدم فى فتح زجاجات المياه الغازية ووضعهما فى ملابسه، وتوجه إلى منزل شقيقته فلم يجدها، وأخبره زوجها بأنها خرجت فى الصباح ولم تعد حتى الآن فقرر البحث عنها والتخلص منها.
«ما كانش قدامى حل تانى غير القتل عشان جوزها رمى عليها يمين الطلاق وكلمنى وقالى تعالى خد أختك من هنا كفاية كده اللى حصل» بهذه الكلمات واصل المتهم شرح ملابسات الجريمة فى محضر الشرطة، قائلاً إن شقيقته لم تستمع إليه منذ أن كانت فتاة قبل زواجها كلما سألها عن أسباب تأخرها عن المنزل وكانت دائماً ما تستقوى بوالدها الذى كان ينهره ويطلب منه عدم التعرض لها بحجة أنه لا يزال على قيد الحياة وأنه المسئول الأول عن تصرفاتها، وأن تلك التصرفات من والده ساهمت فيما وصلت إليه من تصرفات جلبت بها العار للعائلة كلها.
«جلست معها عدة مرات بعد ما اتجوزت بقرابة 6 شهور وطلبت منها أن تحافظ على بيتها وعلى شرف العائلة بعد أن وصلتنى أخبار بأنها على علاقة بأحد الشباب» بهذه الكلمات أنهى المتهم اعترافاته فى محضر الشرطة، قائلاً إن عناد شقيقته وإصرارها على تنفيذ رغبتها ورأيها على الجميع كان سبباً فى التخلص منها، لكنها كانت تقابل النصيحة بالرفض التام رافعة حججاً واهية، كما أنها كانت تطرده من منزلها مدعية أنه ليس مسئولاً عنها، حتى علم زوجها بعلاقتها المشبوهة وطلب من شقيقها الحضور ليأخذها من المنزل.
وعقب انتهاء استجوابه تحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهم إلى المستشار حازم اللمعى، رئيس نيابة دار السلام، ووجه له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأعاد المتهم اعترافه بتفاصيل الواقعة فى تحقيقات النيابة وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.