الأقباط متحدون | مصر .. فتح أم غزو؟!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٠ | الجمعة ١٠ ديسمبر ٢٠١٠ | ١ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر .. فتح أم غزو؟!!

الجمعة ١٠ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : إيهاب شاكر
    نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر الاثنين 6 ديسمبر للكاتب عبد الناصر سلامة،  مقالا هاجم فيه قداسة البابا وزعم فيه أقاويل لم ترد على لسان البابا مطلقاً، مثل:
  أن البابا قد قال: أن المسلمين غزاة في أحد عظاته عام 1973"، ودع إلى طرد الغزاة،    كما شبه الأقباط بأبناء العم سام، بما يحويه المعنى بالخيانة وعدم حب مصر، وما إلى ذلك من أمور أخرى. وبغض النظر عن شبه الاعتذار الذي قدمه رئيس تحرير الأهرام والكاتب أسامة سرايا، ومع اعتبار أن قداسة البابا لم يقل مثل هذا الكلام، أود أن أخوض في موضوع الكلام، في موضوع الادعاء، في موضوع الافتراء، وهو موضوع دخول مصر، وهل كان فتحا كما يحب إخوتنا وأحباؤنا المسلمون أن يتحدثوا عنه أم كان غزوا؟ وفي البداية، تعالوا نرى ماذا تقول المعاجم والقواميس عن كلمة " غزو" وما تعريفها
في معجم لسان العرب:
غَزَا الشيءَ غَزْواً: أَرادَه وطَلَبَه.
وغَزَوت فُلاناً أَغْزُوه غَزْواً.
والغِزْوَة ما غُزِي وطُلِبَ؛
والغَزْوُ السيرُ إِلى قِتالِ العَدُوِّ وانْتِهابه.
وفي الحديث: قال يوم فتح مكة لا تُغْزَى قُرَيْشٌ بعدَها أَي لا تَكْفُرُ حتى تُغْزَى على الكُفْرِ، ونظيره: لا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبراً بعد اليومِ أَي لا يَرْتَدُّ فَيُقْتَلَ صَبْراً على رِدَّتِه؛ ومنه الحديث الآخر: لا تُغْزَى هذه بعدَ اليومِ إِلى يومِ القيامة يعني مكة أَي لا تَعودُ دارَ كُفْرٍ يُغْزَى عليه، ويجوز أَن يُراد بها أَنَّ الكفَّار لا يَغْزُونَها أَبداً فإِن المسلمين قد غَزَوْها مَرَّات.
وفي موسوعة ويكيبديا الحرة:
    الغزو في اللغة العربية تعطي معنى: القصد، والطلب، والسير إلى قتال الأعداء، في ديارهم، وانتهابهم، وقهرهم، والتغلب عليهم. إغارة الأعداء على أمة من الأمم، بأسلحة معينة، وأساليب مختلفة، لتدمير قواها الداخلية، وعزائمها ومقوماتها. وانتهاب كل ما تملك. فعل الغزاة، توغل جيش لغزو أو نهب.
إذاً، هذا معنى الغزو ببساطة، الإغارة على أمة ما بأسلحة وقتالها لتدميرها ونهبها.  

     وبالرجوع لكتب التاريخ المنصفة، والموضوعية، التي تتحدث عن دخول "الجيش" الإسلامي مصر، سنرى بأم أعيننا، ونميز بأذهاننا هل كان هذا الدخول فتحاً ـ مع اعتبار أن حتى كلمة فتح لا تخلوا من عوار ومن معنى الاقتحام ـ أم هل كان غزوا بما رأيناه من معنى كلمة غزو، والذي تحول من غزو إلى احتلال، فالاحتلال معناه أن تحتل بقعة من الأرض و تستقر فيها و تصير محلا لك و لأولادك من بعدك ، أما الغزو فهو اجتياح مؤقت لدولة أخرى ، أو مكان آخر لا يستمر عبر القرون الطوال و لا يتوارثه الأحفاد من الأجداد ، ومن هذا المنطلق فما فعلته القبيلة الإسلامية لدول الشرق الأدنى و شمال أفريقيا و حتى حدود الصين شرقا ، هوغزو تحول إلى احتلال.


    جاء في كتاب" هوامش الفتح العربي لمصر (حكايات الدخول )(رحلة الانصهار)" للكاتبة، سناء المصري. وهي كاتبة مسلمة.
   "ظهرت في هوامش السيرة النبوية قبطية مصرية، بل قبطيتان ورجل، قدر لهم أن يدخلوا بيت النبي صدفة، ومن ثم حصلوا على تصريح دخول التاريخ العربي من زاوية أوسع قليلا، ولكن دون الإفاضة في ذكر تفاصيل حياتهم، وتتبع نشأتهم بسبب اندراجهم تحت طائفة العبيد والجواري غير المستحقين لمكان الصدارة، أو غير المستحقين للاهتمام الكافي من المؤرخين العرب. وتأثير تجربة القبطيتين والرجل في بلاد العرب كان قاصرًا على الدوائر المحيطة ببيت النبي فقط، ولكنه كان تأثيرًا أعمق من تماس التجارة السريع والمبالغات الناتجة عنه، وبالإضافة إلى أنه يعتبر مقدمة التماس الأكبر القادم  مع سنابك الخيل، ووقع أقدام الجنود أثناء الفتح العربي لمصر. وإذا قارنا تفاصيل التلاقي المصري/ العربي، والعربي/ المصري، سنلاحظ الاختلاف الجذري بين اللقاءين، حيث ذهب الطرف القبطي في المرة الأولى إلى بلاد العرب رغمًا عنه، وأجبر على الدخول في نسق قيم ومعتقدات الوسط الجديد، وضرورة التخلي عن معتقداته الأولى. وفي المرة الثانية حشد العرب حشودهم مع الجيش الإسلامي، ودخلوا مصر، ثم لم يخرجوا منها ثانية مع احتفاظهم بجسور الصلة المفتوحة مع بلاد العرب، فلم تتوقف الهجرات الجماعية لقبائلهم طوال القرون الأولى من التاريخ الهجري. ووطد العرب سيطرتهم على البلاد التي صارت فيما بعد عربية... ومع الفتح وبدايات الاستيطان نجد أنفسنا أمام درجة أعلى من التماس بين العرب الوافدين على صهوات الخيول شاهرين السيوف والرماح، وبين المصريين العُزل
   عزيزي القارئ، ألا ترى معي في الكلمات والعبارات التي فوق الخط، ما يحمل معنى كلمة "الغزو" التي نحن يصددها؟! ربما لا!!! إذا أكمل معي ما جاء في ما كُتب عن هذا الموضوع.
    من كتاب فتوح مصر وأخبارها – المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الله القرشي – ابن عبد الحكم – دار النشر : دار الفكر – بيروت – 1416هـ/ 1996م الطبعة الأولى ص 42 – 44
    حدثنا عثمان بن صالح قال حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر وعياش بن عباس القتباني وغيرهما يزيد بعضهم على بعض قالوا فلما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية قام إليه عمرو فخلا به
وقال يا أمير المؤمنين إيذن لي أن أسير إلى مصر وحرضه عليها وقال إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم وهي أكثر الأرض أموالا وأعجزها عن القتال والحرب فتخوف عمر بن الخطاب على المسلمين وكره ذلك فلم يزل عمرو يعظم أمرها عند عمر بن الخطاب ويخبره بحالها ويهون عليه فتحها حتى ركن عمر لذلك فعقد له على أربعة آلاف رجل كلهم  ويقال بل ثلاثة آلاف وخمس مائة.

أمازلت ترى أن دخول جيوش العرب المسلمين كان بالسلم" يعني كانوا معديين يسلموا على أهلها وراجعين تاني، مش كدة؟"!!!

اعتقد أن هناك عدة دوافع أدت لدخول المسلمين مصر منها:
• الدافع الديني: وهو ضرورة نشر الإسلام في مصر وأفريقيا، وقد سبق للمسلمين في عهد النبي محمد دعوة المقوقس إلى الإسلام سلميا، فقد أرسل له النبي الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، وكذلك أبو بكر الصديق أرسل إليه حاطبًا مرة أخرى، وفي عهد عمر بن الخطاب أرسل إليه كعب بن عدي بن حنظلة التنوخي، فما كان من المقوقس إلا أن اكتفي بالرد الحسن. وكانت مصر خاضعة للإمبراطورية البيزنطية المسيحية فلا يمكن للمسلمين الدعوة إلي الإسلام فيها دون المواجهة مع البيزنطيين، وتمثل مصر مكانة كبيرة لدي المسلمين بسبب ذكرها العديد من المرات في القرآن.
• الدافع العسكري: لأن مصر هي الامتداد الطبيعي الجنوبي لفلسطين التي سيطر عليها المسلمون وقد انسحب إليها أرطبون قائد بيت المقدس لإعادة المقاومة، واسترجاع الشام مرة أخرى، هذا ما جعل المسلمون يسارعون في دخول مصر، وأيضا الاستيلاء علي ما في مصر من ثغور وسفن سوف يمكِّن المسلمين من إخضاع مدن الشام الشمالية الواقعة على البحر المتوسط، ففتح مصر ضرورة حربية ملحة تكميلا لفتح بلاد الشام؛ هذا لأن الإمبراطورية الرومانية كانت تسيطر علي مصر والشام وبلاد المغرب والتي تعتبر منطقة عسكرية واحدة، وأيضا خوفا من أن يهاجم البيزنطيون دار الخلافة في الحجاز عن طريق البحر الأحمر، وأيضا حاول البيزنطيون استرداد الشام من المسلمين مرة أخرى وعرقلة توجههم جنوبا فهاجموهم من شمال الشام، فشعر المسلمون أنهم محاصرون بين قوات بيزنطة في آسيا الصغرى وقواتهم في مصر. وأيضا قلة التحصينات بمصر جعل مهمة الفتح سهلة ، وهذا ما أكده أكثر من مرة عمرو بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب ، وكان أغلب المشاركين في الفتح من قبيلتي غافق وعك اليمنيتين وكان لديهم مهارة في قتال الحصون الساحلية، واشتركوا مع عمرو في فتح الحصون ببلاد الشام، كما كانوا على دراية ببناء المدن واختطاطها، والإلمام بالزراعة.
• الدافع السياسي الاقتصادي: الرغبة المستمرة في التاريخ الإسلامي في التوسع المستمر لجلب المزيد من الغنائم و الأسلاب و من دافعي الجزية ، فالأسهل هو البحث عن مغانم جديدة بدلا من تأسيس حضارة إنتاجية مبنية على الصناعة و الزراعة، كما تحقق في فترات العصور الوسطى من التاريخ الإسلامي (العصر العباسي و المملوكي-العثماني)وجاء في كتب السيرة: فعن ثوبان رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأعطيت الكنزين، الأحمر والأبيض... ) الحديث بطوله، رواه مسلم.
معنى الكنزين : قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في المفهم : قوله: " أعطيت الكنزين " يعني به : كنز كسرى، وهو ملك الفرس ـ وملك قيصر ـ وهو ملك الروم، وقصورهما وبلادهما، وقد دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم الأخر: " لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ".
وعبّر بالأحمر عن كنز قيصر، لأن الغالب عندهم كان الذهب، وبالأبيض عن كنز كسرى، لأن الغالب عندهم كان الفضة والجوهر، وقد ظهر ذلك، ووجد كذلك في زمان الفتوح، في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه، فإنه سيق إليه تاج كسرى وحليته، وما كان في بيوت أمواله، وجميع ما حوته مملكته، على سعتها وعظمتها، وكذلك فعل الله تعالى بقيصر، لما فتحت بلاده أ هـ
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لتفتحن عصابة من المسلمين ـ أو المؤمنين ـ كنز آل كسرى الذي في القصر الأبيض) رواه مسلم.
ويصف المؤرخ يوحنا النقيوسي الذي عاصر دخول العرب مصر أحداث هذه الحقبة قائلاً:
• "إن العرب استولوا على إقليم الفيوم وبويط، وأحدثوا فيهما مذبحة هائلة، مات فيها خلق كثيرون من الأطفال والنساء والشيب".
• "في زمن الصيف سار عمرو إلى سخا وطوخ دمسيس أملا في إخضاع المصريين قبل الفيضان ولكنه فشل، وكذا صدته دمياط حيث أراد أن يحرق ثمار المزارع وأخيرا عاد إلى جيوشه المقيمة في بابيلون مصر، وأعطاهم الغنيمة التي أخذها من الأهالي الذين هاجروا إلى الإسكندرية، بعد أن هدم منازلهم وبنى من الحديد والأخشاب التي جمعها من الهدم قنطرة توصل بين قلعة بابيلون ومدينة البحرين ثم أمر بحرق المدينة كلها، وقد تنبه السكان إلى هذا الخطر فخلصوا أموالهم وتركوا مدينتهم، وقام العرب بحرقها، ولكن السكان عادوا إلى المدينة وأطفأوا الحريق، ووجه العرب حملتهم على مدن أخرى ونهبوا أموال سكانها وارتكبوا ضدهم أعمالا عنيفة.".
• "أتى المسلمون بعد ذلك إلى نقيوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا فيها جنديا واحدا يقاومهم، فقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجدوه فيها، وتقابلوا في مدينة صا باسكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيودور داخل سياج كرم فقتلوهم، وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نقيوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642 في السنة الخامسة من الدورة".[
              إخوتي الأحباء، مسلمين ومسيحيين، أن لا أخوض في هذا الأمر لكي أظهر المسلمين في بلادنا بمظهر المحتل أو الغازي، وربما سأتهم بتأجيج الفتنة، لكن أن أحضر من التاريخ الحقائق التي ربما تكون غائبة عنا في ظل إعلام موجه في اتجاه واحد، وليس من المعقول أن يستحي المسلمين من كلمة " غزو" وهي المكتوبة بكثرة في التاريخ الإسلامي وفي كتب السيرة، والتي من أشهر غزواتهم " غزوة بدر، وغزوة أُحد، وغزو الخندق" أم سنغير هذه الكلمات أيضا ونسميها أي اسم بعد هذا الحديث؟ نعم إنها غزوات أدت لاحتلال، أدى لانصهار بين الكل، ولكن من وقت لآخر تُطل علينا بعض صفات أبناء الجزيرة العربية بسبب ما أتوا به إلينا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :