عرض/ سامية عياد
خلق الله يد الإنسان لتعمر وتبنى وتساعد وتتعبد وتتعلم وصارت تعبيرا عن العمل ، والكتاب المقدس يعلمنا "لتستقم صلاتى كالبخور . ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية" ، "شددوا الأيدى المسترخية" ..
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "أيد سافكة دما بريئا" حدثنا عن سوء استخدام اليد التى خلقها الله للخير والمساعدة ، حيث استخدمها فى الشر يقول الله "فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم ، وإن كثرتم الصلاة لا أسمع . أيديكم ملآنة دما" ، يحذرنا الله اليوم من أن الأيدى السافكة دما بريئا يبغضها الرب ، وتحمل هذه الآية خطيتين أيد سافكة دما بريئا ، أيد سافكة قاتلة وهذه خطية قتل ، ودما بريئا وهى خطية ظلم ، والكتاب المقدس به كثير من المشاهد التى تببن الأيدى السافكة دما بريئا منها قصة دواد النبى حينما وقع فى خطية قتل أوريا الحثى فأرسل له الرب ناثان النبى ليوبخه ويخبره بالعقاب الرهيب له ولأهل بيته ، ربما القصة الأكبر هى مشهد صلب السيد المسيح له المجد وقد كان دما بريئا ، وقد حاول بيلاطس إطلاقه كثيرا ولكنه جبن أمام تهديدات اليهود فقام بغسل يديه بالماء وأعلن أنه برىء من دم هذا البار.
وهناك صور أخرى لسفك الدم البرىء بشكل غير حسى ، أول صورة هى الضرب فهو نوع من المهانة وتقليل القيمة وعدم احترام الآخر ، فالضرب ليس وسيلة للتربية والتقويم ، الصورة الثانية الإشارة بمعنى حركات اليد التى قد تكون متعبة للآخر فتشيح بيدك حينما لا ترغب فى وجود شخصا ما وهذا نوع من المذلة والسخرية والمهانة ويد سافكة دما ، الصورة الثالثة هى الكتابة القاتلة سواء من خلال مقال فى صحيفة أو مجلة أو على الإنترنت ، و هى كتابة كاذبة تسىء لآخرين ، كذلك من ينشر الإشاعات والأكاذيب ويطمس الحقائق فى الكتابة أو يلويها أو يشوه شخصية ، لذلك يقال "إن الكلمة أحد من الرصاصة" ، الصورة الرابعة هى اليد التى تمتنع عن تقديم المساعدة لمن يحتاج سواء ماديا أو معنويا كما يقول الكتاب المقدس "ومن يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية .
انتبه أيها الإنسان لئلا تكون هذه الصور من الخطايا المختبئة فى حياتك دون أن تدرى ، راجع نفسك ، وراجع ما تصنعه يدك واجعلها دائما يد للخير ، ويدا للصلاة ، يد صلاح ، يد تخدم المجتمع وتخدم الأسرة ، اطلب من الله أن يمنحنك دائما يدا بيضاء مقدسة وفكرا مقدسا..