كتب أيمن إسماعيل، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية الملاحظات التالية ونشرها اليوم باللغة الإنجليزية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
تأملات حول حالة الاقتصاد:
حاولت أن لا أعلّق على حالة الاقتصاد المحزنة لفترة لا بأس بها. وقررت بدلًا من التعليق، عرض بعض الأشياء التي أعرفها والتي عادة ما تكون حقيقية، بصرف النظر عن الزمان والمكان.
1- لا يمكنك حماية العملة الخاصة بك عندما لا يكون لديك احتياطي عملة أجنبية مع وجود توازن سلبي للسداد. عاجلًا أم آجلًا ستحتاج إلى تَعوِيم العملة. وكلما كان عاجلًا كان أفضل. وإذا تعقبت الدولار سيخفِّض من قيمة عملتك باستمرار ويتركك في حالة إفلاس مع دين كبير ومعدل تضخم مرتفع، وسيدمر الاقتصاد.
2- الحل لـ”عَجْز ميزان المدفوعات” هو المزيد من الصادرات. ساعِد المصدّرين في التصدير أكثر، وامنحهم حوافز، وكل الدعم الذي يمكن تقديمه.
3- رأسمالية الدولة لم تعد تجدي نفعًا. قد تقود إلى بعض النتائج السريعة على المدى القصير، لكن في النهاية تدمر السوق والمؤسسات. من السهل على الدولة أن تسيطر على الاقتصاد (أو بعض القطاعات). والتراجع عن ذلك أمر صعب، كما أنه مكلف ومؤلم.
4- التقديرات الاقتصادية تعتمد على الاستقرار السياسي بقدر اعتمادها على الأداء الاقتصادي. إذا قرأت تقارير أو تحليلات اقتصاد لأي دولة ستجد أن الأمر يبدأ بالسياق السياسي. النظم الديمقراطية هي الأعلى، بينما تتحمل الأنظمة الاستبدادية العقاب، لماذا؟ يشير التاريخ إلى أن الأنظمة الديمقراطية، رغم اضطرابها، هي أكثر استقرارًا على المدى الطويل.
5- يستجيب الأشخاص أو الشركات إلى الحوافز، وليس للأوامر أو المراسيم. امنحهم حافزا إيجابيا لما تريده وسيقومون به.. إنهم يعملون من أجل حماية مصالحهم الاقتصادية. سيستبدلون الدولار مع من سيمنحهم سعرا أعلى، لأنهم يريدون الحفاظ على ثرواتهم وزيادتها.
6- لا يمكنك جذب المستثمرين الأجانب إذا لم تستطع الاحتفاظ بمستثمريك المحليين. أول ما يفعله المستثمر الأجنبي عند زيارته لبلد جديد هو تناول العشاء مع بعض المستثمرين المحليين. يمكنك بالطبع تخيّل ما يتحدثون عنه خلال لقائهم معا.
7- يعتمد إنفاق المستثمرين في جزء كبير منه على ارتياحهم للبلد الجديد. عندما يكون الأشخاص خائفين لا ينفقون، ويدخل الاقتصاد في حالة انتكاس. عندما يسيطر الخوف عليهم، لن يجازفوا بشيء، لا المحليين ولا الأجانب. وعندما يكونون أكثر تفاؤلًا، ينفق الأشخاص ويستثمرون وينمو الاقتصاد.
8- الاستثمار في البنية التحتية الأساسية أمر عظيم، خاصة عندما يدعم المزيد من الإنتاج والصادرات أو فرص العمل. الطرق التي تربط منطقة صناعية بميناء تصدير هي عظيمة أيضًا. والطرق التي تؤدي إلى اللامكان هي استثمار سيئ.
9- أساس أي اقتصاد هو “سيادة القانون”. عندما لا تدخل العقود حيز التنفيذ ولا يتم حماية حقوق الملكية، فأنت ترى المكان محفوفا بالمخاطر عن الحديث عن أي استثمار. وحتى عندما يستثمر الأشخاص، يميلون إلى إرسال أرباحهم إلى الخارج على الفور.
10- لا أحد يتآمر عليك، هم فقط يطبقون سياساتهم الاقتصادية والخارجية. ويهتمون بمصالحهم. سيساعدونك ويحاربون من أجلك إذا كان ذلك يخدم مصالحهم.
11- هذا ليس أسوأ وقت لحدوث أزمة اقتصادية، أسعار الفائدة منخفضة، مما يعني تكلفة أقل للاقتراض، وانخفاض أسعار النفط، الذي هو جيد للدول التي لا تصدر النفط. ذلك يجعلك محظوظًا، لكن لا تُضيع هذا الحظ.
12- صندوق النقد الدولي هو “الملاذ الأخير”. حيث إنه مُجهز لإنقاذ الدول التي على وشك الإفلاس. لكن ثمن اتفاقية الإنقاذ عادة ما يكون برنامج تقشف مؤلم لاستعادة الاستقرار الاقتصادي، يشمل ذلك سياسات مثل زيادة الضرائب، وخفض الدعم والإنفاق العام، وتخفيض قيمة العملة، والخصخصة، وكل هذه الأشياء السيئة. إنه يجبر الحكومات على فعل أشياء عليها القيام بها، لكن في التوقيت الخاطئ حيث الثمن السياسي لذلك مرتفع.
13- الثروة المُفرطة والتباين في الدخول أمور سيئة في نمو أي اقتصاد، كما أن لها مخاطر على الاستقرار السياسي. الاستثمار في شبكات اجتماعية آمنة له أعلى عائد على الاستثمار، وذلك من منظور أمني، وسياسي، واقتصادي.