الأقباط متحدون - بين براموسي وبراموسي !
أخر تحديث ١٨:٢٧ | الخميس ٤ اغسطس ٢٠١٦ | أبيب١٧٣٢ش ٢٨ | العدد ٤٠١٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بين براموسي وبراموسي !

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عصام نسيم
رغم ان الاثنان من نفس الدير
ورغم ان الاثنان يحملان نفس اللقب الراهب ....البراموسي

ورغم ان الاثنان كان مسئولين عن بيت خلوة الشباب في دير البراموس
ورغم ان الاثنان لهم مؤلفات وكتب ولهم محاضرات وتعليم ولكن !
ولكن هناك فرق بين الاثنان كبعد المشرق عن المغرب !

فرق في الاسلوب والأداء والمنهج والحياة والتأثير وقبل كل ذلك الهدف !
لن اتحدث عن الثاني ولكني ساتحدث عن الاول لاني عايشته منذ سنوات كثيرة !

فالاول هو راهب من دير البراموس هكذا كان يكتب على كتبه وكتيباته التي عرفها كثيرين وقراها وتأثر بها قبل ان يعرفوه شخصيا او حتى يعرفون من هو هذا الراهب الي من دير البراموس !

فكان يكفي ان تجد كتاب بلونه الاخضر المعروف وعليه اسم المؤلف " راهب من دير البراموس " لتجذبه سريعا وتبدأ في تفصح اولى صفحاته ولا تتركه حتى تكون انتهيت منه !

كتب امتازت بالبساطة والعمق والمعلومات والروحانيه والخبرات الروحية الهادئة المتواضعة لمسنا فيها خبرة اباء البرية واسلوب الرهبان المتوحدين وهدوء اباء البرية !

بلا مبالغة لا يوجد شخص قرا هذه الكتب الا وتتلمذ عليها او على بعض ما بها او على الاقل تأثر بما فيها تأثر كثير جدا !
ويكفي ان هذا الراهب البراموسي اعاد لنا الادب القبطي الرائع بشكل عصري بسيط وعميق بل وجذب الشباب الي القراءة خاصة ان كتبه كانت تلمس الجميع ولكن الشباب بقدر اكبر !

من منا لم يقرا ويتاثر بكتب مثل
اجراء وابناء او فقراء ولكن او تأليه الاشياء او العادة او المطيانية تقديس الحاضر شبابنا وفكر الرهبنة .... وغيرها الكثير من الكتب سواء الروحية او القصص الادبي او الكتاب المقدس او سير القديسين .

اما عن مسئوليته في بيت الخلوة لسنوات
فقد عرفه الكثير من الشباب من جميع انهاء مصر عرفوا الراهب الوقور الهادي الرزين قوي الشخصية والمحبوب ايضا لا يوجد شاب ذهب الي خلوة في دير البراموس الا وتأثر بهذا الراهب سواء سلوكه او كلماته او عظاته والعجيب انه امتاز بصفة بجانب صفاته الرائعة الكثيرة وهي الذاكرة القوية فكان كثيرا ما يقابل شباب في اجتماعات ويتذكرهم بالاسم !

ولان كنيستنا كعادته دائما عندما تجد شخص منير ومستنير وضعت السراج على المكيال لينير لكل من في البيت وتم سيامة الراهب كيرلس البراموسي اسقف عام باسم الانبا مكاريوس ,

واستمر الاسقف الامين في خدمته النارية عظات ومحاضرات بطول مصر يجتمع فيها الالاف الشباب بلا مبالغة وقد حضرتك الكثير من هذه المحاضرات الرائعة المشبعة كم من المعلومات الي جانب روحانيات الي جانب ارشاد وتوجيه فعلا كانت عظات ومحاضرات مشبعة !

وذهب الانبا مكاريوس اسقف عام للمنيا وخدم هناك خدمته الامينة وكان ومازال مثال للراهب الامين والخادم المحب الباذل لشعبه ولكنيسته واجه هناك ظروف صعبة لا يقدر على تحملها كثيرين شاهد كنائسه تحرق وشعبه يضطهد وظل صامدا قويا ابياً واصبح مثل للاقباط جميعا في تحمل التجربة وقوة الموقف والصمود وعدم التنازل او الخنوع !

هكذا عايشنا الراهب كيرلس البراموسي في كتاباته ومسئوليته في بيت الخدمة راهب امين وديع متواضع رزين

وايضا عايشنا الانبا مكاريوس الاسقف العام اسقف شجاع قوي صلب امين في رعية شعبه وطني لابعد الحدود ومحب لكنيسته وشعبه !

شخصية فريدة مستنيرة استنارة حقيقية ومحب لكنيسته ولشعبه
لم تضطهده الكنيسة كما يزعم البعض
ولم تحارب فكره او تمنع كتبه

لم يتكلم احد على اي تعليم له او يهاجمه بل على العكس موضع احترام وتقدير وحب من الجميع !
فالكنيسة لا تضطهد ابناءها ولا تهاجم فكر منظبط وفي تاريخها لم يثار اي جدل حول خادم امين في تعليمه او خدمته او محبته للكنيسة !
فالخدمة ليست مجرد تعليم وفلسفة وبلاغة ولكنها قبل كل ذلك روح وحياة معاشة ينقلها المخدوم الي الخادم !

واخيرا اختم بعبارة رائعة من كتاب الانبا مكاريوس الاسقف العام " معلمين كثيرين "
"" هناك نوعان من الخدام او المعلمين , نوع محب للقراءة والاطلاع والدراسة والبحث حتى يصبح عالماً ولكنه متعجرف ومتصلف واما النوع الاخر فهو لطيف ووديع ومسالم ولكنه جاهل وغير مستنير اما النسبة التي جمعت بين الاتجاهين : العلم والفضية او بين الاكاديمية والسلوك الروحي فهي ضئيلة جدا ! """

وبالطبع كان الراهب كيرلس البراموسي او الانبا مكاريوس من هذه الفئة الضئيلة جدا التي جمعت بين العلم والفضيلة فهناك كثيرين لديهم العلم والمعرفة ولهم تلاميذ واتباع ومحبين ولكن تنقصهم الفضيلة ! وأهمها فضيلة الاتضاع والتي بدونها لا فضائل اخرى !

اما عن البراموسي الاخر فهو نموذج مختلف ومناقض لما ذكرناه !

الرب قادر ان يحافظ على كنيسته ويرسل لها دائما الخدام الامناء المعلمين المتواضعين المحبين لكنيستهم !


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع