والدته توفت بعد مولده بساعات.. وأقربائه: كان يحب الوحدة ولا يتشاجر
كتب - نعيم يوسف
ذكرى مولده
تمر اليوم، الأربعاء، الذكرى الثالثة والتسعون لميلاد مثلث الرحمات الأنبا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، ونظرًا للدور المهم الذي لعبته مرحلة الطفولة في تكوين شخصية هذا الرجل الذي قاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لعشرات السنوات، نعرض في التقرير التالي أبرز ملامح طفولته.
ابن شيخ البلد
ولد "نظير جيد روفائيل" -اسمه قبل الرهبنة- يتيمًا، حيث ولد في الثالث من أغسطس عام 1923م، في قرية سلامه مركز أبنوب الحمام محافظة أسيوط، كان والده شيخ البلد وقد توفيه أمه بعد مولده بساعات فاهتم بتربيته شقيقه الأكبر رافائيل.
وفاة والدته.. وشهادة الميلاد
نظرًا لوفاة والدته السريعة بعد وفاته، فلم يتمكن أهله من استخراج شهادة ميلاد له، سريعًا، واضطر لهذا السبب الالتحاق بالمدرسة متأخرا لمدة عام، فحاول تعويض هذا العام بكثرة القراءة، فكان يقرأ "كل ما يقع تحت يده" -حسب تعبيره- حيث قرأ كتاب قادة الفكر لطه حسين وهو لم يتعدى الخامسة عشر من عمره، بالإضافة للعديد من الكتب في التاريخ والسياسة والشعر والأدب المصري والعالمي.
الوحدة والقراءة
أيضًا أثر وفاة والدته في شخصيته كثيرًا، حيث كان يميل إلى الوحدة وكثرة القراءة، وعندما تعلمت يداه كتابة الشعر كتب قصيدة عن والدته قال فيها: "أحقاً كان لي أم فماتت.. أم أني خُلِقت بغير أمي.. رماني الله في الدنيا غريبا.. أحلق في فضاء مُدلَهِمِّ.. وأسال يا زماني أين أحظي.. بأخت أو بخالٍ أو بعمِ.. وأسأل عن صديق لا أجده.. كأني لست في أهلي وقومي.. وهل أقضى زمانى ثم أمضي.. وهذا القلب في عدم ويتم".
ليديا: أخوته قاموا بإرضاعه
تروي "ليديا فولي جوارجي"، أحد أقربائه عنه أنه عندما كان صغيرا وتوفت والدته قام أخوته بإرضاعه، وكان يجلس وحده، ولا يسعى للشجار مع أقرانه، وبعد أن كبر بسنوات، قام أخيه رافائيل بالسفر معه إلى القاهرة.
عادل بسطا: جيرانه ساعدوا في إرضاعه
ويروي عادل بسطا، أحد أقربائه، في فيلم وثائقي اسمه "همسه حب" يروي سيرة حياته، أن جيرانه وهو صغير كانوا يساعدون في إرضاعه.
الطفل والطبيب
يروي البابا أنه عندما ذهب للدكتور لكي يستخرج له شهادة ميلاد (ساقط قيد)، قال له "أوعى تغلط يا دكتور"، وشرح له أن الطفل يمكن أن يولد بعد وفاة والده، ولكن لا يمكن أن يولد عقب وفاة والدته، مشيرا إلى أن تاريخ وفاة والدته معروف، وبالتالي حدد للطبيب موعد ميلاده، فكتبه الطبيب كما قال له.
طفولة بلا صداقة
ويقول البابا إنه عاش طفولة "بلا صداقة ولا زمالة ولا لعب مثل باقي الأطفال"، وكان يتصل بأشخاص أكبر منه في العمر، ويروي عن علاقته بالشعر أن بداياته كانت في سن السادسة عشر، ولم يكن يكتب الشعر بناءًا على قواعد ولكن بالفطرة فقط.