الأقباط متحدون - السفير البريطاني يلعب بنا الكرة!
أخر تحديث ١٨:٤٥ | الثلاثاء ٢ اغسطس ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٦ | العدد ٤٠٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

السفير البريطاني يلعب بنا الكرة!

حمدي رزق
حمدي رزق

 صمت دهراً، وبعد 72 ساعة من الصمت المريب، خرج على المصريين مصدر مسؤول بالسفارة البريطانية بالقاهرة نافياً أن رئيسة الوزراء «تريزا ماى» لم تلتق ممثلين عن جماعة الإخوان منذ توليها منصبها!.

 
قبلها ويوم الجمعة الماضى خرج الثنائى الإخوانجى (سها الشيخ وفاروق مساهل) من رئاسة الوزارة البريطانية فى «10 داوننج ستريت»، ليعلنا أنهما التقيا رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، وقدما التهنئة، وطالباها بالقيام بدورها وممارسة ضغط دولى على مصر!.
 
ثلاثة أيام بلياليها مرت على اللقاء «المزعوم» فى عاصمة الضباب، دون نفى من «دواننج ستريت» للقاء حتى صار حقيقة، وكان غريباً ومثيراً للخيال أن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة «تريزا ماى» تفتح عهدها السعيد بلقاء الإخوان، وحتى قبل أن تلتقى أى مسؤول رسمى مصرى، نجح الإخوان فى ترويج اللقاء المزعوم، ونسجوا على منواله قصصاً وحكايات وروايات عن الموقف البريطانى الجديد.
 
ونحن نضرب أخماساً فى أسداس، يخرج علينا إذ فجأة مصدر مسؤول فى السفارة البريطانية فى القاهرة ينفى اللقاء بالكلية وينسف المزاعم الإخوانية، ويدلل على موقف مسبق رافض لرئيسة الوزراء من جماعة الإخوان، بل شخصيا شاركت (سابقا) فى تحرير التقرير البريطانى عن الإخوان، وحملت عليهم بالعنف.. يا سلام.
 
رئاسة الوزراء البريطانية، بجلالة قدرها، يكذب عليها الإخوان فى لندن، وتصمت الريسة «تريزا ماى» على الكذبة طويلاً طويلاً، قبل النفى الخجول من مصدر مجهول فى سفارتها فى القاهرة، لا أعرف سبباً لهذا التأخير المريب، ولم أتبين سبباً لأن تنفى سفارة بريطانيا اللقاء فى القاهرة، وتصمت رئاسة الوزراء فى لندن عن النفى، وكأن اللقاء جرى مثلاً فى جاردن سيتى وليس فى «10 داوننج ستريت»، وكأنهم يلتقون هناك وينفون هنا، توزيع أدوار.
 
لقاء على هذا القدر من الخطورة والحساسية على مجمل العلاقات المصرية- البريطانية ينفيه مصدر مجهول يقال مسؤول، ومطلوب منا أن نصدقه، لا أعرف كنه هذا المصدر النافى حتى أصدقه نافياً، ولماذا لم يصدر النفى عن السفير «جون كاسن» شخصياً، ولماذا تخفى السفير من هذا الحدث الخطير وهو المخاطب من الخارجية المصرية بشأن تفسير حدوث هذا اللقاء الخطير من عدمه؟!.
 
أحدهما كاذب، بل الاثنان كاذبان، لا يعنينا ولا يلزمنا نفى مصدر مجهول فى سفارة بريطانيا فى القاهرة للقاء، إذا كان مقر رئيسة الوزراء صامتاً حتى ساعته وتاريخه عن اللقاء، ولم يكذّب الإخوان. الصمت علامة الرضا، وربما كان تصريح المصدر المجهول للاستهلاك المحلى فى مصر، تعمية للعيون، مثل ذر الرماد فى العيون، رئيسة الوزراء تلتقى الإخوان فى لندن وسفارة لندن فى مصر تنفى باعتبارنا عبط وداقين عصافير خضر بتطير.
 
المنوط به النفى، المطلوب سياسياً، رئاسة الوزراء البريطانية، وليخرج علينا السفير البريطانى فى القاهرة شخصياً بتبرير صمت «داوننج ستريت» المريب، أما حكاية المصدر هذه فلا تنطلى إلا على السذج، نعم الإخوان كاذبون فى أصل وشهم وعُرف عنهم الكذب، ولكن هل سيكذبون على رئيسة وزراء بريطانيا، وهل تقبل السيدة «تريزا ماى» أن يكذب عليها الإخوان ويورطوها مصرياً، هكذا علانية وعلى رؤوس الأشهاد.
 
ما بين لندن والإخوان كثير، واللقاء ونفيه سياسة متبعة منذ زمن طويل، وإذا كانت الخارجية المصرية طلبت نفياً للقاء، فإن النفى الطبيعى يصدر عن داوننج ستريت وليس من جاردن سيتى، ومراوغات السفير البريطانى وتلهيتنا بنفى من مصدر مسؤول مرفوضة، فى انتظار رد الخارجية المصرية على هذا التلاعب من جهة السفير!
 
هذا السفير يلاعبنا، يلعب بنا الكرة، يهتبلنا بالوقوف على الكرة مع رمضان صبحى، وصار متفرغاً بالكلية للشؤون الكروية ومغازلة الفرعون محمد صلاح، أيهما أولى بالمتابعة اللحوح، لماذا فى الشؤون السياسية يصدِّر لنا مصدراً مجهولاً، وهو مصدعنا ليل نهار بصوره الكروية الشعبوية؟!.
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع